حارث سليمان: حزب الله جاهز لتلبية النداء الإيراني في اشعال الحرب

من سيُطلق شرارة الحرب القادمة بين حزب الله واسرائيل؟ وكيف هي الصورة القادمة للمعارك على جبهة كانت ثنائيّة في العام 2006، فباتت في العام 2017 ثلاثية الحدود اي بين الجنوب اللبناني والجولان السوري مقابل الاراضي الفلسطينية المحتلة؟

تتردد المعلومات صحفية ان كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري سمعا خلال القمة العربية في عمّان، من ملك الأردن عبدالله الثاني شخصيا عن ضربة اسرائيلية محتملة لـ«حزب الله» في لبنان. لكن مصادر أخرى، أكدت ان هذه المعلومة يتم تداولها عبر محافل سياسية عالميّة وليست برسالة خاصة.

إقرأ ايضا: في الذكرى العاشرة لـ«حرب تموز 2006».. أين هو حزب الله اليوم؟

من هنا رأى اعتبر عددا من المراقبين ان جولة الرئيس سعد الحريري، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، وقائد الجيش جوزيف عون تأتي في سياق رفع الحجج من امام اسرائيل بتبريرها شنّ أي عدوان على لبنان مستقبلا.

ويتساءل آخرون عن احتماليّة حدوث مواجهة بين كل من اسرائيل وحزب الله في الجولان السوري، خاصة بعد الضربة الأخيرة التي حصلت فجر أمس، والتي ارتفعت وتيرتها مؤخرا دون أيّ رد.

وتفيد معلومات انّ ضرب حزب الله في سوريا سيتولاه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في حين ان اسرائيل ستعمل على ضرب الحزب في جنوب دمشق وشرقها وفي القنيطرة والجولان. كل هذه السيناريوهات تتعارض مع نيّة واشنطن تحييد لبنان عن أيّ نزاع إقليميّ.

علما، ان حزب الله ليس بعيدا عن هذه الاجواء، خاصة انه لم يعد يحتمل السكوت على إسرائيل، لذلك وبحسب مصدر في حزب الله، قال لـ”جنوبية”: “أن الصدام العسكري أصبح قاب قوسين”، وان “ظروف الحرب مكتملة، وتفوق خطورتها المرحلة التي سبقت حرب تموز 2006”. فما هي سيناريوهات هذه المواجهة المحتملة يا ترى؟

إقرأ أيضا: 10 سنوات على حرب تموز: إسرائيل تريد بقاء سلاح حزب الله

بحسب الدكتور والمحلل حارث سليمان لـ”جنوبية” “انطلقت حرب تموزعبر افتعال حزب الله لها، وللتصحيح ان ملك الأردن لم يقل ان اسرائيل ستضرب لبنان، وانما قال ان أيّ تصعيد من قبل حزب الله سترد اسرائيل عليه بضرب لبنان. واليوم مختلف عن العام 2006 لأن كل الدول العربية واوروبا وواشنطن يقفون مع إسرائيل، والرد الاسرائيلي سيكون سريعا”. فـ”إسرائيل بانتظار أيّة ذريعة وأيّة حماقة قد يرتكبها حزب الله”.

ويؤكد سليمان انه “اذا طلبت ايران ذلك، سيطلق حزب الله الشرارة الاولى للحرب لان علاقتها بالغرب متوترة جدا، ويكون ذلك ردا على عزلها في المنطقة، لأن لبنان ليس سوى ورقة تلعبها إيران”.

وبرأيه “ما قام به سعد الحريري هو رد على ما اراد حزب الله قوله من ان قرار الحرب والسلم بيده، لذا قصد الحريري يرافقه وزير الدفاع، وقائد الجيش، منطقة الجنوب، ومركز اليونيفيل ليقول للعالم انه ضد انتهاك 1701، وان الحكومة اللبنانية هي من تحدد ساعة الصفر”.

ويتابع سليمان، عضو اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديمقراطي، بالقول، إن”الرئيس الحريري رفض قيام حزب الله بهذه الجولة، وهو بالتالي رفع الغطاء الشرعي، على عكس ما حصل في العام 2006 حيث غطى الرئيس فؤاد السنيورة أعمال حزب الله، اضافة الى السعودية. ودعت الى مؤتمر لاعادة اعمار لبنان والضاحية الجنوبية، التي اعادت الدول العربية بنائها وليس ايران كما يروّج حزب الله”.

إقرأ أيضا: عقد على حرب تموز..اين اصبحت المقاومة ووجهتها؟

ويؤكد “اليوم، ولو اراد الرئيس سعد الحريري ان يغطيّ اعمال حزب الله فلن يستطيع بسبب الموقف السعودي والاوروبي والاميركي الحازم، وبالتالي ان غطاء الرئيس السنيورة غير متوفر حاليا، اضافة الى ان الناس تضامنت مع اهل الجنوب من منطلق انساني ووطني، لكن اليوم لن يجدوا من يتضامن معهم. فالوضع قد تغيّر. ولن يجد المهجرون الا مدينتيّ القلمون والقصير السوريتين التي احتلهما حزب الله تستقبلهم”.

وختم، الدكتور سليمان، بالتعليق “واقول انه اذا رغبت إيران بالحرب، فان حزب الله جاهز لتلبية النداء الإيراني”.

السابق
المشنوق يشارك في «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام» في القاهرة
التالي
مشيداً بتبرع د. يونس بكليته… حاصباني: التبرع بالاعضاء تبرع بالحياة