الصراع الإيراني-السعودي يمتدّ نحو دول عربية واسلامية

يتخذ الصراع الإيراني- السعودي اشكالا متعددة منذ تغيّر نظام الحكم في ايران عام 1979، منها على شكل صراع عرقيّ، ومنها مذهبيّ، ومنها عقيديّ. فهو يتطور ويتوسع جارفا معه دولا جديدة، كدول آسيا الوسطى وأذربيجان، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا في إفريقيا. اضافة الى دول الشرق العربي كاليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان.

تقع أذربيجان شمال إيران، ورغم أن ثلثيّ شعبها من المسلمين الشيعة، إلا أن المشاكل الحدودية مع ايران كبيرة جدا. لذا حاولت السعودية الاستفادة من هذا الخلاف. فلجأت طهران الى مساندة أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان. بحسب (رصيف22).

واضافة الى اذربيجان، هناك مجموعة دولآ الوسطى كـ”قرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزباكستان، وكازاخستان”، حيث ان علاقات إيران الاقتصادية مع كازاخستان وتركمانستان قوية جدا. وتحاول السعودية، أن تجد مساحة لها في هذه المنطقة الخام للدخول اليها، خاصة ان مواطنيّ هذه الدول هم من المسلمين السنّة.

اما أفغانستان، التي حدودها على الحدود الايرانية، تبلغ المساحة المشتركة 900 كيلومتر. رغم أن معظم الأفغان هم من المسلمين السنّة، مع نسبة محددة من الشيعة، الا انه لطهران دوراً كبيراً في الأحداث الجارية على الساحة الأفغانية. لكن مساندة السعودية لطالبان والقاعدة دفع  الى الاعتقاد ان للسعودية دورا في التهدئة المطلوبة بين المتمردين الاسلاميين والنظام الافغاني مما وطد العلاقات مع السعودية.

أما باكستان، فتميل وبقوة إلى السياسة السعودية. علما أن إيران تمد باكستان بالغاز مما يجعل منها شريكاً إستراتيجياً في التنمية والتحديث مستقبلا بحسب موسوعة ويكيبيديا الحرة، وتحبط الاجواء الايجابية بين باكستان والسعودية.

واخيرا، نيجيريا التي هي أهم موقع استراتيجي في الخلاف الإيراني- السعودي خارج منطقة الشرق الأوسط، حيث سعت ايران للبحث عن نفوذ لها في افريقيا من خلال نيجيريا. فظهرت قوتها في تشييع عدد كبير من ابنائها الذين يدينون بالمذهب السنّي بغالبيتهم العظمى.

اقرا ايضا: مصير الأسد على طاولة «سايكس بيكو» أميركي روسي

أما على ضفة المتوسط، هناك لبنان، حيث الصراع السعودي- الايراني يتخذ شكلا سياسيا من خلال الانقسام بين الثنائية الشيعية من جهة، والتيارات السنية وابرزها تيار المستقبل، اضافة الى التيارات الاسلامية المتشدة التي تناهض سياسة ايران في المنطقة من جهة اخرى.

ففي سوريا لم يكن الصراع السعودي ظاهرا بالحدة الموجودة حاليّا قبيل العام 2011،  الا ان انطلاق الثورة السورية فضح هذه الصلات العربية المتوترة، فكان ان دعمت السعودية الاسلاميين وخاصة السلفيين بمواجهة النظام السوري، ودافعت ايران عن العلويين والنظام.

اما في البحرين، الحديقة الخلفية للسعودية، والتي يحكمها ملك سنيّ رغم ان الاكثرية شيعية، أي على العكس من سوريا التي يحكمها حاكم علويّ بأكثرية سنيّة، فالتوترات مستمرة منذ اكثر من أربعة اعوام، والدعم الايراني يتجلّى واضحا للمعارضة البحرينية، مقابل الدعم السعودي والخليجي للنظام الملكي الذي يوّطن سنّة من خارج البحرين للغلبة العددية، كما نقل موقع اللؤلؤة  البحريني المعارض.

اقرأ ايضا:السعودية وايران واحتمالات الحرب: من الأقوى عسكريا؟

والعراق البلد الذي تتجلى فيه بشكل كبير الصراعات السنية- الشيعية، والسعودية- الايرانية خاصة ان الشيعة، وبعد تحررهم من النظام الديكتاتوري، افرجوا عن انتماءاتهم المذهبية وأحيوا العادات والتقاليد المذهبية، مما اثار دول المحيط السنّي، لاسيما وان القيادات العراقية الجديدة في مرحلة ما بعد العام 2003 كانت كلها  تتأثر سياسيّا بإيران نظرا للصلات الدينية المذهبية.

وختاما، اليمن البلد العربي الفقير، والذي يقع على شريط طويل من الحدود مع السعودية ايضا هو بلد جائع، ولكنه مشرذم. ولطالما كان ساحة للصراع المصري – السعودي خلال عهد جمال عبدالناصر. واليوم تقف ايران مع الحوثيين الزيديين ضد النظام الذي تدعمه السعودية. ولا تزال الصراعات مستمرة لدرجة ان السعودية قادت عاصفة الحزم ضد أفقر شعب بحيث ان الصاروخ الذي يطلقه التحالف العربي الاسلامي على ارض اليمن قد ينقذ قبيلة بأكملها.

فهل سيتمدد الصراع الى دول جديدة ام سنتحسر هذه الموجة المذهبية؟

السابق
21 امرأة يترشحن للرئاسة الإيرانية!
التالي
للمرة الأولى الامام موسى الصدر في السفارة السعودية في بيروت