حتى النخاع بعثيّون؟

قطعة عراقية.. تعكس الواقع اللبناني مع تبديل الأسماء

ماذا لا يصدّقون؟
أنّ الناس سيسحلونهم يوماً في الشوارع مثل “رفاقهم” البعثيين سنة ١٩٩١؟
لماذا لا يصدّقون أنّ كثيراً من المتظاهرين تركوا ساحات التظاهر لأنهم لم يعودوا يؤمنون بالتظاهر السلميّ تحضيراً للانتقام الدمويّ منهم ونحن نقنعم أنّ السلم هو الحلّ؟
لماذا لا يصدّقون أنّ في نفس كلّ عراقيّ حلماً لدولة ما بعد ٢٠٠٣٣.. المستقرة الغنية المزدهرة.. حطموه وجعلوه هباءً منثوراً، وأنهم لذلك مطلوبون بدَيْنٍ عظيمٍ حتى مماتهم؟
لماذا لا يصدّقون أنّ التاريخ امتلأ بقصصٍ مثل قصصهم، وبنهاياتٍ مثل نهاياتهم، إما مدحورين وراء قضبان السجن أو معلّقين بالمشانق، أو هاربين في العواصم؟
لماذا لا يصدّقون أنّ أيّامهم مهما طالت قصيرة، وأموالهم مهما تضخّمت قليلة، ووجوههم مهما التمعت قبيحة، وأعراضهم مهما حُميَتْ منتهكة، وقصورهم مهما علت واهية؟
لماذا لا يصدّقون أنهم أوهموا الناس سنيناً بمعارضة صدّام، حتى إذا حكمونا استنسخوه في أنفسهم ووزّعوه في مرايا بيوتهم ورموز أحزابهم؟

لماذا لا يصدّقون
أنّهم حتى النخاع بعثيّون؟
بعثّيون وإن لم ينتموا..

لماذا لا يصدّقون؟

السابق
الغارة الإسرائيلية التي انطلقت من أحد فنادق موسكو!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 29 نيسان 2017