قنبلة النازحين الموقوتة.. هل ستنفجر قريبا؟

أزمة اللجوء تدخل في دائرة البلبلة، نتيجة ضياع السلطات اللبنانية المعنيّة، في حسم موقفها، وتأخّر المساعدات التي طلبها لبنان من مؤتمر بروكسل الأخير، خاصة ان الرئيس سعد الحريري قد وصف االملف بـ"القنبلة الموقوتة".

يأتي قرار إخلاء آلاف النازحين السوريين من مخيماتهم وأماكن إيوائهم في منطقتي رياق وزحلة البقاع مؤخرا ليدفع بقضية النزوح إلى الواجهة مجددا رغم انها لم تغب أبدا، بل هي حاضرة يوميا في كل تفصيل معيشي تعليمي إجتماعي قضائي..
وسبب هذه الاثارة يعود الى ان وزارة الدفاع قد طلبت من النازحين السوريين في رياق إخلاء المخيمات لأسباب أمنية مرتبطة بمطار رياق العسكري، كما طلب رئيس بلدية زحلة من نحو سبعة آلاف نازح المغادرة.

إقرأ ايضا: ماذا تستطيع قمة بروكسل ان تخفف عن النازحين في لبنان؟

حيث تمكّن نحو 5500 نازح من أصل 11 ألفاً من مغادرة مخيمات رياق في قرى الدلهمية ورياق وتمنين الفوقا وتمنين التحتا وحوش الغنم، بحسب “الشرق الأوسط”.

وبحسب وزيرالدولة لشؤون النازحين معين المرعبي للصحيفة أن “قرار إخلاء المخيمات القريبة من مطار رياق العسكري، اتخذته وزارة الدفاع لأسباب أمنية. ولم يتم التنسيق مع الوزارات المعنية”.

اما قرار بلدية زحلة، فيشبه الى حد بعيد قرارات معظم البلديات في لبنان، التي وضعت شروطا اقتصادية للسماح السوريين بالعمل في اطار هذه البلديات مع الحصول على اجازات رسمية من وزارة العمل، اضافة الى رفض إسكان أكثر من عائلة في بيت واحد.

وكانت بلدية زحلة قد عمدت منذ فترة قريبة الى اقفال عشرات المحال التي يديرها سوريون، كذلك فعلت بلدية كفررمان في قضاء النبطية، وغيرها من القرى والبلدات. والتي تلقى دعما من الاهالي، الا ان الاعلام اللبناني لا يزال مصرا على الاختباء خلف الازمة تحت عناوين وشعارات غير واقعية.

من هنا، لا بد من تجاوب المجتمع الدولي مع الاقتراحات التي قدّمها لبنان في مؤتمر بروكسل في الشهر الماضي. حيث طالب الرئيس سعد الحريري بتقديم الدعم للحكومة لتعمل على تحسين البنى التحتية في لبنان التي استهلكت بشكل كبير جراء النزوح السوري الهائل.

ورغم ان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم، دعت الى دعم دول اللجوء السوري الا انها أقرّت ان وضع اللاجئين السوريين يزداد سوءا سنة بعد سنة، وهم يواجهون توترات اجتماعية في الدول التي تستقبلهم رغم انهم جيران وعرب.
ويتجلى هذا التوتر بقيام تظاهرات ضد السوريين بسبب حالة الكره لهم. مما جعل قسما كبيرا من اللاجئين غير قادر على تأمين الضروريات الأساسية للعيش. وذلك بحسب تقرير لموقع (الجزيرة نت).

ويوجد في لبنان أكثر من مليون نازح سوري، بحسب موقع الأمم المتحدة، ويشكلون أكثر من ربع السكان، في حين تقدّر السلطات اللبنانية أعدادهم بـ1.5 مليون لاجئ.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قد روى قصة (عبدالله ابن عرسال) ليطلب عشرة مليارات دولار في اجتماع “بروكسل” الذي عقدته الدول المانحة الشهر الماضي في بلجيكا.

لكن عددا كبيرا من المراقبين، يؤكد على تجاوز أعدادهم المليوني نازح، موزعين على 1600 موقع داخل الاراضي اللبنانية، ولا تزال نسبة الدعم غير كافية في ظل تقصير المفوضية العليا والدول المانحة، وعدم قدرة لبنان على تحمّل الاعباء.
وقد طمأن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة جون غينغ اللبنانيّين، بحسب موقع “الجمهورية”، الى أنّ “المجتمع الدولي يرى أنّ لبنان قدّم مساعدات كثيرة إلى الّلاجئين السوريين”. وقد أبدى اعجابه بمستوى الكرم اللبناني رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون.

لذا، من الضروري ان يدعم المجتمع الدولي لبنان ليتمكن من تقديم ما يلزم من طبابة وتعليم ورعاية، وأن يمدّ لبنان سريعاً بالمساعدات المادية.

إقرأ أيضا: اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

ويبقى السؤال: هل ستشمل هذه المساعدات لبنان كله ام اللاجئين السوريين فقط؟ وهل ان الامن يتعاطى مع السوريين كمؤشر خطر؟ لذا طلب منهم مغادرة المناطق التي تعتبر حساسة؟ خاصة ان هؤلاء النازحين غير معروفون لدى السلطات اللبنانية؟

السابق
الشاشة السورية تودع «هالة حسني»
التالي
الهدية الروسية الوحيدة لسوريا