هل بدأ بشار الأسد يشكل عبئا على روسيا وإيران؟

يرسم الاعلام الغربي نهايات عدة وكلها مأساوية للرئيس السوري بشار الاسد وحكمه البعثي المستبد.

لا شك أن إيران وروسيا تقدمان لنظام الأسد دعما دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا كبيرا أمن له الصمود منذ بدء الثورة ضده قبل ست سنوات وحتى يومنا هذا. ولكن لا يخفى أن كلا البلدين على استعداد للتوصل إلى حل للصراع، حتّى لو قضى الأمر في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالأسد مقابل الحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية في في سوريا والمنطقة.

منذ بداية الحرب السورية تشدد طهران وموسكو على أن مصير الأسد يعود للسوريين وحدهم. ولكن مع مرور الأيام تغير الخطاب الإيراني والروسي عبر التلميح أنهما قد يحتاجان إلى النظر في سيناريوهات بديلة.

اقرأ أيضاً: اتصال ترامب – بوتين.. لتفادي القطيعة

ومؤخرا أكد الكرملين أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نظيره السوري بشار الأسد لم يتغير، مشددا على أنه ليس محامي دفاع عن الأسد إنما هو يحامي ويدافع عن القانون الدولي.

هذا عن الموقف الروسي الذي أصبح معروفا، لكن الجديد ما كشفته تقديرات استخباراتية إسرائيلية أن نظام الأسد بدأ يشكل عبئا اقتصاديا على إيران.

وبحسب مسؤول رفيع المستوى في “لواء الأبحاث” في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ان إيران أصبحت تغذي بشكل متزايد مطالب نظام السوري بتوفير المزيد من النفط مجانا.

وقال المسؤول نفسه ” ان “ايران لا تواجه اي مشكلة في تزويد نظام الاسد بالنفط مجانا قبل رفع العقوبات الاميركية عنها لانه لم يكن هناك سوقا لنفطها. وأشار إلى أن الإيرانيين أدركوا عبء العلاقة مع نظام الأسد بعد أن اضطروا إلى الاستمرار في تزويده بالنفط، في وقت يمكن بيعه والحصول على مقابل مادي لتحسين القطاع الاقتصادي الايراني بعدما تضرر إثر العقوبات.

وإلى جانب العبء الاقتصادي على إيران، أشار المسؤول العسكري في مقابلة مع صحيفة معاريف نشرت اليوم، إن مئات الضباط والمستشارين الإيرانيين قضوا في الحرب السورية منذ بدء التدخل الإيراني، مشيرا إلى أن الخسائر الإيرانية دفعت الإيرانيين إلى خفض قواتهم بشكل مطرد من 2500 إلى 1500و 1000.

ولهذا عمدت إيران إلى استبدال قواتها عبر تجنيد متطوعين شيعة، بينهم عناصر من افغانستان وباكستان. وعن كيفية تجنيدهم، قال أن جميع العناصر الشيعية من باكستان وأفغانستان “مقيمون غير قانونيين” وهو الأمر الذي استغلته إيران فدفعتهم للمشاركة في الحرب مقابل تسوية أوضاعهم القانونية والحصول على جواز سفر إيراني بعد عودتهم.

ومتابعة لهذا الامر كشف المسؤول الاسرائيلي أن إيران أطلقت هيئة مراقبة عسكرية خاصة في سوريا تدير القوات الشيعية، بما في ذلك حزب الله.

كما اشار الى انه بالرغم من “الإنجازات التي يحققها النظام في الآونة الأخيرة إلا أن الصعوبات التي يعاني منها هي بعدم قدرته على المحافظة على الاراضي التي يسيطر عليها بسبب تراجع عدد جنوده”. وتابع: هذا العجز يتبين كلما فتحت المعارضة جبهة جديدة ضده “.

وبمعزل عن الأعباء الإقتصادية والعسكرية على عاتق إيران بفعل مساندة الأسد، أكد رئيس مركز “حريات” المعارض السوري ميشيل كيلو على وجود تفاهم أميركي – روسي حول الوضع السوري سيتم البت به قريبا، بالإشارة إلى أن موسكو عرضت على واشنطن التوصل إلى تفاهم بشأن هذه الأزمة، مشترطةً أن يكون لها دور في القضايا الدولية بشكل عام.

اقرأ أيضاً: مصير بشار الأسد الغامض تحدده ثلاث عواصم

ورأى ان أكثر ما يدفع روسيا للبقاء في سوريا هو العقوبات الاقتصادية لانها تريد الحصول على ثمن التخلي عن بشار الاسد”، مؤكدا أن الأسد لا يعني أي شيء لروسيا مقابل تحقيق مصالحها.
كما أكد أن روسيا غرقت في المستنقع السوري فبعدما أعلن بوتين أن تدخله سيكون لمدة 3 أشهر إلى 6 أشهر في الحالات القصوى”، فيما لا تزال حتى الآن غارقة دون إيجاد حلول للخروج من هذا المأزق.
وبحسب كيلو فأن الضربات الأمريكية على القاعدة العسكرية السورية مؤخرا والضربة الإسرائيلية لمخازن “حزب الله” أظهرت أن روسيا غير قادرة على حماية الأسد وميليشياته، إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمته.
(س . ج)

السابق
رسائل أبي سلمان
التالي
بوتين: المناطق الامنة التي ايدت تركيا وروسيا اقامتها في سوريا يجب ان تصبح مناطق حظر جوي