هل تخلى الامام المهدي عن أحمدي نجاد يا جماهير حزب الله!

علي الخامنئي
كيف يمكن للإمام المهديّ ان يتخلّى عن أكبر مروّج لظهوره بهذه البساطة؟ وما هو موقف انصاره الذين صدّقوا روايات الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وعاشوا اللوثة واندمجوا بها الى درجة ان ثمة كتب صدرت في لبنان تروّج لنجاد على انه ممثل للامام المهديّ في العالم.

من اقوال الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد أن “(داعش) ظهرت لخلط الأوراق على الإمام المهدي وأنصاره في العالم، لأن اسم (داعش) قريب من اسم الشيعة”. وقال نجاد إن “حكومتي كانت تسير على خطى دولة الإمام المهدي العالمية”. وتوقع الرئيس نجاد في تصريح “مثير للجدل”، قرب ظهور المهدي المنتظر، الإمام الثاني عشر الغائب حسب الرواية الشيعية الإمامية. كما نقل موقع “وكالة أنباء الطلابية” الإيرانية شبه الرسمية ما جاء في كلمة ألقاها، خلال ولايته الاولى، حيث قال “سيظهر المهدي المنتظر بعد أربع سنوات ويصلح العالم بأكمله”.

اقرأ أيضاً: لماذا طلب «خامنئي» من «نجاد» عدم الترشّح للإنتخابات الرئاسية؟

أحمدي نجاد الذي قاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال دورتين رئاسيتين لمدة ثمانية أعوام، كان تحدّث مرارا وبشكل علني أو ضمني عن قرب ظهور المهدي المنتظر، ولكن لم يظهر شيء من هذا القبيل بعد.

وكانت تأكيدات الرئيس الإيراني السابق على ضرورة تهيئة الظروف لظهور المهدي والتلويح بالارتباط به وحديثه حول كيفية الاتصال بـ”الإمام المهدي” في “عصر الغيبة الكبرى” قد أثارت سخط وغضب الكثير من رجال الدين المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي كان قد منح أحمدي نجاد دعما لامحدودا.

واعتبر بعض الموالين لمرشد ايران السيد علي خامنئي الذي يحتل أعلى منصب ديني وسياسي وعسكري في ايران، أن تصريحات أحمدي نجاد تهدف إلى حذف الولي الفقيه ورجال الدين من السلطة.

علما ان أحمدي نجاد، قد أدلى بتصريحات عديدة حول لقائه بالمهدي أثناء رئاسته، فقال “المهدي هو من يدير البلاد”، وان “هوغو تشافيز يعتبر من أنصار الإمام المهدي ومن المقربين له”.

مع الاشارة الى انه يطلق على أنصار أحمدي نجاد في إيران تيار “الحجتية”، ويؤمن هذا التيار بحكومة المهدي العالمية بحسب تعبيرهم، وقد أنتج هذا التيار فيلما وثقائقيا بعنوان “الظهور”، عن دور أحمدي نجاد في تهيئة المنطقة لظهور الإمام المهدي، وفقا لعقائدهم التي تتعارض مع عقيدة ولاية الفقيه في إيران.
كما انتشر في الاسواق عددا من الكتب في لبنان والعراق وايران تروج لهذه الافكار الغيبية، ومن ابرزها في لبنان “الوعد الصادق تمهيد الظهور” لفارس فقيه، و”أحمدي نجاد والثورة العالمية”، و”إقترب الظهور” لعبد محمد حسن من العراق.

وفي اتصال مع (ع.ن) المتخصص بالعلوم الاجتماعية، كمراقب ومتابع لهذه الحالة، التي عاشها بعض اللبنانيين الشيعة، وردا على سؤال حول موقف مروجيّ علاقة أحمدي نجاد بالامام المهدي، قال “السيد حسن نصرالله طلب من جماعته سحب هذه الكتب، ومنع ترويجها، وكان احمديّ نجاد يمتلك شعبية حينها. لدرجة ان النائب وليد جنبلاط حمل في احدى المرات كتابا يحكي عن الموضوع، وعلق عليه، وعلى المقولات الواردة فيه. والكتاب بحسب معلوماتي كتبه مشعوذ لبناني استقبلته احدى المحطات التلفزيونية، ويضم معلومات مبالغ بها. اما الموقف الشرعي فهو ضدها، وتعتبر كلها أحاديثا مرفوضة.

وبرأيه الاختصاصي الاجتماعي: “كان الشيعة يتمسكون بها كلما مرّوا بضيقة، ليبرهنوا ان المهدي يقف معهم، وهي كلها برأيي تركيبات وتلفيقات”.

في حين يرى الدكتور(ح.ع)، وهو ملتزم سياسيا ودينيا بولاية الفقيه، فيقول ردا على سؤال كيف يتم رفض ترشيح أحمدي نجاد لمنصب الرئيس في ايران في الوقت الذي كان يروج له هنا في لبنان انه من الذين يلتقون بالامام المهدي وينسقون معه؟، فقال “في ايران هناك لجنة مكلّفة تتسلم الطلبات لمنصب الرئاسة، وبشروط محدودة ويبدو ان احمدي نجاد فقد الاهلية لان يكون مرشحا بعد ان كان رئيسا للجمهورية لولايتين”.

وبرأيه ان “معايير الجمهورية لقبول ترشيح اي من المتقدمين فيه الكثير من الشروط، علما انه تم قبول ستة مرشحين فقط”.

وبالعودة الى رئاسة نجاد والدعاية حول علاقته بالمهدي المنتظر، قال: “سمعنا ان عنده علاقات بالامام المهدي، ولا نملك اية معلومات في هذا الاطار، وهو بسبب تواضعه انتشرت هذه المقولات. وهناك فرق بين التكليف والنصيحة التي نصحه إياها السيد علي خامنئي، وليس معنى نصيحة الولي الفقيه ان ذلك تكليفا له، لان السيد علي خامنئي لا يتدخل في هذه المعمعة الانتخابية”. وختم الدكتور(ح.ع)، بالقول: “يبدو انه لم يعد ملتزما بهذا النظام، وخرج عن الولاية”.

اقرأ أيضاً: ترشح أحمدي نجاد للرئاسة يضاعف الإنقسامات في إيران

فهل يمكن القول ان نجاد اليوم، وكما يبدو، لم يعد لديه أي التزام بولاية الفقيه، وخرج عن الولاية، لانه خالف ارادة ولي امر المسلمين؟؟

مع الاشارة الى ان الترويج لهذه الافكار يمرّ بمراحل متذبذبة، فينخفض ويرتفع بحسب الواقع الذي تعيشه الحالة الاسلامية في لبنان. فيتم اسقاط الاحاديث الدينية على الواقع ليتبين انها من ترويج بعض التيارات الدينية لأسباب سياسية.

السابق
هيومن رايتس ووتش: الحوثيون إرتكبوا جرائم حرب
التالي
منفذ اعتداء الشانزليزيه فرنسي الجنسية