مخاطر من اندلاع حرب نووية تشغل الاعلام العالمي

يشهد العالم مؤخرا هواجس كبيرة من إمكانية إندلاع حرب نووية بطلها الولايات المتحدة، فيما ترجم مؤخرا مخاوف من حرب نووية بين أميركا وكوريا الشمالية. والآن يظهر ان روسيا لديها مخاوف فعلية من وجود مخطط أميركي يعدّ لحرب عالمية نووية.

ذكرت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الامريكى نشر انظمته الدفاعية الجوية فى اوروبا لشن ضربة نووية سرية على روسيا قائلا انها ستبذل كل ما بوسعها لضمان امن البلاد.

وتؤكد نتائج المحاكاة التى قام بها محللو وزارة الدفاع  ان نظام الدرع الصاروخي الامريكي مموجهه في الاساس لضرب روسيا والصين غلا ان أميركا تنكر هذ الأمر.

واشار نائب رئيس الاركان الروسي الجنرال فيكتور بوزنتشير الى ان بلاده لفتت انتباه الجانب الامريكي عدة مرات الى هذه المسألة ولكن الاخير “تجاهل كل الحجج والحقائق الواضحة”. واكد ان نظام الدفاع الجوى الامريكى ينتهك صيغة القوى الرادعة العالمية ويهدد الامن فى الفضاء.

إقرأ ايضًا: الغارات على سوريا.. رسالة حرب أميركية إلى كوريا الشمالية

وقال “ان نظام الدفاع الجوى الامريكى يعرقل تنفيذ معاهدة عام 2010 الخاصة بتخفيض الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها، بالاضافة الى معاهدة تدمير القذائف المتوسطة والقصيرة المدى لعام 1987″.

وقال المسؤول الروسي ان استمرار الانتشار الامريكى لنظام الدفاع الجوى العالمى يزيل الحواجز امام امكانية استخدام الاسلحة النووية.

بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الدفاع الصاروخي، تعتبر روسيا نفسها ملزمة باتخاذ التدابير المناسبة لمنع قوع خلل في الأسلحة الاستراتيجية وتقليل الأضرار المحتملة بمس أمن البلاد نتيجة للقدرات المتزايدة للدرع الصاروخي الأمريكي.

وأكد بوزنتشير ان روسيا لا تسعى الى سباق تسلح فى هذه المنطقة ولكنها تقوم بتطوير قواتها النووية الاستراتيجية. ردا على القدرات المتزايدة للدرع الصاروخي الأمريكي. مشير إلى أنه مضطرة لتطوير قواتها النووية الاستراتيجية وستفعل هذه الاجراءات لمنع اعتراض صواريخنا الباليستية والرؤوس الحربية”.

وقال بوزنيشر “ان الدرع الصاروخى الامريكى لا تستطيع في الوقت الحالي على اعتراض جميع الصواريخ الباليستية الروسية ، بيد انها ستكون قادرة على القيام بذلك فى المستقبل القريب”. واضاف “سنفعل ما بوسعنا لتأمين انفسنا”.

 

مخاوف روسيا هذه ليست جديدة إنما بدأت منذ ان إتسعت فيه الفجوة بين الولايات المتحدة وروسيا حيال الحرب فى سوريا إذ بدأت وسائل الاعلام المحلية الروسية والمسؤولون الروس فى اعداد الرأى العام والبلاد من اجل شن حرب نووية مع الغرب.

حيث ورد من عامين في “نيويورك تايمز” ان “روسيا ابلغت مواطنيها ان الغرب مصمم على شن حرب نووية ضدها وان الاميركيين يعدون اسلحتهم النووية لاستخدامها ضد موسكو”.

وكانت موقع تابع لوزارة الدفاع الروسية نشر آنذاك تقريرا جاء فيه “ان أميركا تحاول معاقبة روسيا على دورها فى سوريا”. وذلك مع تصاعد حدة الخلافات والصراع  بين البلدين حول هذه القضية.

ونقل عن وزير الطوارىء الروسي ان السلطات الروسية تحضرت لأان سيناريو هجومي إذ  قامت ببناء ملاجئ تحت الارض لجميع مواطنيها فى موسكو وهذه الملاجىء تتسع لـ 12 مليون شخص.

وقد دربت روسيا مواطنيها مرتين منذ تولى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الرئاسة حول كيفية التصرّف عند إطلاق صفارات الانذار التى تحذر المواطنين من ان الاسلحة النووية قد بدأت فى استهداف بلادهم.

وبحسب الصحيفة هذه الاجراءات  التطورات جاءت على خلفية التصريحات التى ادلى بها وزير الدفاع الامريكى اشتون كارتر حينها إذ قال ان “البنتاغون تراجع اجراءاتها الخاصة بالاسلحة النووية فى حالة وقوع هجوم روسي”.

اقرأ ايضًا: التهديدات الأميركية لكوريا تقرع طبول الحرب العالمية الثالثة

والجدير ذكره، أن إمتلاك روسيا أكبر مخزونات من الأسلحة النووية، حيث يقدر عدد رؤوسها النووية بما يتراوح بين الاف 8 و 400 رأس نووي، مقارنة بنحو 7 آلاف و 500 رأس نووي أمريكي.

وقبل اسابيع ساد التوتر بين كل من كوريا الشمالية من جهة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان من جهة أخرى. وتم التحدث عن احتمال نشوب حرب تستخدم فيها الأسلحة النووية وذلك مع تهديد بيونغ يانغ واشنطن بالرد على أي اعتداء أمريكي على أهداف عسكرية في كوريا لمنع التجارب على الأسلحة النووية الكورية خلال العرض العسكري في بيونغ يانغ.

توقع حينها الخبراء والمحللين الدوليين إندلاع حرب عالمية ثالثة، تقضي بتدمير كوريا الجنوبية تخلق أزمة اقتصادية دولية ضخمة. وسرعان ما تبددت هذا المخاوف مع تراجع الزعيم الكوري عن إجراء التجربة النويية السادسة آنذك والإكتفاء بالعرض العسكري للصواريخ وهو ما امتص آنذال الإرتباك الولي الحاصل.

والان يبدو أن هذه الهواجس  لم تتبدد وذلك  مع المخاوف الروسية القديمة الجديدة من هجمات أميركية نووية.

(س . ج)

السابق
ما هي الرقصة المحرمة التي منعها كمال جنبلاط؟
التالي
بعد الغارة الإسرائيلية: الناشطون للأسد #رد_يا_حيوان