الأسرى الفلسطينيون المعتصمون: الكرامة أو الشهادة

1600 أسير فلسطيني في مختلف السجون الاسرائيلية، دخلوا في مواجهة جديدة مع الاحتلال تحت عنوان (الكرامة والأمعاء الخاوية)، بقيادة الاسير مروان البرغوثي المحكوم بخمس مؤبدات وأربعين عاما. فكم لبنانيّ سمع بهذا الاضراب؟

دخل الاسرى الفلسطينيون في مواجهة مباشرة مع سجّانيّهم الصهاينة من خلال اعلان الاضراب عن الطعام بما أطلقوا عليه اسم “الكرامة والامعاء الخاوية”، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم، وليس لاطلاق سراحهم كما يوضح الصحافي وفيق الهواري. والذي نقل ان الاسرائيليين يطالبون ابو مازن (محمود عباس) بقطع رواتب هؤلاء الاسرى عن عوائلهم من اجل الضغط عليهم لايقاف هذا التحرك المحق.

إقرأ ايضا: عن الأسرى الفلسطينيين المنسيين في السجون الإسرائيلية

وفي ظل الضغوطات الاسرائيلية يقف المجتمع الدولي صامتا، لا يتحرك خاصة ما يُعرف بالمنظمات الدولية الحقوقية، التي تغيب كليّا عن السمع. والعرب، وعلى رأسهم الإعلام اللبناني، مشغولون في نقل مجريات مدارس المواهب الطربيّة.

ففي اتصال هاتفي مع ممثل حركة الجهاد الاسلامي الحاج ابو عماد الرفاعي، قال ان “حركة الجهاد الاسلامي كانت أول من تحرّك باعتصامات لمدة شهرين، واستمرت بما يزيد على ذلك”.

في حين قال خالد فهد، عضو الحملة الدولية للتضامن مع الاسرى في سجون الاحتلال (تضامن)_ في بيروت المركز الرئيس_ حيث تنشط الحملة على صعيد الإعلام لمعاونة الاسرى في اضرابهم من خلال الاشتراك في معرض رشيد كرامي الدولي والتي تنتشر في عدد من الدول العربية كتونس والجزائر والمغرب وهولندا وفرنسا وتركيا.. وهذه الحملة انطلقت منذ خمس سنوات، بحسب فهد، حيث شاركت بنشاط “حكايا من خلف القضبان”.

اضافة الى حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع إلكتروني، وفي كل عام وفي شهر نيسان نطلق حملتنا بشعار جديد، ولون جديد، وقد انطلقنا هذا العام من نقابة الصحافة بإطلاق نشاطات اعلامية وميدانية مواكبة لموضوع الاضراب، وفعاليّات في اكثر من بلد، اضافة الى اننا نشارك بكلمات في جلسات مجلس حقوق الانسان في جنيف عبر اصدقاء لنا في الامم المتحدة”.

ويلفت خالد فهد الناشط الاجتماعي، بالقول “من الـ 7000 أسير شارك بالاضراب 1600، اما شغلنا فيترّكز على نقل معاناة الأسرى، لكن لا تواصل لنا مع الأهالي لان عملنا اعلامي بحت من خلال اصدار التقارير، حيث افتتحنا صفحة على الفايسبوك، والتي انضم إليها 100 ألف متابع، اضافة الى موقع  assra.com، وكل يوم خميس يجري اعتصام امام مبنى الصليب الاحمر ببيروت، اضافة الى هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية في نقابة الصحافة”.

ويؤكد خالد فهد ان “الاضراب الجماعي لا يلقى الاهتمام اللازم كما الاضراب الفردي. اضافة الى دعم عدد من المؤسسات الدولية الحقوقية والقانونية”. وبرأيه ان “حملة الدعم في لبنان ليست بكافية ولا هي مقصّرة”.

