بعد خطاب نصرالله: التيار الوطني غير مرتاح

باسيل حزب الله عون
بعدما كان الثنائي الشيعي متمسكا بالنسبية الكاملة، جاء كلام نصرالله قبل يومين ليؤكد تراجعه عن هذا المشروح لمصلحة أي مشروع يحظى بتوافق الجميع. منتقدا مشروع حليفه الوزير جبران باسيل بقانونه التأهيلي.

اثار موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله   من المشاريع الانتخابية في خطابه قبل أمس في ذكرى “جريح المقاومة”، إهتماما كبيرا في الداخل اللبناني سيما لما عكسه من ليونة في الموقف إذ فتح الباب أمام التوافق على أي قانون يمكن أن تلتقي حوله الأطراف، وأن لا مشكلة لدى “الثنائي الشيعي” في السير به.  وهو ما يشير إلى التراجع عن التشبث بالنسبية الكاملة على أساس دائرة انتخابية واحدة.

وكان اللافت، قطع نصرالله الطريق على  طرح مشروع الوزير جبران باسيل التأهيلي على التصويت في مجلس الوزراء اليوم. إذ وضع بشكل صريح فيتو  على مشروعه الأخير، مقابل إظهار ميل واضح لموقف النائب وليد جنبلاط الذي أثنى بدوره  على خطاب السيد.  كما برز بشكل جليّ تفاعل القوى السياسية بشكل إيجابي مع خطاب امين عام حزب الله إلا التيار الوطني الحر، الذي لاذ بالصمت.

إقرأ ايضًا: مجلس واحد لا يكفي… مجلسان للفساد

هذه المواقف التي أطلقها نصرالله والتي تتماشى مع  تصعيد بري بوجه التيار الوطني وخصوصا بوجه باسيل، حيث غمز بري من قناته بالقول “هناك مَن يظنّ انّ الشارع لعبة، الشارع يا جماعة له أربابُه ونقطة على السطر”.

وفي هذا السياق، تحدث لـ”جنوبية” الصحافي والمحلل السياسي نبيل هيثم الذي رأى أن ” أهم ما في خطاب نصرالله هو سبب قوله هذا الكلام وما الذي أوصله لهذه المرحلة”.  مشيرا إلى أن نصرالله “قال أن الحزب وافق على جميع الطروحات لفتح باب  نحو إجراء انتخابات نيابية وبين في حديثه أن هناك حالة تصلّب عند البعض أمثال التيار الوطني وخصوصا الوزير جبران باسيل”.

وأشار إلى أن كلام نصرالله “جاء من هذا المنطلق لتفادي الوقوع بتوتر طائفي وسياسي يؤثر على الإستقرار، لذا لم يتمسك بالنسبية أو غيرها بل فتح الباب أمام التوافق على أي قانون يمكن أن تلتقي حوله الأطراف”.

ولفت هيثم  أن نصرالله تقصد توجيه عدة رسائل لباسيل بالقول له “كما انت مصرّ على التأهيلي، هناك أطراف أخرى لا تريد هذه الصيغة ولديها طروحات أخرى”. واصفا كلامه بالناعم ولكن بنبرة قاسية”. وتابع أراد نصرالله القول لحليفه “انزل عن الشجرة” مصوبا أن العقدة تكمن لدى باسيل وطروحاته التي تعقد التوافق على قانون انتخابي”. وبهذا يقول هيثم أنه ألقى الكرة في ملعب باسيل والتيار الوطني”.

ومن بين رسائل نصرالله لباسيل “رفعتَ مجموعة لاءات وغيرَك أيضًا يقول لا للإقصاء ولا للإلغاء”.

وكمراقب رأى هيثم أن “تصلّب باسيل هذا يزيد من الشحن الطائفي  خصوصا عند التهديد بالشارع غير مدرك أن جميع الأفرقاء السياسيين لديهم شارعهم وأن الشارع لغته صعبة ونتائجه وخيمة”. وأضاف “باسيل يحاول أخذ الأمور بالتصوير أنه هو الشارع وأنه هو من يمثل المسيحيين جميعهم، لكن رئاسة الجمهورية لها حدودها”. لافتا أن “في وقت يحاول البعض سن قوانين لبناء العهد يفرض آخرون طروحات تدمّر العهد”.

إقرأ ايضًا: التجاذب بين حزب الله وباسيل حول قانون الانتخاب يبلغ الذروة

وكذلك رأى أن “لهجة نصرالله لم تكن من باب الفرض او القوّة، لكنه شخّص الخطر المحدق في لبنان في ظل النيران المشتعلة في البلدان المجاورة في وقت هناك من يستأثر بالقرار الميسحي والوطني”. مشيرا إلى أن “الخطاب لم يكن مريحا للتيار الوطني، بل إستفز باسيل ولكن ليس بشكل معلن”.

وعن إمكانية إجراء انتخابات نيابية قبل 20حزيران قال هيثم “في ظل هذه العقلية قد أغش الناس لو قلت هناك إمكانية للتوافق على قانون انتخابي”. وأضاف “وفي حال تم إعتماد القانون النافذ يجب اعتماد قبل 20 حزيران والا بعد هذه المهلة لا يمكن اجراء انتخابات نيابية ونكون قد دخلنا بالفراغ”.

وخلص “عندما ننتهي من المراهقة السياسية نضع أول خطوة على جسر العبور نحو الإستقرار، لكن مع الأسف نعيش بعهد المراهقة التي ترى أبعد من أنفها”.

السابق
نتنياهو يكشف: نشن غاراتنا على سوريا بالتنسيق مع روسيا!
التالي
أسئلة مريبة حول مباراة «كلاسيكو الاساطير» في بيروت