الانتخابات الرئاسية الفرنسية تقضي على الاحزاب التقليدية

مع تنامي التوجهات القومية في فرنسا على ضوء الهجمات الإرهابية التي تشهدها البلاد وأزمة المهاجرين، عكست نتائج الجولة الأولى مدى تأثر فرنسا بهذه الوقائع مع سقوط الأحزاب التقليدية مقابل صعود نجم الاحزاب المتطرفة من اليمين واليسار. 

صدقت التوقعات وانتقل مرشح حركة “السير الى الامام” للرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون الى الدورة الثانية برفقة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في ختام الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية أمس الاحد.

حافظ ماكرون الشاب الوسطي المؤيد لأوروبا، على تقدمه على منافسته لوبان بعد فرز أكثر من 40 مليون من الأصوات، حيث حصد ماكرون 23.54% من الأصوات مقابل 22.33% لمنافسته، لتعكس نتائج الإستحقاق أمس إنقلاب في المشهد السياسي التقليدي في فرنسا، مع سقوط الأحزاب التقليدية في هذا الإستحقاق مقابل صعود صعود نجم الاحزاب المتطرفة من اليمين واليسار.

وقد جاء في المرتبة الثالثة، مرشح اليمين، فرانسوا فيون، وفي المرتبة الرابعة، مرشح أقصى اليسار، جون لوك ميلونشون، لكن الفارق بينهما ضئيل جدا، حيث حصل الأول على 19.96 في المئة والثاني على 19.49 في المئة من الأصوات.
اقرا ايضا: هل ينجح المسلمون في اقصاء لوبان عن الرئاسة الفرنسية؟

وعلى الرغم من تنامي التوجهات القومية في فرنسا على ضوء الهجمات الإرهابية التي تشهدها البلاد وأزمة المهاجرين التي تعارض لوبان وجودهم في فرنسا وتعد بإجراءات صارمة ضدهم، تكاد تجزم إستطلاعات الرأي هزيمة لوبان على يد ماكرون  في الجولة الثانية المقررة يوم 7 أيار.

فهل تصدق التوقعات بفوز ماكرون؟ وكيف سينقلب المشهد على الداخل الفرنسي؟

وفي حديث مع أستاذ العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد لموقع “جنوبية” أكّد فيه  أن “النتائج كانت متوقعة بوصول ماكرون إلى الجولة الثانية بمواجهة لوبان في الانتخابات الفرنسية، وهو ما بينته إستطلاعات الرأي التي كانت للمرة الأولى دقيقة بهذا الإتجاه”.

ورأى “أن هذه الانتخابات هي الأكثر ضبابية بتاريخ الجمهورية الخامسة، نظرا لضعف الأحزاب التقليدية وعدم تأهّل مرشحيهم للجولة الثانية مما أفرز قوى سياسية جديدة منهم ماكرون مرشح اليمين الوسط ولوبان من الجبهة الوطنية.

من جهة ثانية أشار عربيد إلى “ضرورة عدم نسيان القوّة التي برزت حيث أثبت حزب اليسار وجود قوّة فاعلة وشعبوية لديها جماهير”. ولفت إلى أن “تأثير الجولة الثانية سيكون بفرض المزيد من خلط الأوراق وفرض المزيد من الضبابية”.

وبالنسبة لعربيد فإن السؤال الأهم “هو فيما يتعلّق بالجولة الثالثة في الانتخابات النيابية، حيث يفرض على رئيس الجمهورية أن يأتي بأغلبية نيابية ليحكم بأغلبية فضفاضة. ففي حال كان ماكرون أو لوبان فكلاهما لا يمتلكان البنى التحتية لإيجاد مرشحيهم”. وتابع “بإعتقادي أن الجولة الثالثة هي الانتخابات الفعلية”.

اقرأ أيضا: إتهامات لبوتين بدعم لوبان: روسيا حليفة التطرف الفرنسي

كما أشار إلى أن “ماكرون الآن يحظى بتأييد من المرشحين الذين خسروا في الجولة الأولى والذين يطالبون بدعم مرشح الوسط مقابل سد الطريق أمام لوبان أمثال بونوا هامون مرشح الحزب الاشتراكي ومرشح اليمين فرانسوا فيون”.

وفيما يتعلّق بالجولة الثانية وحول إمكانية مخالفة النتائج للتوقعات التي ترجّح فوز ماكرون قال عربيد “في حال حدث ما ممكن أن أي يصنع تاريخ، لا سيما أن فرنسا تعيش اضرابات في الساحة الداخلية من فساد وارهاب”. وأضاف “إلى الآن العالم بأغلبه مع ماكرون لكن الرئاسة معرّضة أن تتغير نتائجها بحكم التطورات المفاجئة وبالتالي مخالفة استطلعات الرأي”.

وفي الختام خلص ماكرون بالإشارة إلى أن “الذين يؤيدون ماكرون ينتظرون منه إعادة تصويب اقتصاد فرنسا خصوصا أنه يأتي من القطاع المصرفي وبالتالي يساعد فرنسا على التغلّب على أزمتها الاقتصادية”. مشيرا إلى أن لوبي فرنسي قوي يساند ماكرون لأنه يدعم بقاء فرنسا في الاتحاد الاوروبي عكس لوبان التي تدعو الى الخروج من الإتحاد وكما يقول فيون سوف تقود البلاد إلى الخراب وفقدان فرنسا لدورها”.

 

السابق
المجرم وقد صار «مجاهداً»
التالي
صراع مناطقي على رئاسة المحاكم الجعفرية