خطاب نصرالله: للتخلّص من صداع عرسال!

جرود عرسال
أطّل يوم أمس "الإثنين" أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الجريح المقاوم متناسياً الضربات الاسرائيلية على قواته وجيش الاسد في سوريا ومسلطاً الضوء على عرسال.

“الحدود اللبنانية عموماً من الجنوب إلى البقاع إلى الشمال إلى البحر خرجت عن التهديد العسكري باستثناء منطقة جرود عرسال“، بهذه العبارة عزل السيد حسن نصرالله عرسال عن الدائرة اللبنانية موصفاً اياها بالبؤرة، وداعياً لمعالجتها.

عرسال تعود من جديد على الخارطة الحزبية، بعدما تمكن حزب الله من السيطرة على الزبداني ومضايا وقبلها القصير والقلمون الغربي، وذلك لما تشكله هذه البلدة من امتداد لمشروعه في السيطرة على البلدة الحدودية.

اقرأ أيضاً: التوماهوك الأميركي والغارات الإسرائيلية تغيب عن خطاب نصرالله

ولمتابعة هذا الملف، ملف عرسال والحدود اللبنانية السورية، تواصل موقع “جنوبية” مع الكاتب والمحلل السياسي مدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم، الذي وضع عرسال بإطارها الأوسع كجزء من هذا الخط الذي عمل حزب الله على إجلائه من سكانه السنّة ضماناً لربط عاصمتي الممانعة (ممانعة بيروت ودمشق).

متابعاً “المثلث يبدأ لبنانياً من المصنع إلى حدود وادي خالد، وواضح أنّ هذا المثلث يتضمن عرسال لبنانياً وبفي الداخل السوري حمص، ةهذا جوهري بالنسبة لمنطق النفوذ الإيراني، الذي يدرك أنّ منطقة نفوذه هي لبنان وجزء من سوريا”.

وأكّد سليم أنّه “من الطبيعي أن يُلّمح نصرالله إلى أنّ هذا الجيب هو الذي قد تبقى ولا بد من التخلص منه، ولكن ما لا يتم تداوله في غمرة الحديث عن المسلحين هو موضوع المدنيين في مخيمات اللجوء والتي هي ثقوب سوداء في جغرافيا اللجوء السوري”.

معتبراً “من الواضح أنّ هناك نيّة تحاك لعرسال ولكن ترجمتها موضوع آخر، ومما لا شكّ فيه أنّ عرسال وجرودها هي في مرمى حزب الله الذي يتمنى ذات يوم أن يقول أنّ هذا الصداع استطاع أن ينتهي منه”.

وأضاف سليم “عرسال (سئيلة) عليه، إذ تتضمن سنة، ولديها تاريخها، وبالتالي ليس بالأمر سهل الانتهاء منها”.

متسائلاً فيما يتعلق بمطالبة نصرالله بمعاجلتها “كيف سوف تكون هذه المعالجة مباشرة، أم من خلال الجيش وأجهزة الدولة”.

ولفت سليم إلى أنّه “المشكلة بالنسبة لي ليست المسلحين في الجرود، إلا أنّه من المعيب أخلاقياً الخلط بين الوجود المسلح في الجرود وبين الآلاف من اللاجئين المرميين بالمعنى الحرفي للكلمة في عراء عرسال وجرودها”.

وعن مروره الخجول على ضربة الشعيرات وتجاهله التام للغارات الإسرائيلية، أكّد أنّ “هناك ملفات لا يتحدث عنها أمام جمهوره (الجمهور مش عاوز كده)، هو لن يتحدث بقضايا قد يبدو معها ضعيفاً وبشرياً وأنّه يتلقى الضربات كما يسدد الضربات، إلا أنّ ما لفتني في خطابه هو تخفيضه أو إعادة صياغته لمفهوم الانتصار. ولربما بإعادة الصياغة هذه وربطها بمجرد وجودهم وبمجرد بقاء النظام السوري، أصبح تعريف الانتصار سلبياً لا إيجابياً، وهذا البديل عن الحديث عن الغارات حيث تم تحويل انتصار محور الممانعة على أنّه يساوي عدم انتصار المحور الآخر”.

اقرأ أيضاً: حزب الله.. بعد الزبداني عينه على جرود عرسال

أما عن استخدامه لمعارك الغوطة في إعطاء شرعية لتواجده في سوريا، فقد أشار سليم إلى أنّ “نصرالله حاول أن يستعمل ما يجري في الغوطة لتأكيد وجهة نظره” مضيفاً “الظريف هو نسيان مراجعة الذاكرة، إذ كما أنّ الذي يتقاتل اليوم في الغوطة لا يحترم أهل الغوطة، فمن تقاتل كذلك في شوارع الضاحية وفي قرى إقليم التفاح لم يقم وزناً للناس، وبالتالي هو يسفه خطابه بنفسه”.

هذا ورفض سليم أن يكون هناك تغيراً في نبرته ضد السعودية معلقاً “لا أوافق أنّ هجومه لم يكن عالي اللهجة، إذ بمجرد اعتباره أنّ السعودية هي (أم الإرهاب) بحسب لغته، هذا بالنسبة إليه كافٍ فهو يؤدي وظيفة وهي وجوب شتيمة للسعودية والواضح أنّ الخطاب يجب أن يتضمن شتيمة لدول الخليج العربي، إذ هنالك دفتر شروط لخطابه وهو قد التزم بهذا البند”.

السابق
بالصور والفيديو: 5 قتلى بانفجار في اعزاز
التالي
نصرالله وبري والحريري: للتوافق على قانون الانتخاب قبل جلسة 15 أيار