إيران: تركيا ذاهبة إلى الديكتاتورية الهتلرية

إيران
الإعلام الإيراني يشن حملة ممنهجة ضد الاستفتاء التركي.

لست من المهتمين بنتائج الاستفتاء الذي حصل في تركيا والانعكاسات التي قد تطرأ على الواقع التركي، إن على الصعيد الداخلي او على الصعيد الخارجي، وخصوصا العلاقة التركية الأوروبية.
ولم اكن لأعلق على نتائجها، لأنه شأن تركي خالص.

اقرأ أيضاً: تمزّق الهوية اللبنانية من سنّة «أردوغان» إلى شيعة «خامنئي»

ولكن ما لفتني هو حجم الهجوم من الاعلام الممانع على ذلك الإستفتاء وخصوصاً من الاعلام الإيراني، والذي يترك عادة مسألة الهجوم للإعلام التابع له والممول منه والناطق باللغة العربية كالميادين والمنار وغيرها من الفضائيات العراقية.
ولكن هذه المرة دخل الاعلام الإيراني مباشرة إلى حلبة الهجوم على الاستفتاء التركي حيث أفردت وسائل اعلامه مواقعها وصفحاتها لكيل شتى النعوت والأوصاف الى تركيا والى رئيسها وسأكتفي بما ورد على موقع “بولتين نيوز” المقرب من دوائر الحرس الثوري الإيراني: “لقد تهيأت الأرضية لديكتاتورية هتلرية في تركيا، وإن ثمرة أردوغان لتركيا ولدول المنطقة لم تكن غير الحزن والبؤس وسفك الدماء”.
(وغيرها الكثير من المواقع والصحف الواردة في الصورة المرفقة أدناه).

هتلر ايران

الغريب في الأمر، أنّ تلك التعديلات (التي اطلعت عليها لأعرف سبب الهجوم الممانع الشرس عليها) لم تصل الى ما يماثلها من سلطات يتمتع بها الولي الفقيه في نظام الملالي في طهران. حيث أنّ صلاحياته بموجب الدستور الإيراني تصل إلى حد العصمة، لا بل التأليه عندما يعتبر الولي الفقيه هو خليفة الامام المهدي. (لا أناقش في اصول العقيدة بقدر ما أقارن في الصلاحيات الدستورية).
وبالتالي فإنّ الصلاحيات المتوفرة للولي الفقيه لا مثيل لها في الانظمة الدستورية حتى في ظل الملكيات المطلقة إبان القرون الوسطى.
لذلك فإنّ هذا الهجوم لا يوجد تبرير قانوني أو دستوري له، بل هو نتيجة كيد سياسي لعلم الأنظمة الممانعة بأنّ التطور بالعمل السياسي في تركيا سوف يفتح الباب بعيداً أمام شعوبهم للمطالبة بإصلاحات على هيكل نظام الحكم لديهم مما يهدد عروشهم بالضياع. وأنّ ما تقوم به تلك الأنظمة الممانعة ما هي إلاّ عملية استباقية لتشويه صورة الحدث التركي أمام مخيلة جمهورها.

اقرأ أيضاً: ايران: تركيا انفصلت عن الحلف السعودي وانضمت لنا

فالإعلام الإيراني، بهجومه على ما جرى في تركيا، إنّما يخاطب مخيلة الشعب الإيراني ليسفه له الحدث التركي بما يجعله رافضاً لأي عملية إصلاحية أو حتى المطالبة بها.
علماً أنّ الشعب الإيراني قد استبق شعوب المنطقة، إبان ما عرف بالثورة الخضراء، برفضه للنظام القائم في طهران وخصوصاً ما يتعلق بصلاحيات المرشد المطلقة. كما أنّ المتابع للحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة الإيرانية يعلم مدى طوق الشارع الإيراني الى التغيير والتفلت من قبضة المرشد.

السابق
أميركا تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في سوريا
التالي
الدوافع وراء المطالبة بتجريد أسماء الأسد من الجنسية البريطانية