عن الأسرى الفلسطينيين المنسيين في السجون الإسرائيلية

دخل أكثر من ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية إضرابا عن الطعام في اليوم الذي يصادف فيه يوم الأسير الفلسطيني، الموافق 17 نيسان من كل عام، وذلك للمطالبة بحقوقهم الانسانية.

أخرج يوم أول من امس الأسرى في سجون عسقلان، ونفحة، وريمون، وهداريم، وجلبوع، وبئر السبع، الأطعمة من غرفهم، حيث أعلنوا انطلاق إضرابهم وذلك بحسب وكالة “وفا” الفلسطينية.

فأكثر من 1300 أسير يخوضون الإضراب الجماعي، ضد سياسة الإهمال، والانتهاك، والاعتقال الإداري، والمحاكمات العشوائية، ومنع استقبال العوائل والاهل.

إقرأ ايضا: الأسيرة المحررة هناء الشلبي: عاتبة على حكومة غزة

وتعود أهمية الإضراب، الى ان الأسير مروان البرغوثي ابن الـ59 عاما- الذي يحظى بشعبية واسعة لدى الأسرى، ومختلف افراد الشعب الفلسطيني والجمعيات الحقوقية العالمية- هو الذي يقود هذا الاضراب. مع الاشارة الى ان البرغوثي يمضي خمسة مؤبدات، مرّ منها حتى اليوم 15 عاما.

وقد أشار نادي الأسير الفلسطيني الى “أكثر من 6500 أسير فلسطيني موزعين على 22 سجنا، ومن بين المعتقلين 62 أسيرة، بينهن 14 فتاة  قاصرا، ونحو 300 طفل”.

ففي العام 1974 أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني، يوم السابع عشر من نيسان، يومًا وطنيًا. ومنذ ذلك الوقت يحيي الفلسطينيون هذا اليوم، داخل الاراضي المحتلة والشتات.

وتُعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للفلسطينيين، لان حوالي1/5 الشعب الفلسطيني دخل السجون الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث يقدّر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 حوالي 800 ألف عملية اعتقال، أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا السجون الإسرائيلية لفترات وطرق مختلفة.

وخلال انتفاضة الأقصى عام 2000، وصل عدد حالات الاعتقال إلى أكثر من 40 ألف عملية اعتقال، لا زال أكثر من 6000 معتقل داخل السجون الإسرائيلية، موزعين على أكثر من 27 معتقلاً.

إقرأ ايضا: كفاح عفيفي.. عاتبة، على من؟ ولماذا؟

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق على يد محققين إسرائيليين، وهناك أشكال  متعددة للتعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، كالشبح، ومنع النوم، ونزع الملابس خلال الليل، والضرب، وحتى محاولات الاغتصاب، عدا عن التعذيب النفسي.

اضافة الى كل ذلك هناك ما يسمى بالاعتقال الإداري، وهو الاعتقال الذي يصدر من جهة ما، بحق شخص ما، دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام بحيث يبنى له ملفا بناء على ملفات سرية إستخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد متهم ما.

وقد برز هذا الاعتقال بشكل خاص في الأراضي الفلسطينية اذ مارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الذين لم يثبت ضدهم أية مخالفات.

صورة ارشيفية

مع العلم ان جمعية “نادي الأَسير الفلسطيني” جمعية أهلية محلية، إِنسانِية، اجتماعية، شعبية، غير حكومية، مستقلة، تُعنى بشؤون الأَسرى الفسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الإِسرائِيلية. وتنتشر فروعها في جميع المناطق الفلسطينية عدا القدس الشريف.

يقضي 500 أسير فلسطيني أحكاما بالمؤبدات. واستشهد 210 أسرى داخل سجون الاحتلال جراء القهر والتعذيب والإهمال الطبي. ويخضع نحو خمسمئة أسير فلسطيني للاعتقال الإداري دون إدانة أو لوائح اتهام ودون محاكمة. ويوجد 12 نائبا من المجلس التشريعي الفلسطيني ضمن المعتقلين في السجون الإسرائيلية. ويصل عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال إلى 28 صحفيا.‎

كما خاض الأسرى أكثر من 28 إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال على مدى نحو خمسين عاما، ولا يشمل ذلك الإضرابات الفردية التي خاضها بعض الأسرى.

وشهدت الحركة الأسيرة عدة صفقات تبادل، أفرج بموجبها عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى إفراجات ضمن العملية السياسية أو ما يسمى “بوادر حسن نية” من إسرائيل تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأول صفقة كانت عام 1968 بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأفرج بموجبها عن 37 أسيرا فلسطينيا، بعد اختطاف طائرة لشركة العال كانت تقل أكثر من 100 راكب، تلتها صفقات أخرى بينها الإفراج عن آلاف الأسرى مقابل ستة جنود كانت تأسرهم حركة فتح في الجنوب اللبناني.

وفي عام 1985 تم الإفراج عن 1150 أسيرا فلسطينيا وعدد من الأسرى العرب مقابل الإفراج عن ثلاثة جنود إسرائيليين أسرتهم الجبهة الشعبية في لبنان.

وإضافة إلى صفقات حزب الله التي أفرج بموجبها عن مئات الأسرى، أفرجت إسرائيل منذ اتفاق أوسلو عام 1993 عن آلاف آخرين في إطار العملية السلمية، بحيث بقيّ في السجون أقل من مئتي أسير.

وفي العام 2011 توصلت حماس وإسرائيل لإطلاق 1027 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال مقابل إطلاق حركة حماس الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة منذ عام 2006 جلعاد شاليط، وعرفت بصفقة “وفاء الأحرار”.

وخاض الأسرى في السجون الإسرائيلية عدة إضرابات مطلبية جماعية وفردية لتحسين ظروفهم الاعتقالية، بينها إضراب سجن عسقلان عام 1970، الذي استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب نفحة عام 1980 الذي استشهد إثره ثلاثة أسرى، وإضراب 1992، وإضراب أيار 2012 الذي أدى إلى إخراج الأسرى المعزولين وإعادة الزيارات لذوي أسرى غزة.

إقرأ ايضا: أنا ابنة فلسطين.. ماذا فعلتم لنا يا عرب؟

وفي أواخر عامي 2011 و2012 اتسع نطاق الإضرابات الفردية، بفضل إضراب الأسير عدنان خضر الذي سلط الضوء على الاعتقال الإداري ثم أفرج عنه، وتلته إضرابات أخرى لفترات متفاوتة أطولها إضراب الأسير سامر العيساوي منذ الأول من آب 2012.

 

السابق
الحركات الجهادية القادمة من أوروبا.. وليدة العولمة!
التالي
السفير الإيراني في العراق ضرب الأعراف الدبلوماسية بعرض الحائط