التوماهوك الأميركي والغارات الإسرائيلية تغيب عن خطاب نصرالله

متجرداً من كل الأحداث التي شهدتها الساحة السورية صعد السيد حسن نصرالله إلى منبره، حاملاً يافطات الحرب المشروعة محللاً ما فيها من حرام.

ألم يسمع نصرالله بالاستهداف الأمريكي لمطار الشعيرات بـ59 صاروخ توماهوك، ألم تحوِ التقارير الإسرائيلية التي يحرص على متابعتها أيّ تعليق على الرد الأمريكي على مجرزة خان شيخون وعلى قرار ترامب؟

أو لم يبلغه مناصروه أنّ مطار دمشق قد تمّ استهدافه بغارات اسرائيلية، وأنّ الهدف هو شحنة أسلحة إيرانية قد وصلت لحزب الله أي حزبه!
كذلك لم يصل للسيد ربما الأنباء التي أشيعت عن غارة القنيطرة ونفيها.

وقد نجده لا يعلم بالتالي ما حصل في الفوعة وكفريا، بل وإن علم هنا، فهو في هذا الشق  لا يهمه أيِ تفاصيل كل ما يهمه أنّ حزبه قد ظفر بالبلدات السنية السورية ليكتمل بها مشروعه التهجيري الإيراني ومخطط التغيير الديموغرافي.

نصرالله في خطابه المتعامي عن الشيطان الأكبر إلا في جملة خجولة – جاء وقصف مطار الشعيرات واعتبر انه فعل انجازاً عظيماً – والمتجاهل تماماً للعدو الإسرائيلي، وضع الحدود اللبنانية السورية هدفاً فصوّب على عرسال واصفاً اياها بالبؤرة، فخارطة احتلاله للمناطق الحدودية تفرض أن يمتلك مفاتيح عرسال وجرودها وأن يحقق نصراً إضافياً بالقوة التدميرية للطيران الروسي.


إلا أنّ انسانية سيد المقاومة لم تخنه، فـ 1500 أسيراً فلسطينياً يعتصمون لحقوقهم جعلته ينادي “العرب”، ليستذكر مجاعة اليمن وتفجيرات العراق.
لكنّه لم يسمع بالمقابل كل صرخات البطون الجائعة التي صدرت عن آلاف المحاصرين في مضايا والزبداني وبقين، والذين لم يعتصموا جوعاً وإنّما تمّ تجويعهم حتى التهجير،كما أنّ وجوه أطفال خان شيخون الباردة المختنقة لم تجعله يرفع إصبعه متوعداً المجرم الذي ارتكبها، كما كان يفعل عندما يتوعد خصومه السياسيين في لبنان.

إقرأ أيضاً: هل تشمل الصفقة بين حزب الله و«النصرة» اسرى حزب الله؟

نصرالله قد أدان في خطابه هذا تواطؤ المجتمع الدولي، وكأنّه لا يعلم أنّ بهذا التواطؤ يستمر نظام الأسد، وأنّ به ما زالت الميليشيات الإيرانية تعبث في سوريا وما زال حزبه كأهم ذراع إيراني يقاتل بحثاً عن مكتسبات طائفية.

ليؤكد أنّه باق في سوريا وأنّ قراره في التدخل العسكري كان صحيحاً وسليماً، مستنداً في تحليله هذا إلى معارك فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وكأنّ ذاكرة السيد قد قامت بمحو معركة إقليم التفاح.

إقرأ أيضاً: ماذا سيقول نصرالله عن العقوبات الأميركية والتهديدات الإسرائيلية؟

أما فيما يتعلق بقانون الانتخابات،  فقد أعطى السيد توجيهاته بضرورة اعتماد النسبية الكاملة، وذكّر بموافقته على الأرثوذكسي وأعاد ترتيلة حقوق المسيحيين موجهاً رسائل مبطنة تفوا لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ولرئاسة الجمهورية “لنا الأمر ولكم التنفيذ وبحمايتنا ينال المسيحيون حقوقهم كما نراها نحن لا أنتم”.

هكذا أطلّ السيد، كنموذج لمرشد الجمهورية كما يحب أن يكون، وأن تصادر دويلته قرار الدولة وتفقدها كل مقوماتها ، لتحولها إلى ناطور على باب ولي الفقيه.

السابق
A short account of the Iranian ideology
التالي
المواقع العبرية تنشر صورة للفنانة نانسي عجرم مع رجل أعمال اسرائيلي!