الاضرابات بدأها اليساريون وتستخدمها السلطة اللبنانية لمآربها

كانت الاضرابات سمة من سمات اليسار في لبنان، لكن وبعيد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية سرق السياسيون من اللبنانيون هذه الميزة الاعتراضية وبدأوا يستعملونها.

في العام 1992 انطلقت حملة مظاهرات ضد الرئيس عمر كرامي تحت عنوان الغلاء المعيشي. فكان ان اسقطت حكومته.

وفي العام 2006 بقي اللبنانيون بالالاف قابعين مقابل السراي الحكومي في دعوة من قوى خط الثامن من آذار لاسقاط الرئيس فؤاد السنيورة.

إقرأ ايضا: «بدنا نحاسب»: مواصلين في الاعتصام ومستمرين في المعركة لمواجهة الفساد

يُعد هذان الاعتصامان من ابرز الاعتصامات التي غيّرت المسار السياسي للبنان، لكن اضرابات واعتصامات المواطنين المطلبية المحقة كاعتصام الاساتذة، والمعلمين، والمزارعين، والمتعاقدين، لم تلقَ الجواب المناسب من قبل المعنيّن.

يوم أمس، عاش اللبنانيون يوما عصيبا حيث تحرّك اصحاب الشاحنات، وأقفلوا الطرقات العامة، ورغم ان هذا التحرك ليس الاول من نوعه، الا انه أخذ ضجة كبيرة نتيجة التعرّض للمارين من قبل المعتصمين. بحسب الوكالة الوطنية للاعلام.

وكان الاساتذة قد عطلوا الامتحانات الرسمية عام 2014 مما منع منح الشهادات، واستبدالها بالافادات في عهد وزير التربية الشهير الياس بوصعب.

انتخابات السورية لبنان

“بدأت الإضرابات، بحسب موقع ويكيبيديا، تأخذ أهمية أكبر إبان الثورة الصناعية، عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر، في ظل وجود المصانع والمناجم”.

و”في أغلب البلدان، اعتبر الإضراب أمر غير مشروع، ويعود ذلك للسطوة السياسية التي كان يملكها أصحاب العمل مقارنة بالعمال. أكثر البلدان الغربية شرّعت الإضراب أواخر القرن التاسع عشر ومع بدايات القرن العشرين”.

ولا تزال اضرابات معمل غندور الشهيرة في ذاكرة اللبنانيين، والتي هزت لبنان وكتّلت العمال حول اليسار اللبناني، اضافة الى تجربة عمال التبغ في الجنوب، والتي كتب عنها العلامة الراحل السيد هاني فحص باسهاب في الصحف اللبنانية.

اليوم تحوّل الاضراب المحق للعمال والمياومين والاساتذة والمزارعين وكافة الشرائح الفقيرة في لبنان، من حركة مطلبية الى اداة بيد السلطات.

حيث استعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري تحرّك الاتحاد العمالي العام للضغط على الحكومة بشكل فاضح، وآخرها قيادة بسام طليس لتحرك المياومين في كل من شركة الكهرباء ووزارة الشؤون الاجتماعية والشاحنات وغيرها من الملفات المحقة بطبيعتها.

وكانت ذكرت جريدة “الأخبار” ان المياومين تلقوا العديد من الاتصالات بانتظار الأجوبة الحقيقية، وقدموا للمدير العام لكهرباء لبنان نسخة عن مشروع القانون، الذي سيرفعها إلى وزير الطاقة سيزار ابي خليل.

وكان رئيس حزب الكتائب قد لجأ منذ فترة قريبة، الى التلطيّ وراء مكب برج حمود ليصعّد ضد حكومة الرئيس تمام سلام، بسبب تهميشه في الملف الرئاسي الذي لم يكن قد بُت  فيه بعد. فسيّروا سيروا مسيرات كبيرة تحوّل معها الحزب التاريخي التقليدي الى حزب مطلبي ينافس اليسار بتحركاته.

فللمرة الاولى، نفذ اعتصام لحزب الكتائب من امام مكب برج حمود، وبدعوة من مصلحة الطلاب في الحزب الكتائب لمواكبة قرار القيادة الحزبية في موضوع النفايات، والذي يضم اعضاء من المكتب السياسي الكتائبي، ومصلحة البيئة في الحزب، وجمعيات، وخبراء، وناشطين بيئيين، وفاعليات من المجتمع المدني. بحسب ما اوردت جريدة النهار حينها.

وأبرز المطلبيين في لبنان، حملات شبابية هي حملات “بدنا نحاسب” و”طلعت ريحتكم”، وقد سار مئات آلاف اللبنانيين ورائهما في آب من العام 2015 لمناهضة سياسة الحكومة اللبنانية، فيما يخص الفساد والنفايات وغيرها، الا انها جوبهت جميعها بقسوة شديدة بعد فضح اسماء الفاسدين من السياسيين.

واليوم، وفي العام 2017 تخرج الى العلن تحركات مطلبية بشكل مفاجئ، بتحريك من سياسي هنا او هناك، او صراع بين زعامتين يكون فيها غالبا اللبناني هو الاداة.

ولم يحصل اللبنانيون على مطالبهم، رغم ان تحركاتهم مستمرة، وتشهد كل من ساحتي رياض الصلح والشهداء على هذه التحركات.

إقرأ ايضا: في وصف تظاهرة لبنانية: ستاتيكو مستمر منذ عقود

وكان سابقا التيار الوطني الحر، في قلب الشارع الى ان تم انتخاب الرئيس ميشال عون على رأس الجمهورية، ويسعون اليوم الى مواجهة مع كل معترض بحجة انجاح العهد الجديد.

اما حزب الله فيسجل الغياب الاكبر عن المسيرات المطلبية رغم ان جماهيره هي جماهير مستضعفة، بل ان كل مسيراته هي ذات شعارات دينية سياسية فقط.

السابق
مصادر بعبدا: عون لن يقبل بالتمديد
التالي
العميد هشام جابر: السفارة الجديدة في عوكر قاعدة أمنيّة أميركيّة