صفحة «وينيه الدولة» تمارس مهام الأجهزة الأمنية الغائبة

إستطاعت عدة مواقع إفتراضية على صفحات التواصل الإجتماعي، أن تتحول إلى جهاز أمني غير رسمي، يهتم بملاحقة وتعقب المجرمين واللصوص ومخالفي القانون.

ويبدو أن صفحة “وينيه الدولة” الشهيرة، تأتي على رأس قائمة الصفحات المهتمة بتلقي شكاوى الناس، وتعميم الجرائم الحاصلة على مختلف الاراضي اللبنانية.

صفحة “وينيه الدولة” أخذت على عتقها ملاحقة المجرمين، والمخلين بأمن المناطق، وتعقب “الزعران”، وفضحهم على حسب قولها. لذلك تنشر الصحفة يومياً، عدد من الوثائق المصورة، تحصل عليها من قبل أصحاب الكاميرات الموزعة في المناطق. وتعد الأفلام المصورة إحد أهم الأدلة التي تستند إليها الصفحة، لفضح المظاهر المخلة بالأمن.

ومن بين “الفضائح” التي نشرتها صفحة “وينيه الدولة”، مناشدتها قوى الأمن الداخلي اللبناني، بأن يتولى زمام ملاحقة شخص عُرف بإسم “الختيار”، وذلك بعد نشرها فيديوهات تؤكد قيام الأخير بسرقة محلات لبيع الهواتف الخلوية بأسلوب بارع، لدرجة أن أكثر من متجر وقع في مصيدتِهِ.

إقرأ أيضاً: حزب الله يترك الضاحية الجنوبية للمافيات

وقد بَنَتْ الصفحة علاقة مبنية على ثقة متبادلة مع متابعيها، لأنها تكفلت أن تكشف أسماء مخالفي القانون، وتعميم عناوين المجرمين ونشر صور لبطاقاتهم الشخصية، ونشر فيديوهات توثق الجرائم.

من جهة اخرى فإن إنعدام ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية الرسمية، إرتفع بعد أن أكدت اجهزة الدولة في أكثر من محطة، على عجزها عن قيام بواجباتها بالشكل المطلوب، وهو ما منح تلك الصفحات رصيداً إضافياً من الثقة لدى المواطنين.

تمارس صفحة “وينيه الدولة” مهامها كما لو أنها جهازاً أمنياً رسمياً، وعبر متابعة بسيطة للتعليقات الواردة على صفحة “وينية الدولة” تظهر حساسية المواطنين ضد إهمال الدولة للشكاوى في حال تعرضوا للسرقات أو إعتداءات من قبل مجهولين. كذلك، تحصل أغلب منشورات الصفحة على مشاركة واسعة من قبل المشتركين، حتى وصف أحدهم الصفحة بأنها هي “الدولة”. وتميزت صفحة “وينيه الدولة” بمتابعتها الحثيثة للجرائم حتى وصفها شخص آخر عبر تعليق له، بأنها تقوم بعملها بشكل أفضل من الأجهزة الامنية الرسمية، الواجب عليها ملاحقة الجرائم وردعها.

إقرأ أيضاً: إمرأة «الدراجة النارية» في حي السلم تشعل مواقع التواصل الإجتماعي

وتشير صفحة “وينيه الدولة” عن إنجازاتها الإستقصائية ونجاحاتها المتكررة بجمع المعلومات الدقيقة عن المجرمين، فتقول في إحد منشوراتها: “في قبضتنا. بعدما قمنا بالامس بنشر تسجيل يظهر قيام لص بسرقة حقيبة لسيدة من آل عيس امام احدى الافران في منطقة الغبيري وفر الى جهة مجهولة. تمكنا خلال اقل من 24 ساعة من التعرف عليه وتبين انه يدعى كريم شاكر عبد الحليم شايب والملقب ب كريم المصري، يقطن في منطقة الغبيري شارع حسينية الزهراء.”
ومن خلال مراقبة آلية تقصي الصفحة على المعلومات المتعلقة بأسماء وأماكن سكن وأرقام سجلات اللصوص والمجرمين والمخالفين للقانون، فيبدو أن لدى “وينيه الدولة” شبكة تتألف من ناشطين وإعلاميين ينتشرون في مختلف الأراضي اللبنانية، وهو ما يجعل عملها دقيقاً ومتراكماً ويشبه إلى حد بعيد آلية عمل اجهزة الدولة الرسمية.

ولم تقتصر، متابعة الجرائم على صفحة “وينيه الدولة” إذ تحاول صفحات اخرى مواكبة المخالفات والتعديات الأمنية في المناطق اللبنانية، ومن بينها صفحة “حي السلم”، التي تمارس المهمة نفسها بالإبلاغ عن المخلين بأمن ضاحية بيروت الجنوبية، ورصد أماكن تواجدهم، ونشر معلومات شخصية عنهم، لذلك يحاول ناشطون من مناطق عدة مواكبة الظاهرة الإفتراضية عبر إستحداث صفحات إفتراضية لنشر أسماء مرتكبي الجنح والجرائم ضمن نطاق مناطقهم.

ورغم إنتشار ظاهرة ملاحقة المظاهر المخلة بالأمن وتعميم أسماء المجرمين ومرتكبي الجنح على مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن سؤال “وينيه الدولة”؟ يبقى أساسياً حتى إشعارٍ اخر.

السابق
حزب الله لن ينسحب من الجولان
التالي
المعارضة السورية تستهدف مطار حماة العسكري