في ذكرى عيد الجلاء: سوريا.. موت وطن

في 14 نيسان الماضي وأثناء إستعدادهم لإستقبال ذكرى جلاء اخر جندي فرنسي عن سوريا، ردد أحفاد سلطان باشا الأطرش، هتافات ضد بشار الأسد والنظام السوري لأنه "عميل" القوى أجنبية على حسب قولهم.

إن ذكرى جلاء فرنسا عن الأراضي السورية لم تعد خالية بعد عام 2011 من شبح النظام السوري بعد أن تحول إلى محتل للسلطة، ومارس القتل بأسلوب لم يمارسه أي محتل سابق للأرض السورية.

شعارات “مكتوب على علمنا بشار خاين وطنا”، و”بشار الحرامي”، صدحت بها حناجر أحفاد “سلطان باشا الأطرش”، عندما كانو يتقدمون نحو النصب التذكاري لمعركة “المزرعة” التي خاضها الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى.

وعام 1925 خاض ثوار السويداء بقيادة الأطرش، معارك ضارية ضد الجيش الفرنسي، وأدت إلى خسارة الفرنسيين، وقد حاول النظام السوري طمس تاريخ سلطان باشا الأطرش بعدة وسائل، والإجهاز على دورهم التاريخي في تحرير سوريا من الفرنسيين إلى أن أحفاد سلطان الأطرش واجهوا محاولات النظام السوري بالقضاء على تاريخهم.

ومع حلول الذكرى، سجل السوريون مواقف متعددة، لم تخلو من السخرية الآلم مما حل بوطنهم، ولم يعد الكثير من السوريين يرون فيها، محطة إنتصار بعد ست أعوام من حرب أطاحت بكل مقومات الحياة في بلد تحول إلى كومة من الدمار، وطريقاً مفتوحاً للباصات الخضراء التي تهجر السكان إلى خارج أراضيهم.

وعند سؤال موقع “جنوبية” الناشط السوري محمود الحسين المقيم في إسبانيا عن معنى عيد الجلاء، فيقول “بعض السوريين يشعرون بحسرة كيف ذهبت فرنسا وتركتهم بين أنياب آل الأسد الطاحنة”. يضحك الحسين على ما قاله ويضيف “أشعر بحسرة وألم، لقد دخلت سوريا في إحتلالات تحتاج إلى عقود طويلة من الزمن كي يستطيع السوري طرد المحتلين الذين لا يمكن حصر عددهم، وأشكالهم. السوريون يحتاجون إلى جلاء من نوع خاص يتعلق بذاكرتهم المملوءة بالصراع النفسي حول معنى الوطن، في وقت يتنامى الشعور السلبي تجاه وطن حولته الحرب إلى مساحة جغرافية لممارسة كافة أنواع التوحش.”

إقرأ أيضاً: حزب الله يبدأ بسحب عديده من سوريا بالتزامن مع الإنسحاب الروسي

أما الناشط السوري عبدالرحمن أبونبوت يرى عيد الجلاء مناسبة يجب الحفاظ عليها، لأنها ترتبط بـ”نضال اجداده السوريين”، إلا أن الكثير من السوريين على حسب قول أبونبوت، فقدوا صلتهم مع هذه المناسبة، كإنعكاس طبيعي للأحداث الدموية وبعد تنكيل “الإحتلال الإيراني والروسي بالجسد السوري”، وإستحواذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على ثلث مساحة سوريا، ومحاولة الأكراد “إنشاء كانتون قومي لهم”، وتحكم الميلشيات الطائفية في مصير السوريين بالإضافة إلى إنتشار الأصوليات الإسلامية.

إقرأ أيضاً: سوريا الأسد: دولة محتلة يرأسها كومبارس إيراني

بينما المعتقل السابق في سجن المزة مازن الحمادة، يقول أنه لم يفقد الأمل رغم الإرهاصات السلبية التي وقعت فيها الثورة. وهو مؤمن بأن السوري سيحرر بلده من نظام الأسد والإحتلال الروسي والإيراني.

أما الأسير السوري المحرر من المعتقل الإسرائيلي أيمن أبو جبله، فيمتلك مفهوماً خاصاً للجلاء لأنه قضى سنوات عدة في السجون الإسرائيلية، فيصف الجلاء بالحرية والكرامة والإرادة والسيادة الوطنية والإنعتاق من الظلم والطغيان وكل أشكال الإستبداد.

إن إقامته في الجولان السوري المحتل، منحت أبو جبلة عزيمة الإستمرار في مقاومة الإحتلال من خلال التأكيد على الهوية السورية، وإقامة ندوات ثقافية يستعيدون من خلالها هويتهم السورية وقضيتهم بتحرير الجولان.

إقرأ أيضاً: على أنقاض «سوريا الأسد»

ويختم الأسير السوري السابق، أن اسئثار نظام حزب البعث للسلطة، واخضاع سوريا منذ ستة اعوام والاحتلالات الااجنبية المتعددة تسعى لفرض شرعيتها بقوة القتل والمذابح والمجازر وهو ما بدل إحساس السوريين لذاكرتهم. فلا معنى للجلاء في ظل حكم غير شرعي سلم الجولان للإحتلال الاسرائيلي، وإعلان البيان العسكري وزير الدفاع حافظ الاسد المعروف ببيان رقم 66. بموجبه اعلن عن سقوط عاصمة الجولان القنيطرة.

السابق
إسرائيل لن تضرب لبنان
التالي
صحافي إسرائيلي: وزير ثقافة إسرائيل أخطر من نصرالله