حزب الله لن ينسحب من الجولان

يرجح بعض الإسرائيليين أن يعود حزب الله إلى الجولان عندما ينتهي من معاركه في حماه ودمشق.

ينشغل الإسرائيليون بمراقبة تحركات حزب الله الحدودية في جنوب لبنان، وصولاً إلى مراكزه الجديدة؛ المستحدثة، على طول الشريط الحدودي مع سوريا. ويرى المحللون العسكريون في إسرائيل أن إنسحاب حزب الله من مواقعه في الجولان السوري، والتي يراها عدد من المحللين بأنها تحمل بوادر إيجابية بعد أن تمكنت الغارات الأميركية على مطار “الشعيرات” في حمص من إيصال الرسالة لمحور النظام السوري وحلفاؤه.

فقد إنسحب حزب الله بشكل مفاجئ من عشرة مواقع له من الجانب السوري المحاذي للحدود الإسرائيلية، بحيث يرى المحلل العسكري الإسرائيلي ديفيد داوود ذلك بأنه مؤشر إيجابي لإسرائيل.

إلا أن الباحث يشكك بأن يكون حزب الله قد إنسحب بالكامل من المواقع التي تمركز بها في الجولان، وفي نظره، يجب التشكيك بكل التقارير الامنية التي تروج لذلك، لأنه ليس واضحاً للآن النطاق الذي إنسحب منه حزب الله في الجولان السوري.

وإستبعد داوود أن يكون كلام المصادر المقربة من الحزب او النظام السوري صادقة، لأن كلاهما لا يريدان تسجيل إنتصاراً لإسرائيل، ولا يريدان إلحاق الهزيمة بأنفسهم. لذلك يقول داوود أن الحزب لم يخرج بشكل كامل من القنيطرة، ولكن يبدو أنه اخلى عدد من المواقع وأخرج مجموعة من مقاتليه إلى خارج المنطقة.

وبحسب داوود فإن الحزب نقل مقاتليه إلى لبنان وبعضهم أرسلوا إلى جبهات اخرى في سوريا، وعلى وجه التحديد إلى محافظة دمشق لدعم القوات الموالية للنظام السوري التي تعاني من مشكلة في عملية صدها للهجمات المتكررة التي تنفذها الفصائل الإسلامية في دمشق. كذلك فمن المرجح أن يكون بعض المقاتلين الذين تم إخراجهم من القنيطرة قد تم نقلهم إلى محافظة حماه لأن النظام السوري وايران يريدان تحقيق المكاسب.

تعرض معاقل النظام السوري للهجمات المتكررة في حماه ودمشق أجبر حزب الله على إخراج جنوده من الجولان، وهذه الخطوة يراها الباحث دافيد داوود انها تقدماً إستراتيجياً لإسرائيل، فأهمية الجولان الإستراتيجية تفوق أهمية بقية المحافظات السورية.

إقرأ أيضاً: تهديدات حزب الله.. كيف تجهز إسرائيل حدودها البرية مع لبنان؟

وتعبر إسرائيل منطقة الجولان السورية ضمن نطاق الخطوط الحمراء، التي هددت مرات بأنها ستشن هجمات عسكرية في حال تأكدت من مساعي إيران لتحويل الجولان إلى جبهة متقدمة لشن حرب على اسرائيل. وكان حركة “النجباء” العراقية قد أعلنت قبل شهرين عن تشكيل لواء “تحرير الجولان”، وتعهد رئيس الحركة أكرم الكعبي بأنه سيحرر وجنوده منطقة الجولان من الإسرائيليين.

تحركات إيران وحزب الله في الجولان، أجبرت أيضاً رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن يطرح الأزمة مع رئيس روسيا فلادمير بوتين وذلك خلال زيارته السابقة لموسكو، وقد إتفق الطرفان على حل المشكلة، غير أن النقاط التي تم التوصل إليها بقيت غير معلنة.

إقرأ أيضاً: مسوؤل إسرائيلي: مواجهة اسرائيل ليست من أولويات حزب الله

ويستبعد ديفيد داوود أن يكون إنسحاب حزب الله من الجولان بسبب خوفه من الضربات العسكرية الأميركية التي وجهتها للنظام السوري، او بسبب تنامي الحديث عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية له على ضوء تهديدها المتكرر له وطلب المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر من الحزب الإنسحاب فوراً من سوريا.

إقرأ ايضاً: إسرائيل تبحث إقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا

وفي المقلب الآخر، ومن اجل ردع التمدد الإيراني في الجولان، كانت صحيفة “هآرتس” قد كشفت عن طرح إسرائيلي تقدم به بنيامين نتيناهو إلى الجانب الروسي، من أجل إقامة مناطق آمنة على طول الحدود مع الأردن وسوريا، وبحسب هآرتس فإن مشروع نتيناهو ينتظر موافقة أميركا وعدد من الدول الغربية.

كذلك، عرض موقع “تايم اوف إسرائيل، مقابلة أجراها مع الجنرال الإسرائيلي ياهو غاباي، والذي بدأ بتنفيذ مشروعه الذي إقترحه على هيئة الأركان الإسرائيلية ويقضي بإستحداث عشرات الخنادق والمنحدرات وإقتلاع الشجر في خطة متكاملة إستعداداً للحرب البرية مع حزب الله، بعد أن أكدت التقارير الإسرائيلية عن أزمة حقيقية تعيشها إسرائيل نتيجة إنتشار الحزب، بهذا الشكل المفضوح على كافة جهات حدودها، لذلك يرجح بعض الإسرائيليين أن يعود حزب الله إلى الجولان عندما ينتهي من معاركه في حماه ودمشق.

 

السابق
انديك يكشف الخطة الاستراتيجية الاميركية لتحجيم نفوذ إيران
التالي
صفحة «وينيه الدولة» تمارس مهام الأجهزة الأمنية الغائبة