مزايدات شيعية على عائلة الصدر بالتشيع

انتقادات طالت السيدة رباب الصدر على خلفية تكريم السفارة السعودية للإمام المغيب موسى الصدر.

كان من الملفت جداً حجم الإنتقادات التي طالت السيد مقتدى الصدر (بخصوص موقفه المطالب برحيل بشار حافظ الأسد من السلطة في سوريا)، و السيدة رباب الصدر (بخصوص مشاركتها في احتفال السفارة السعودية في بيروت تكريماً لشقيقها الإمام السيد موسى الصدر) .

و قد تم تأويل هاتين الخطوتين بحيث وضعتا في سياق العمالة للسعودية، و كأنهما تهدفان للتآمر على المجتمع الشيعي!

و على الرغم من الهوة المحدودة الآخذة بالإتساع بين حركة أمل و حزب الله حيال عدد من القضايا لا سيما حول نمط التعاطي مع الشارع السني و العربي؛ لكن ليس هذا السبب الوحيد الذي جعلهم يتجهون بالإنتقادات اللاذعة..
و لعل أكثر أمر شكّل حساسية لجمهور حزب الله – إيران هو مطالبة السيد مقتدى الصدر للرئيس السوري بالرحيل!
و هذا مطلب حق، لكن لا تتحمله القوى المهيمنة التي تسعى للإيحاء بأن كل الشيعة يقفون خلف الخيار الإيراني و حزب الله بدعم بشار الأسد، و يصبون جهودهم لترسيخ ذلك!
علماً أن خيار النخب الشيعة معاكس لخيار إيران، و يمكننا القول بأن 100/90 من االنخب الشيعة هم ضد نظام الأسد، و لكن القاعدة الشيعية (العوام) الذين تسيرهم إيران هم في التيار العام في دعم بشار…

فموقف السيد مقتدى الصدر قد ينسجم مع موقف المرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني، الذي يرفض قتال الشيعة في سوريا لجانب النظام البعثي..!

إقرأ أيضاً: للمرة الأولى الامام موسى الصدر في السفارة السعودية في بيروت

و بمعزل عن الموقف التاريخي الذي أطلقه العلامة السيد محمد حسن الأمين و العلامة الراحل السيد هاني فحص دعماً للثورة السورية؛ فإن موقف الرئيس حسين الحسيني مختلف تماماً عن موقف الثنائي الشيعي بلبنان، و كذلك موقف مؤسسة السيد محمد حسين فضل الله، الذي عبّر عنه السيد علي فضل الله مراراً، الذي لا يرضى بانخراط الشيعة في القتال الدائر في سوريا، و لا بمشاركة الشيعة بذلك.

المهم أن حزب الله لا يمكن له أن يتقبل أن تفهم قواعده الشعبية؛ أن هناك رأيا آخر في الطائفة لا يستسيغ قتال الحزب في سوريا، و لهذا يسعى الحزب لإحكام التكتم على هذه الآراء، فيضطر للإيحاء بأن هذه الآراء المتمايزة مأجورة و عميلة ..

إقرأ أيضاً: جمهور حزب الله يهاجم رباب الصدر…. ويهاب مهاجمة برّي!

لكن لا يمكن إلا أن نثمن خطوة الدبلوماسية السعودية لتكريم الإمام السيد موسى الصدر، صاحب الفكر النير الوحدوي المنفتح.

كما لا يمكن إلا احترام موقف السيد مقتدى الصدر، حيث طااب برحيل بشار الأسد.

و تضاف هذه المواقف الصدرية المتقدمة، لسجل من المواقف كبير، لهذه الأسرة الكريمة، التي تحلّت بمسلكها المنفتح، و نفَسَها الوحدوي، و الذي جسّده مراجع كبار كالإمام السيد محمد باقر الصدر، و الإمام السيد موسى الصدر، و المرجع السيد محمد صادق الصدر..

السابق
بعد انتشار صور نادين الراسي.. ميريام كلينك تضحك!
التالي
الدبلوماسية السعودية والسفراء الشباب