مصادر غربية: حرب اسرائيل القادمة على لبنان ستكون مدمّرة

الغارة الإسرائيلية
تتزايد وتيرة التحذيرات والمخاوف من وقوع حرب شعواء ستندلع بين حزب الله وإسرائيل بعد مضي 11 عاما على حرب تموز 2007. وسط معلومات نقلها ملك الأردن عن ضربة إسرائيلية وشيكة للبنان.

فالملاحظ أن الضربات الإسرائيلية على مواقع لحزب الله في سوريا تتزايد في الأونة الأخيرة، وكان آخرها الغارة الاسرائيلية التي إستهدفت صباح أمس مستودع أسلحة لحزب الله في مطار دمشق الدولي بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”، موضحة أن إيران تستغل المطار كجسر جوي لإمداد حلفائها. وجاءت هذه الضربة بعد مرور يومين فقط على مؤتمر الجيش الإسرائيلي الذي يبحث مسألة توسيع رقعة العمليات العسكرية في حال إندلعت الحرب مع لبنان.

اقرأ أيضاً: حارث سليمان: حزب الله جاهز لتلبية النداء الإيراني في اشعال الحرب

وكان اللافت ما نقل عن تسريب الملك الأردني عن ضربة إسرائيلية على لبنان. إذ لفت الصحافي ناصر شرارة مقال نشر اليوم في صحيفة الجمهورية إلى الغارتين اللتين شنتهما إسرائيل خلال أسبوع على موقع الجيش السوري و”حزب الله” في القنيطرة وجنوب دمشق. تحت عنوان “تحديد قواعد اللعبة” في سوريا.
وربط شرارة وقوع حرب متوقعة بين إسرائيل وحزب الله بتطورين رئيسيين يتعلقان بالحرب السورية وحزب الله من ناحية وإسرائيل من جهة أخرى. أولها الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات في سشوريا. والآخر ما أدلى به متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بعد الهجوم القاعدة الجوية السورية، أن على “حزب الله” الانسحاب من سوريا. وهو ما تزامن مع إعلان إسرائيل للمرة الأولة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا مجلس الوزراء الأمني للاجتماع ومناقشة إمكانية تغيير قرار عدم التدخل في سوريا خارج نطاق ضرب قوافل الأسلحة “حزب الله” .
هذه التطورات تتزامن مع التسريبات الدبلوماسية التي أثارت التوتر في بيروت ودفعت حزب الله إلى تنظيم جولة إعلامية على الحدود اللبنانية لإعلان أنها ترصد النوايا الإسرائيلية الجديدة للتصعيد العسكري على لبنان.
إضافة لما نقله الملك الاردني للرئيسين ميشال عون وسعد الحريري عندما كانا في قمة عمان غذ حذرهما حول امكانية شن اسرائيل حربا ضد “الله” في لبنان وهو ما سرب للأخير من المحافل الدولية.
هذا القلق ترجم بقيام الحريري، ووزير الدفاع يعقوب صراف، وقائد الجيش جوزيف عون، بجولة في الجنوب بعد جولة الحزب الإعلامية على الحدود.

ويشير تداول هذه المعلومات في المحافل الدولية إلى أنه من المرجح أن يكون هناك تصعيد عسكري بين الحزب وإسرائيل في منطقة جنوب سوريا حيث تريد تل أبيب وواشنطن إزالة إيران وذراعها العسكري.
وفي هذا الصدد، ستكون مواجهة الحزب في سوريا مسؤولية التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، في حين ستواصل إسرائيل ضرباتها الجوية في جنوب وشرق دمشق والقنيطرة وجميع المناطق المرتبطة جغرافيا بحدود الجولان.
وليس من الممكن في هذه المرحلة المبكرة أن نتنبأ بشكل نهائي كيف أن هذه الحرب التي تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة في سوريا والمناطق المتاخمة للحدود السورية مع إسرائيل وما إذا كان لبنان سيتأثر. إلا أن من الواضح أن أمريكا تريد تحييد لبنان من هذا الصراع. ومع ذلك، فإن اختبار هذا الاتجاه، إذا كان صحيحا، هو ما إذا كانت إيران سوف تقبل لعبة فصل مناطق وجودها في بلدان المشرق من العراق إلى سوريا ولبنان وحتى في قطاع غزة.
من ناحية ثانية، ترى صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن التصعيد في المواجهة العسكرية في بلاد الشام الغير مسبوق، وهو مؤشر إلى حرب مرتقبة على لبنان في تقرير نشرته منذ ثلاثة أسابيع .

لكن لفتت الصحيفة إلى الإنقسام والشرخ الحاد في الداخل اللبناني بين الأحزاب اللبنانية، وهو ما سيصعب الأمر على حزب الله في الحرب الاسرائيلية القادمة، وفيما أعلنت إسرائيل أن حربها المقبلة ستكون مدمرة إذ ستقضي بشكل كلي على البنية التحتية اللبنانية والسكان المدنيين.
حيث يرى المسؤولون الاسرائليون ان الفئات اللبنانية الأخرى لن تتضامن مع حزب الله كما الحال في حرب تموز وبالتالي ستكون جميعها ضد حزب الله إذا تعرضت للقصف.
لكن هذه التصورات والتحليلات الغير مؤكدة في الأغلب تساهم بشكل أو بآخر إلى زيادة التوتر في جنوب سوريا والجولان المحتل. إذ من المرجح أن يواصل حزب الله وإيران بناء البنية التحتية العسكرية السرية في جنوب سوريا، التي تعتبر خطا أحمر للاسرائيليين.

اقرأ أيضاً: اسرائيل الجالسة على ضفة النهر..هل تبدأ الحرب على لبنان؟

كما توقعت “الاندبندنت” تزايد الضربات الإسرائيلية في سوريا في الأسابيع والأشهر المقبلة. وعندها سيتذرع كل من إسرائيل وحزب الله أنهم إستبقا حدوث أي نزاع كبير في سوريا أو في لبنان. فإسرائيل ستبرر كانت تتوقع تهديدا إرهابيا على حدودها، أما الحزب الله وحلفاءه سيكون ردهم أنه ردوا على الهجوم بشكل غير قانوني عليهم.
ورات أن أن إيران وحزب الله على حذر تام حذرين من ادارة دونالد ترامب الجديدة في روسيا وسوريا من التوصل إلى اتفاق في الفترة المقبلة التي تتعامل بشكل رئيسي مع الثنائي الشيعي. غير أن أي محاولة لتهميش إيران وحزب الله في سوريا يمكن أن تثير رد فعل قوي يمكن أن يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.

السابق
إبراهيم زين الدين لـ«جنوبية»: سنقاطع بلدية الحدث ماليّا!
التالي
سيكولوجيّة البكاء على الإمام الحسين(ع)… لزهراء الموسوي