خطاب عون: تأجيل المواجهة بين أطراف السلطة

في كلمته المتلفزة ليل أمس لم يقدم الرئيس ميشال عون حلاً للمأزق الذي تتخبط به الطبقة السياسية اللبنانية إثر النزاع حول حصة كل طرف منها في المجلس النيابي القادم.

النزاع على النظام الانتخابي لم يأخذ حيزاً من جهد المتنازعين إذا كان سيمثل اللبنانيين بشكل عادل بقدر ما يتنازع الفرقاء كما ستكون حصة كل منهم من تمثيل الطائفة التي ينتمي إليها. لكن مفارقة الأيام الأخيرة أظهرت أن حدة النزاع تصاعدت بين الحلفاء أنفسهم، بين التيار الوطني الحر وحزب الله.

التيار والقوات اللبنانية يسعيان للاستئثار بأكبر قدر ممكن من المقاعد المسيحية لذلك انصب همها على تفصيل النظام المختلط المقترح بدوائر محددة كي يؤمن نحو 55 نائباً مسيحياً، وقد كان صادقاً أحد مسؤولي القوات الذي أكد في حديث تلفزيوني أن النسبية الكاملة لا تناسب المسيحيين الذين لا يتجاوز عددهم 37% من عدد الناخبين وبالتالي لن يستطيعوا تأمين أكثر من 50 نائباً بأصوات مسيحية.

الفجوة اتسعت في زيارة وقد حزب الله برئاسة الشيخ نعيم قاسم إلى رئيس الجمهورية وبوجود رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في الزيارة أشار قاسم إلى الدور الحاسم الذي لعبه حزب الله في إيصال عون إلى سدة الرئاسة، وناقش مشروع باسيل بالإشارة إلى ان الفارق بين ما يمكن أن يحققه مشروع باسيل وما يمكن أن يحصل عليه الأطراف المسيحية وفق مشروع النسبية الكاملة لا يستحق هذا النزاع الكبير.
يقول أحد المصادر أن صمت الرئيس عون كسره حديث باسيل الحاسم، برفضه المطلق لنظام انتخابي يعتمد النسبية الكاملة.
حزب الله من جهته يصر على نظام انتخابي يعتمد النسبية الكاملة لأنه يؤمن له سيطرة على أصوات الشيعة ونجاح مؤيدين له في الطوائف الأخرى (سنّة، دروز وحتى مسيحيين) وهذا يعني هيمنة تشريعية كاملة في البرلمان اللبناني بعد الهيمنة الحاصلة في ميادين مختلفة من ميادين السلطة اللبنانية.
مرة أخرى يبرز النزاع بصفته مشروع هيمنة أحد أطراف السلطة على الأطراف الأخرى ومحاولة الآخرين الحصول على أكبر حصة من جبنة السلطة. إلا أن أحداً لا يفكر كيف يمكن العمل بنظام انتخابي وببنود متعلقة به من أجل تطوير البلد.
خطاب عون هو تأجيل للمواجهة بين أطراف السلطة، والناس غارقة في مشاكلها اليومية وتأمين حياتها الكريمة.

اقرأ أيضاً: فقاعة الإنتخابات

مفارقة أن يحصل ما حصل في 13 نيسان ذكرى حرب كان إصلاح النظام السياسي أحد مشاريعها، إلا أن الحرب التي بدأت من 42 عاماً ما زالت مستمرة بأشكال مختلفة والنظام السياسي الطائفي القائم على المحاصصة ما زال مستمراً، والوطن إلى انحدار وانهيار.

السابق
«عين الحلوة» تطالب بإعلان حالة «طوارئ إغاثية»
التالي
محكمة أميركية تقاضيّ سعوديين دعموا أحداث 11 ايلول