تركيا وفرنسا وإيران: انتخابات على وقع الدماء السورية

تركيا فرنسا إيران
تجري الانتخابات الرئاسية خلال فترة محددة في ثلاث دول هي تركيا، وايران وفرنسا، وما يجمع بينها ليس العملية الديموقراطية الداخلية لكل بلد، بقدر ما لهوية الرئيس المقبل وموقفه الحاسم من الازمة السورية.

البداية مع الإنتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017  وهي انتخابات عامة لإختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة. التي من المزمع إنطلاق الجولة الأولى منها في 23 نيسان 2017. وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة، تقام جولة ثانية وأخيرة بين المرشحَين الأكثر أصواتاً في السابع من أيار. علما ان الرئيس الحالي فرانسوا هولاند قرر عدم الترشح لولاية ثانية.

اقرأ أيضاً: تمزّق الهوية اللبنانية من سنّة «أردوغان» إلى شيعة «خامنئي»

وتستبعد استطلاعات الرأي فوز أي من المرشحين من الجولة الأولى. وتشير الى التقارب الشديد بين مرشح حزب “الجمهوريون” اليميني فرنسوا فيون، ومرشح “حزب إلى الأمام!” إيمانويل ماكرون، وسينافس أحدهما مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان.

ينتخب رئيس الجمهورية الفرنسية بالاقتراع العام والمباشر، لولاية تدوم خمس سنوات بنظام اقتراع على دورتين. وإذا لم يستطع أيّ مرشح الحصول على الأغلبية المطلقة للأصوات الصحيحة في الدورة الأولى من الانتخابات، تنظّم دورة ثانية بعد 14 يوما، ويتقدم للدورة الثانية فقط المترشحين اللذين أتيا في المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى.

وعلى المقلب الآخر، وصل إجمالي المتقدمين للانتخابات الرئاسية الايرانية المرتقبة في 19 أيار المقبل الى 638 مترشحا. حيث يتم قبول طلبات الترشح داخل مقر وزارة الداخلية الإيرانية في طهران، حيث بدا محيط الوزارة أشبه بساحة مهرجان، في ظل الإقبال الكبير على التقدم للترشح للانتخابات، وذلك لعدم وجود شرط العمر والمؤهل العلمي للمتقدم.

ويذكر أن نظام الترشح للانتخابات الإيرانية يلقى انتقادات كثيرة، فهو أغرب نظام انتخابات رئاسية في العالم، اذ يحق لكل مواطن يرى في نفسه الكفاءة الترشح للانتخابات.

وكان باب الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران قد فتح اوائل شهر نيسان ولمدة 5 أيام فقط، وانتهى في 15 نيسان، وفق القوانين الإيرانية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، أعلن ترشحه رسميّا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم معارضة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.

وصورة المشهد الانتخابي تشي بوجود ثلاثة مرشحين محتملين، ويدور عدد المرشحين المجازين للانتخابات الرئاسية الإيرانية في العادة حول ستة مرشحين. ويمكن القول من الآن إن السابقة الإيرانية المعروفة بفوز الرئيس لولاية ثانية، كما حدث مع كل من رفسنجاني وخاتمي وأحمدي نجاد، لم تعُد مؤكدة بالضرورة في حالة الرئيس حسن روحاني.

وتُعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية أكثر من مهمة، لكونها ترسم ملامح المشهد الإقليمي للمرحلة المقبلة، بسبب النفوذ المتعاظم لإيران ودورها الإقليمي. ورغم ان الدستور الإيراني يرفع موقع رئيس الجمهورية إلى قمة السلطة التنفيذية، الا انه يضع الصلاحيات الكبرى للسلطة في يد مرشد الجمهورية. وذلك بحسب المحلل السياسي مصطفى اللباد على موقع katehon.

اما فيما يخص الانتخابات التركية، فانها اعطت جوابها مبكرا من خلال اختيار رجب طيب إردوغان من خلال فوزه بالاستفتاء الذي حصل فيه على 52 % من موافقة الشعب التركي على توسعة صلاحيات رئيس الجمهورية. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في كل أنحاء تركيا نحو 55 مليون شخص.

وأظهرت بيانات أوردتها وكالة الأناضول التركية، أن “الأصوات المعارضة للتعديل، تتصدر في أكبر ثلاث مدن بتركيا وهي اسطنبول وأنقرة وإزمير، إضافة إلى المدن التي تقطنها أغلبية كردية.

وأدلى الناخبون الأتراك بأصواتهم في استفتاء تاريخي، يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات جديدة واسعة، ويمّهد لأكبر تغيير في النظام السياسي لتركيا في تاريخها الحديث. وصوّت الأتراك على تعديلات دستورية تغيّر نظام الحكم في البلاد، لتنتقل من نظام برلماني إلى نظام رئاسي. كما سيحدد الاستفتاء شكل علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: خسائر الحرب السورية.. من يتحمّلها؟

وكانت تركيا قد قلصت تدفق المهاجرين وبالاخص اللاجئين من سوريا والعراق إلى الاتحاد الأوروبي، لكن إردوغان يقول إنه “قد يراجع هذا الاتفاق بعد الاستفتاء”.

وأدى هذا الاستفتاء إلى انقسام الاتراك. اضافة الى تدهور العلاقات بين تركيا وأوروبا إلى مستوى متدن خلال حملة الاستفتاء عندما حظرت  بعض دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها ألمانيا وهولندا وزراء أتراكا من تنظيم تجمعات لتأييد هذه التعديلات.

ووصف إردوغان هذه التحركات بأنها “أفعال نازية”، وقال إن تركيا قد تُعيد النظر في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات كثيرة من سعيها للانضمام إليه.

ويقف الموضوع السوري ومصير الرئيس الاسد كملف اساس ومشترك بين هؤلاء الرؤساء الجدد القادمون الى اعلى منصب في بلادهم..

فكيف سيكون مصير سوريا ورئيسها، خاصة ان تركيا وايران الجارتان اللدودتان متعارضتين معا بالنسبة لمصير الرئيس السوري، ولكنهما شريكتان في دعم المعارضة والنظام كل على حدا. وموجودتان في جلسات المحادثات في جنيف وآستانة. والنظام الفرنسي يقف من جهته بوجه النظام السوري، رغم زيارات مسؤولين فيه الى سوريا مؤخرا.. فكيف سيكون الشكل الداخلي لهذه الدول المعنيّة بالازمة السورية، بعد الانتخابات الرئاسية فيها؟

السابق
جمهور النجمة يورط لبنان بهتافات طائفية ضد الأردن والفلسطينيين
التالي
هل من تسوية في تركيا؟