كيف نتجنّب نهر بارد جديد

خليل فليحان

ما جرى من اشتباكات في مخيم عين الحلوة يطرح مشكلة سلاح المخيمات الفلسطينية بهدف جمعه قبل ان يتكرر ليس في هذا المخيم بل ايضا في المخيمات الاخرى المنتشرة في شتى المحافظات . ومن المسلم به ان تلك الاشتباكات التي اندلعت في هذا المخيم بين مسلحي القيادة الفلسطينية المشتركة وامثالهم التابعين لبلال بدر، المتهم باغتيال عدد من العناصر التابعين لتلك القيادة ، أقلقت ليس فقط سكان صيدا وجوارها، بل جميع فلسطينيي المخيمات المنتشرة في معظم المناطق اللبنانية في وقت استنفر فيه تنظيم فتح مسلحين تابعين له في مخيمات اخرى واستقدمت أعدادا منهم الى مخيم عين الحلوة للانضمام الى مقاتليها من اجل توفير الدعم العسكري لهم.

اقرأ أيضاً: لغز «بلال بدر» في «عين الحلوة» يثير جملة تساؤلات

اهتم سفراء “المجموعة الدولية لدعم الاستقرار السياسي والامني في لبنان” (الاميركية والروسي والبريطاني والفرنسي والصيني والألماني والايطالي ومنسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ) بالقتال الدائر في عين الحلوة وكلفوا الملحقين العسكريين في السفارات التابعة لهم إعداد تقارير عما يجري لا سيما ان بلال بدر متهم بانتمائه الى تنظيمات ارهابية مع اخرين يأويهم المخيم .

كما ان مكتب “الاونرا” في لبنان رصد عن قرب سير الاشتباكات ومدى تأثيرها على سكان المخيم المدنيين وعلى المنازل ومدى تضررها هي والبنية التحتية لا سيما بعد ان طالت واشتدت في حي الطيري، مقر بلال بدر واتباعه والاحياء المتاخمة له وكانوا يطلعون المقر الرئيسي في نيويورك تباعا على الصدامات وما ينتج عنها من إصابات وسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح بفعل المواجهات الشرسة التي التهبت بين الفريقين واستعملت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

أنتجت الاشتباكات رعبا في سكان المخيم مما دفع بإعداد منهم للنزوح الى خارجه لا سيما النساء والأطفال الى مناطق آمنة واشاعة شلل في تحرك الناس ، ليس فقط داخل المخيم بل فِي صيدا وجوارها واضطر مسؤولو مستشفى صيدا الحكومي الى اخلاء المرضى منه حفاظا على حياتهم.

كما فرضت المواجهات الدامية وتأثيرها ومدتها على صيدا نفسها مادة للبحث في مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية التي كانت قد عقدت الاثنين الماضي العاشر من الشهر الجاري والتي كانت مخصصة لمناقشة المشاريع المطروحة لصياغة قانون انتخابي جديد .لم يتخذ مجلس الوزراء موقفا حاسما مما يجري كتوجيه إنذار صارم لوقف الاقتتال على الفور حقنا للدماء ووقف الأضرار التي اصابت الممتلكات من منازل ومحلات تجارية . وان استعمال السلاح ايا كا ن هدف استعماله هو إساءة لسبب وجوده وهو حماية سكان المخيم من اي هجوم إسرائيلي وليس لاستعماله ضد مسلحي الفصائل وتعريض حياة المدنيين الى الخطر و إرغامهم على النزوح خارجه وإرغام مستشفى صيدا الحكومي على نقل المرضى من غرفهم حفاظا على حياتهم من الرصاص الفلسطيني وإرغام سكان صيدا والجوار على التخفيف من تنقلاتهم تجنبا لإصابتهم وشل العبور من مدينة صيدا التي تعتبر بوابة الجنوب.

مخيم عين الحلوة

واللافت ان وزير الدفاع يعقوب الصراف الذي زار صيدا الثلاثاء الماضي التقى عددا من فاعلياتها، اكتفى بالطمأنة الى ان اشتباكات مخيم عين الحلوة لن تتحول الى معركة شبيهة بنهر البارد اي انها ستبقى فلسطينية- فلسطينية. واستند في ذلك الى الاتصالات التي يقوم بها رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية و قيادة الجيش مع القيادات الفلسطينية فيلة في عدم تكرار معركة نهر البارد جديد التي خاضها الجيش اللبناني بتفوق ونجاح. الا ان الواقع هو غير ذلك توقف القتال لساعات واكدت اللجنة الامنية للقيادة الفلسطينية المشتركة ان بدر اختفى وأنها سيطرت على حي الطيري وإذ بالاشتباكات تتجدد ووزارة التربية علقت الدروس في صيدا بسببها. كما ان رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري مرتاح للاشتباكات العسكرية التي جرت “لان الرابح الاكبرهو القضية الفلسطينية والمواطن الفلسطيني ” لان اللجنة الامنية الفلسطينية المشتركة تمكنت من “إنجاز ملف أمني هام مرتبط بسلامة واستقرار المخيم وصيدا ومنطقتها.” الا ان الواقع هو غير ذلك . توقف القتال لساعات واكدت اللجنة الامنية للقيادة الفلسطينية المشتركة ان بدر اختفى وأنها سيطرت على حي الطيري وإذ بالاشتباكات تتجدد ووزارة التربية علقت الدروس في صيدا بسببها . كما ان قائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون تفقد امس الاربعاء وحدات الجيش في عين الحلوة وناقش الوضع مع الضباط .

واللافت ايضا ان الفلسطينيين يتقاتلون والبزري يدعو وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية بضرورة العمل على مساعدة المصابين من جراء الاشتباكات اضافة الى ما يمكن ان تقدمه اللجنة العليا للإغاثة .

وسجلت اتصالات من أهالي صيدا والجواربالمسؤولين وبوسائل الاعلام ترمي الى وقف تلك الاشتباكات نظرا الى ما تشكله من خطر على حياتهم وممتلكاتهم ودعوة الحكومة الى معالجة وضع كل المخيمات الفلسطينية بشكل نهائي وجدي إنما وجدت في الاراضي الفلسطينية انطلاقا من معركة مخيم عين الحلوة . لان سكان المخيمات يعانون الامرين اضافة الى المخاطر والأضرار التي تسببها مثل تلك الاشتباكات التي تتجدد من وقت لآخر. ووفقا لمصادر وزارية سألتها الاوريان لوجور عن الموقف المستجد مما يجري فأكدت انه “آن الاوان لطرح السلاح الفلسطيني في جميع المخيمات الفلسطينية الذي كان طرح على طاولة الحوار لانه يساء استعماله ويقتل القاطن المدني فيه او يجرحه اويصيبه بإعاقة . ” واضافت : ” يجب نزع الاسلحة من الفصائل وتسليم أمن المخيمات للسلطات اللبنانية. ” ولاحظت ان اسرائيل اقلعت عن مهاجمة المخيمات الفلسطينية منذ سنوات طويلة وحيازة مسلحي الفصائل اسلحة ثقيلة لم يعد له من مبرر وهو يقتل اللاجىء بدلا من التصدي للعدو . ؟!

السابق
وكيلة الإرهابي الموقوف نعيم عباس تطالب بنقله للمستشفى لتلقي العلاج
التالي
سعد المجرّد خارج قضبان السجن الفرنسي… ولكن بشروط