القتل المجاني يعمّ لبنان بفعل «السلاح المتفلّت»

لم يعد القتل في لبنان حالة غير عادية فقد أصبحت الجريمة بفعل انتشار السلاح غير المرخص وغير الشرعي حالة عامة داخل المجتمع اللبناني .

القتل بات خبراً عادياً وبات لا يفاجئ أيّ مواطن لدرجة أنّ قتل الانسان بات يُرتكب بلحظة غضب لتصبح الروح في هذا الزمن أرخص ما يملكه الانسان .
في 17 نسان 2017 ، هزت جريمتا قتل بلدتين في لبنان، الأولى في برج عرب والثانية في قب الياس.
وفي التفاصيل أنّ الجريمة الأولى التي شهدتها بلدة برج عرب قد حدثت بسبب “بيجاما”، إذ وقع خلاف بين  صاحب محل ملبوسات وأحد زبائنه، حيث قام ” ع.أ ” بطعن أحد أصحاب المحلات التجارية في البلدة ويدعى ” م . ق” وذلك بعد رفض التاجر تبديل “بيجاما” كان قد اشتراها منه.

أما الثانية فقد حدثت من أجل كوب النيسكافيه، وفي التفاصيل قد أقدم مارك يمين على قتل ” خليل القطان ” و ” طلال حميد العوض ” وذلك عن طريق اطلاق النار عليهم بمسدس حربي بعد أن شبّ عراك بين العوض و يمين إثر سؤال الأخير عن سعر كوب النسكافيه ومكوناته والمحزن هنا أنّ القطان الذي تدخل لفض النزاع كان نصيبه رصاصة انهت حياته أيضا.

إقرأ أيضاً: إطلاق نار على دورية تابعة لمكتب مكافحة الجرائم في الرويسات وسقوط ضحايا

وفي 10 نسان 2017 ، هزت جريمة قتل مروعة مطعم طونينو في الضاحية الجنوبية، ما أدّى الى مقتل شخص و إصابة آخر بجروح بالغة  أما في التفاصيل فإنّ النزاع حصل بين عمال المطعم وأحد الزبائن ليتطور الأمر إلى سحب مسدس وإطلاق النار بشكل عشوائي ما أدّى عندها إلى مقتل أديب محمد حيزان .

أما في 7 نيسان 2017 ،  فقد صدمت مدينة البابلية في الجنوب بجريمة مروعة، حيث قام شاب باطلاق النار على والده وأخته ما أدى الى مقتلها فيما الوالد تعرض لإصابة اما سبب الجريمة فهي خلافات على الإرث.
وبالعودة إلى  3 نيسان 2017 ،قد قتل حسين علاء الدين اثر اشكال قد تطور الى اطلاق نار.
خمسة اشخاص في أقل من شهر قد انتهت حياتهم عمداً ولأسباب تافهة بسبب فوضى السلاح، وانتشاره بشكل كثيف بين أيدي الناس.

إقرأ أيضاً: ارتفاع نسبة الجرائم في لبنان وارتباطها بالأزمة السورية

هذا السلاح الذي يقتل أيضاً عن طريق الخطأ ليصبح الرصاص الطائش الأكثر خطراً على الآمنين، فلنتذكر في هذا السياق  ابنة القاع نانسي نصر التي وجدت جثة هامدة في المنزل في شهر كانون الثاني، والتي قتلت خطأ بسلاح منزلي!
ولنسترجع  الاحتفلات في منطقة وادي خالد التي أدّت باصابة شخصين برصاص طائش. كذلك الطفلة  “بيتينا رعيدي” التي قتلت برصاصة طائشة اودت بحياتها، والطفل ابن 8 سنوات والذي راح ضحية رصاصة ابتهاج أطلقت احتفالاً بشهادة سنوية.
فهل ستبقى الجريمة المجانية والسلاح متفلت و الروح رخيصة؟ أم ستتحرك الحكومة لإيجاد حل لسلة الفواجع المتنقلة التي تحلّ يوميا على الشعب اللبناني؟

السابق
بعد الاعتداء على طبيب إغلاق مستشفى صفد في مخيم البداوي
التالي
الحريري يخيب أمل جنبلاط وينكث بوعده