ما سرّ مصطفى بدر الدين على مواقع التواصل الإجتماعي؟

ما زالت عملية إغتيال القيادي الجهادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، تتفاعل على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحات مخصصة للحديث عنها وإتهام إيران وحزب الله بالضلوع فيه. أما رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي ايزنكوت، فقد أكد عبر انه يمتلك أدلة ووثائق تثبت أن عملية الإغتيال هي تصفية داخلية حصلت بعد إنزعاج إيران من بدر الدين الملقب بـ"سامي شهاب".

بشكل ملفت للنظر، تخرج بين الحين والاخر صفحات حاصلة على دعم، تحمل إسم “مصطفى بدر الدين“، لديها هدف واضح وصريح؛ الوصول إلى جمهور حزب الله والقول له أن الاخير ضالع في إغتيال بدر الدين”.

أكثر من صفحة إنطلقت إلى ساحة “السوشيل ميديا” تحمل الفكرة نفسها وتريد إيصال معلومة محددة، تشير إلى ان إغتيال مصطفى بدر الدين جرى بأمر داخلي في حزب الله، وبإشارة من قيادة الحرس الثوري الإيراني، ومن بين تلك الصفحات “مؤامرة إغتيال مصطفى بدر الدين”، التي أفردت فيديو مركب لرسوم المتحركة الشهير “the lion king”، يحاكي سيناريو إغتيال بدر الدين بأمر من السيد حسن نصرالله.

يبدأ الفيديو بنقاش يبدو بأنه يجري بين مصطفى بدر الدين واحد أبنائه فيقول “أنظر يا بني إنها سوريا، وهنا يحارب شبابنا بوجه التكفيريين، وأنا أدير المعركة من أجل الوطن، وقد يأتي نهار أموت به وأنتَ ستأخذ مكاني، ولا يمكن أن اثق بأحد”. يجيبه الطفل “هل تعتقد انني سأكون خليفتك في قيادة معارك سوريا، ولكن لماذا تشعر يا أبي بأنك ستموت.” ويرد الأب “أنا كل يوم أدافع عن طائفتي وأشعر بأنني سأموت، ولكن يجب ان تعرف أن هنالك خائنين، لا يهتمون بمصالح القضية، والفساد أصبح داخل القيادة والزعامة بالحزب.”

أما الصفحة الثانية فهي “صمتكم إعتراف”، تشارك فيديو تظهر فيه أحد اللواحات الإعلانية في بيروت مكتوب عليها “صمتكم إعتراف”، في إشارة إلى معرفة قيادة حزب الله من إغتال مصطفى بدر الدين.

أما صفحة “معلومات عن إستشهاد مصطفى بدر الدين” تطلق بين الحين والاخر منشورات “sponsered” فهي الأكثر قدرة على إستفزاز جمهور حزب الله، عبر نشر صور كاريكاتورية مهينة وتسيء لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.

إقرأ أيضاً: مصطفى بدرالدين وعماد مغنية.. والثأر الروسي

وتأتي لاحقاً صفحة “Lebanon&Meme”، التي تسير في النهج نفسه في نشر السخرية بحق نصرالله وسليماني، عبر الـ”memes”، مع الترويج للرواية التي أذاعتها قناة “العربية” والتي تفترض ان القيادي في حزب الله إبراهيم حسين جزيني، قام بتنفيذ عملية الإغتيال.

 

وظهرت اكثر من رواية حول إغتيال بدرالدين، تعارض ما جاءت على ذكره رواية حزب الله، فعملية تصفية بدر الدين لم يتهم بها حزب الله إسرائيل وهو سابقة في تاريخ إغتيال قياداته، فأشار عشية إغتياله، إلى أن المجموعات “التكفيرية” في سوريا، قامت بقصف مقر تابع للحزب في دمشق.

وفي الجهة المقابلة، سببت “الصفحات” التي تذيع فرضية تورط حزب الله بالإغتيال، موجة إستياء عارم في الأوساط الشعبية لحزب الله المنتشرة على مواقع التواصل، وتتساءل بعض التعليقات عن سبب إهمال المجموعات الإفتراضية المتخصصة في حزب الله لتلك الصفحات وعدم الإبلاغ عنها.

من جهة اخرى كشفت معلومات خاصة لـ”جنوبية” عن إستعداد الجبهات الإفتراضية لحزب الله لمكافحة تلك الظاهرة التي تنتشر بكثافة على مواقع التواصل الإجتماعي، عبر إتباع آلية الإبلاغ وشن هجمات من قبل الناشطين، وتعقب الـ”IP” الخاص، وإغلاقها.

ويرى المصدر العامل في إحد صفحات “حزب الله” الإفتراضية، أن تلك الصفحات هدفها تشويه صورة حزب الله، والإيقاع بين قيادته وجمهوره، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل بدليل أن ردود الناس اغلبها عدائية وقاسية بحقهم.

إقرأ ايضاً: عشيقة مصطفى بدرالدين: سكينة الغدر قتلته

وفي السياق نفسه، كشفت الصحيفة الأميركية “وكلي ستاندرد عن رواية جديدة لإغتيال بدر الدين، وبحسب الموقع الأميركي فإنه من المستبعد ان يكون حزب الله هو من نفذ عملية الإغتيال لأن العلاقة متينة جداً بين إيران وحزب الله يصعب فصلها، مستندة بذلك إلى حقائق تشير إلى أن بدر الدين تلقى تدريبه من قبل الحرس الثوري وشارك بمهام عدة مشتركة معهم، كذلك فإن إيران حين إختلفت مع امين عام حزب الله السابق صبحي الطفيلي قامت بعزله ولم تقم بتصفيته، ويزعم الموقع أن التصفية ليست السلوك الأساسي الذي يتم من خلاله حل مشاكله الداخلية.

ولكن في المقابل، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي أيزنكوت أن الاجهزة الإستخباراتية الإسرائيلية تمتلك معلومات دقيقة وحساسة عن الكيفية التي حصلت بها عملية إغتيال بدر الدين، واصفاً اياها بأنها تصفية داخلية قامت بها قيادة الحزب واستهدفت بدر الدين الذي رفض الإنصياع لأوامر إيران في سوريا.

السابق
السيد نصرالله يردّ على منتقديه بخصوص «الزواج المبكر»
التالي
وقفة احتجاجية ضد «الإرهاب» والأحداث الأمنية التي شهدها مخيم عين الحلوة