مصير الأسد على طاولة «سايكس بيكو» أميركي روسي

اميركا بشار الاسد
تبقى ورقة بشّار الأسد بالنسبة لموسكو ورقة رابحة. أما واشنطن فتلعب لعبة التصريحات المتناقضة فيما يتعلق بمصير الاسد. فمن سيكون الفائز في لعبة مصير الاسد في النهاية؟

في موقف لافت وجديد قال الرئيس دونالد ترامب مؤخرا “لسنا مصرّين على رحيل بشار الأسد”.

هذا الموقف جاء ليناقض كلاما أميركيا سبقه بساعات، ومن على اعلى المحافل على لسان وزير خارجية أميركا ريكس تيليرسون، الذي وضع مصير بشار الأسد “ضمن الأولويات”، واعتبر أن “حكم عائلة الأسد اقترب من نهايته”.

فما هي خلفيات التغيير الاميركي المستمر بخصوص مصير الرئيس السوري بشار الأسد؟

اقرأ أيضاً: حزب الله: لا يوجد رؤية واضحة حول مصير النظام السوري

في مرحلة سابقة لم تتعدَ الاسابيع القليلة، صرّحت نيكي هايلي، المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة قد تتخذ “إجراء منفردا” ضد النظام السوري، إذا لم يفوّض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ إجراء، ردا على استعمال الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري.

هذا التصريح جاء بعد مجزرة خان شيخون في محافظة ادلب، علما ان موقفا مناقضا كانت هايلي نفسها قد اعلنته، وهي أن سياسة بلادها في سوريا لم تعد ترّكز على إزاحة الرئيس بشار الأسد. و”أولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الاسد، ونحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا”.

وجاءت تصريحات هايلي بعد أن أظهر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تغييرا في موقف البيت الأبيض حول الأسد. ورأى تيلرسون الذي قال “أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيُقرره الشعب السوري”.

وكان أوباما طالب في آب العام 2011، بضرورة رحيل الأسد، لتخفف إدارته من موقفها قليلا بعد شهر مع إعلان وزير الخارجية وقتها جون كيري أن “على الأسد الرحيل، لكن توقيت رحيله يجب تحديده من خلال المفاوضات”.

الدكتور وليد عربيد

ولاستيضاح سرّ هذا التذبذب الاميركي فيما يخص مصير الرئيس السوري بشار الاسد، اتصلت “جنوبية” مع الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد، الذي قال “التصريحات المتناقضة التي يقول بها المسؤولون الاميركيون، وعلى رأسهم دونالد ترامب حول مستقبل سوريا، وبالتحديد الرئيس بشار الاسد، فهو يدّل على اننا دخلنا ضمن عملية شد الحبال بين القوى الكبرى، التي تعمل على رسم خارطة جديدة سواءً كانت سياسية أم أمنية أم حدودية”.

بشار الاسد صيدنايا

ويلفت الدكتور عربيد الى ان “كل هذا التناقض يدلّ على ان واشنطن من خلال تصريحات دونالد ترامب أو اطلاق صواريخ التوماهوك تحاول ان تبحث عن موقع تفاوضيّ كبير بمواجهة موسكو، أيّ المفاوضات حول منطقة الشرق الاوسط. وهذا يذكرّ ان روسيا والولايات المتحدة تسعيان الى سايكس – بيكو جديد، على غرار سايكس – بيكو بريطانيا وفرنسا.

ونتيجة القول هذا “ان الدبلوماسية الاميركية هي نوع من شد حبال دبلوماسي بتصريحات مغلّفة سياسيا، تقود اذا اصطدمت بشيء من العراقيل الى الحل العسكري”.

ولكن، هل أن الاميركيين بحاجة لموقع في العملية التفاوضية، وهي الموجودة ميدانيّا عبر المعارضة، وسياسيا، وعسكريا في سوريا؟؟

يرى الدكتور عربيد ردا على السؤال، ان “الولايات المتحدة موجودة على الارض، ولديها حلفاء، وتسعى لطاولة مفاوضات مستقبلية، اي ان يكون لديها حلفاء موجودين، كما لروسيا على الاراضي السورية”.

اقرأ أيضاً: من «انجازات» النظام السوري في اربعين سنة

لكن ما هو شكل سايكس_بيكو الجديد المطروح ضمنّا؟

إن “شكل الفيدرالية الجديدة هي، بحسب الدكتور عربيد، إما كردستان كبرى أو صغرى، فان ارادت اقامة “كردستان الصغرى” فان سنشهد فيدرالية عراقية. اما اذا سعت الى “كردستان الكبرى” فهذا يعني تفتيت سوريا، وحرب أهليّة في تركيا”.

وبرأي الدكتور عربيد ان “واشنطن ترى ان مصير الاسد بيد روسيا، لذا تصرّح واشنطن بهذه التصاريح المتناقضة، وتقوم بمزيد الاجراءات التصعيدية لكسب مزيد من الوقت، خاصة ان موسكو لن تتخلى عن ورقة الاسد “الطرنيب الرابحة!”.

السابق
سعد المجرّد خارج قضبان السجن الفرنسي… ولكن بشروط
التالي
شقيق سليماني في لائحة العقوبات الاميركية