القتال بين فصائل المعارضة السورية.. ما هي أسبابه؟

في صراع دام ومستمر، سقط نحو مئة قتيل في ثلاثة أيام في الغوطة، في الاقتتال الذي يدور بين جيش الإسلام من جهة، وهيئة تحريرالشام أي (النصرة سابقا)، وفيلق الرحمن من جهة ثانية. فلماذا يقتتلون؟ ومَن هي الجهة المستفيدة؟ والى ما قد تفضي هذه المعارك؟

على الرغم من أن «جيش الإسلام» يؤهل مقاتليه وفق العقيدة الإسلامية، ويعتمد منهجا معتدلا، بخلاف بقية التنظيمات المتشددة، كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وجبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة. الا انه يعتبر فصيلا ثوريا.

إقرأ أيضا: فيلق الرحمن لـ«جنوبية»: ننظر بإيجابية لأي ضغط سياسي أو عسكري ينقذ الشعب السوري

وتزامنا مع الذكرى السنوية الاولى للصراع الداميّ الذي وقع بين “جيش الإسلام” وهو أحد أكبر الفصائل السورية المسلحة، والفصيل المهيمن في الغوطة الشرقية، من جهة، و”فيلق الرحمن” الذي تأسس عام 2011، و”جبهة النصرة” من جهة أخرى، تشتعل المعارك من جديد هذا العام.

وقد تلقى “فيلق الرحمن” الدعم في معركته ضد “جيش الإسلام” من مقاتلين موالين لجبهة النصرة، الذراع السوري لتنظيم القاعدة في سوريا. وقد فشلت في السابق عدة محاولات لوضع حد لقتالهم.

وتدور المعارك اليوم أيضا ومجددا، حيث سقط في المعارك السابقة ما يقارب الـ600 عنصر من الطرفين، وكانت دخلت “النصرة” في عدة صراعات أخرى مع “فيلق الرحمن” و”حركة أحرار الشام”، أضافة لتورطها في عدة محاولات إغتيال عديدة.

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد لعبت دورا في إتفاقية المدن الأربعة التي تم إبرامها مع إيران، والتي اسفرت عن تهجير مئة ألف مدني سوري. مما ولد ضدها نقمة من قبل “جيش الاسلام”.

وفي اتصال مع اعلامي خبير في الحركات الاسلامية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، علّق حول هذا الاقتتال الدامي الأخير بين فصائل المعارضة، والتي ذهب ضحيتها اكثر من 100 قتيل، قال: “الظاهر اننا الان في مرحلة جديدة تُشرف عليها واشنطن بشكل مباشر، حيث عاد الأميركيون للامساك بالملف السوري مباشرة، علما انه مرّت فترة شهدنا فيها تراجعا للدور الاميركي في سوريا، وخاصة في مرحلة الرئيس الأميركي باراك أوباما. إضافة الى تراجع الدور القطري والسعودي لفترة محددة”.

ويؤكد الاعلامي المطلّع انه “سواء في شمال أو جنوب سوريا، فقد نزل الأميركيون علنّا وميدانيا في سوريا عبر 12000 جندي أميركي، لأن مشروعهم الأساس هو إقامة مناطق آمنة، وقطع الطريق على الهدف الإيراني والذي يتلخص بربط العراق بسوريا”. وأيضا “هو مشروع إيراني حزب اللهي”.

“لذا نراهم يركزون علاقاتهم بالقوى الاسلامية و الكردية كل من جهته، مما يجعل الصراع بين الذين يريدون الامساك بالملف السوري سواء في الشمال او الجنوب، لان مفاوضات مؤتمر”الاستانة” تسير مسرعة، والتي ستعود قريبا، ومن يتمّكن على الارض أكثر سيكون له الدور الأكبر”.

إقرأ أيضا: مسؤول المكتب الخارجي لفيلق الرحمن: جيش الاسلام لم يلتزم اتفاق المبادئ الستة

“لذا ستتصارع هذه القوى فيما بينها، لانه ثمة نيّة لإقامة دولة مستقلة جنوب سوريا، في كل من الجولان ودرعا ومناطق أخرى من الشام”.

اما بخصوص قطر، فيقول “قطر، كان لها ولا يزال الدور الأساس في قضية القرى الاربعة، أيّ الزبداني ومضايا وكفريا والفوعا. وهذا دليل على انها لا تزال فاعلة، ولها دورها في سوريا”.

وختم المحلل السياسي الخبير بالحركات الاسلامية، بالقول “هذه المجموعات غير معروفة لمن تنتمي. ومنهم يحكى انه يتبع لقطر أو لغيرها، لكن كل هذه الصراعات لها علاقة بالنفوذ على الارض. علما ان جيش الاسلام لوحده يتكوّن من 55 فصيلا”.

السابق
نصرالله: كثيرون يتعاطون مع قانون الانتحاب على أنّه قضية حياة أو موت
التالي
نصرالله: نرفض الاتهامات لنا بأننا نريد فرض قانون النسبية على المسيحيين