ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار العوني في مهب رياح قانون الإنتخاب

هل ينهي قانون الانتخاب ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر

الخلاف بين حزب الله والتيار العوني خفي لكنه عميق، فالتيار العوني يعتبر كل من يرفض إقتراحات قوانين الإنتخاب التي تقدم بها رئيس التيار العوني #جبران_باسيل، هو خصم لدود للتيار يلامس حدود العداوة، ومن يؤيد النسبية يعتبره التيار العوني خصم إقصائي يريد سرقة الصوت والتمثيل المسيحي، وحزب الله هو من أشد المعارضين لإقتراحات رئيس التيار العوني، وهو من أشد المتمسكين بقانون النسبية الكاملة، وهذا ما يمثل قمة المواجهة والخلاف ببن التيار والحزب، لكن التيار العوني يتجنب السجال والمواجهة مع حزب الله، خوفاً من إنقلاب الحزب على العهد، لأن هذه المواجهة تعني القضاء على العهد من بدايته وسقوط ورقة التفاهم بين الحزب والتيار، ما يعني العودة إلى خطاب التشنج والتخوين والتعطيل وفتح الملفات ووضع العصي في دواليب العهد، بالمقابل، كل ما يريده حزب الله من التحالف مع التيار العوني هو الإلتزام الكامل بتأييد بقاء سلاحه في الداخل وتغطية مشاركته في الحروب الخارجية في سوريا واليمن والعراق والبحرين والتمسك بالنص الحرفي للخطاب الذي عبر عنه الرئيس ميشال عون خلال زيارته لمصر وفي القمة العربية.

إقرأ أيضاً: حزب الله حتى آخر مسيحي في لبنان

كما أن حزب الله الذي أحدث فراغاً في سدة الرئاسة الأولى لمدة سنتين ونصف من خلال تمسكه بترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، وذلك برضى وامتنان التيار العوني، لن يسمح بأي فراغ في السلطة التشريعية ولو ليوم واحد، ويعتبر ذلك إستهداف له والرئيس بري، بالمقابل التيار العوني يهدد بالفراغ ويفضله على التمديد أو إجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ أي قانون الستين.

إقرأ أيضاً: هل تطال العقوبات الاميركية ضدّ حزب الله المسيحيين العونيين؟

في ١٥ أيار ستصدق ساعة الحقيقة، وسيظهر إلى العلن الخلاف العميق بين حزب الله والتيار العوني، في حال لم يتم التوصل إلى قانون جديد للإنتخابات، عندها سيضطر حزب الله لأخذ موقف علني وجدي ضد سياسة التيار العوني، مع تحييد رئيس الرئيس عون والتصويب على رئيس التيار جبران باسيل، وعندها سيكون أمام باسيل خيار من إثنين: إما السكوت والرضوخ لسياسة حزب الله حفاظاً على المكتسبات التي حققها التيار بفضل التحالف مع الحزب، وإما كسر الجرة مع حزب الله والذهاب إلى مواجهة غير المتكافئة، وأولى ضحايا هذه المواجهة هو العهد ورئيسه الذي وصل إلى بعبدا على أكتاف حزب الله وبوهج سلاحه وإن ١٥ آذار لناظره قريب.

السابق
«حركة الصابرين»: حركة ايران داخل غزة الحمساوية
التالي
الغرب ينتقد تمثيل السعودية للمرأة في الأمم المتحدة