بالمقابل، رأى عضو المجلس الثوري في حركة فتح، جمال أشمر، أن”الاسرى في 60% منهم هم من فتح، والـ40% من بقية الفصائل”. و”التحرّك هو تحرّك مع كل القوى اللبنانية والفلسطينية والمؤسسات الدولية من اجل ايصال رسائل تضامنيّة للاسرى. والتحرك ليس فصائليّا، انما تشترك فيه كل القوى، وقد ساندهم الأسرى اللبنانيون السابقون في السجون الصهيونية، كالشيخ عبدالكريم عبيد، وأنور ياسين، ونبيه عواضة، وعباس قبلان، وغيرهم الكثيرين، في اعتصام في معتقل الخيام”.

ولا ننسى “خطب الجمعة، اضافة الى الشرح لطلاب مدارس الاونروا، والمعارض، ولقاءات نقابة الصحافة”.

اما دوليا “فالتحرّك لا زال في بدايته، ومن المتوقع ازدياد وتيرة التضامن بعد فترة، ولدى المؤسسات الدولية، خاصة مع انطلاقة شهر آيار حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس بالرئيس دونالد ترامب. ونحن نسعى لتحضير ملف لدى محكمة الجنايات الدولية وكل الجاليات العربية في اوروبا تعمل مع الجملة التضامنية ايضا، ودعم دول عدم الإنحياز”.

المتحف الفلسطيني

اما المطالب التي رفعها الاسرى فـ”بكل بساطة هم لا يطلبون الحرية. فمطالبهم لا تتعدى تحسين مستوى العلاج، والطبابة، والأكل، والإنفرادي، والتعليم الجامعي، والتلفونات، والتواصل مع الاهل، والمقابلات، والحصول على الصحف”.

وعن سر دخول 1600 أسير فقط بالاضراب؟ يقول أشمر أن”هذه سياسة وتكتيك يلجأ اليه الأسرى، فاذا دخل الـ7000 أسير بالإضراب معا فانهم يُرهقون، وهناك 23 أسير اردني أيضا إنضموا الى المضربين”.

و”بحسب اتفاقية اوسلو فانه لا أسير يجب ان يبقى في المعتقل، لكن اسرائيل خالفت القرارات الدولية، وهي تكون بذلك قد أدخلت 800 ألف أسير منذ 1967 الى سجونها، بينهم 100 ألف إمرأة، و350 طفل، وسقط تحت التعذيب 210 شهداء، اضافة الى اصحاب الأمراض المزمنة. ولا ننسى ان 12 عضوا من المجلس التشريعي الفلسطيني هم سجناء ايضا دون أي احترام للمواثيق الدولية. وهناك 1000 سجين مريض، وبينهم حالات مستعصية”.

ويذكّر أشمر، بالقول “وجميع السجون تقع ضمن الاراضي التي تحتلها اسرائيل، الا سجن عوفر فهو داخل رام الله”.

ويؤكد أشمر ردا على سؤال حول دور مروان البرغوثي في هذا الاضراب، بالقول: “للقيادي مروان البرغوثي دور كبير في هذا الاضراب، كونه يقبع في السجن منذ 15 سنة، وهو محكوم بخمس مؤبدات ولأربعين سنة إضافية، وهو شخصية قيادية، له دور كبير داخل الحركة الاسيرة، اضافة الى دوره فيما يتعلق بـ(الوثيقة الاسرى). وقد انتخب اكثر من مرة كعضو للمجلس التشريعي، وعضوية اللجنة المركزية في 2009 و2017”. وقد وردت معلومات جديدة من داخل معتقل عوفر ان حالة الاسير البرغوثي الصحية متدهورة.

هجرة فلسطينيين خلسة من لبنان

إقرأ ايضا: تقرير مركز الخيام حول الأسرى الفلسطينيين

و”الاسرائيلي يرى انه يجب ان يموت هؤلاء الاسرى، ليرتاح من ملفهم الذي يفضح انتهاكاتها فيما يتعلق بحقوق الانسان، اضافة الى دعوة بعض الصهاينة لاعدام الاسرى”.

وختم جمال أشمر بالقول “أعتقد ان المعركة قاسية جدا، لان المطالب ذات طابع إنساني بحت، هي معركة الشهادة”.

السابق
صراع مناطقي على رئاسة المحاكم الجعفرية
التالي
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلثاء 25 نيسان 2017