صور من الموصل: جثث في الشوارع وأطفال يرتجفون من القصف

الموصل
وثق الصحافي مات فيدلر جوانا روك في صحيفة الغارديان البريطانية، تجربة المصور البرازيلي فيليب دانا في الموصل.

تحدث المصور البرازيلي الحائز على جوائز عالمية عديدة فيليب دانا عن تجربته خلال تغطية أحداث هجوم الموصل في الأسابيع الثلاثة الماضية.

اقرأ أيضاً: تركيا تحشر إيران في معركة الموصل

وتعد الموصل من ثاني أكبر المدن العراقية وكان مسلحو داعش قد اختاروا جامع النوري الكبير في المدينة لاعلان خلافتهم وذلك عندما استولوا على المدينة في العام 2014.

وينتشر تحالف من قوات الأمن العراقي وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي البشمركة في العراق في عملية استعادة الموصل التي بدأت في تشرين الثاني 2016. وحتى الآن، استطاع التحالف استعادة السيطرة على معظم شرق المدينة، ولكن المعركة لا تزال حامية في معاقل داعش غرب الموصل.
ووفقاً لما ذكره أطباء يعملون في الخطوط الأمامية، وصل عدد الضحايا إلى 750 ما بين قتيل وجريح في الشهر الأول من الهجوم العراقي لاستعادة غرب الموصل من داعش، ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع هذا العدد مع استمرار المعارك.
في هذا السياق سُئِل فيليب عن الحياة اليومية في الموصل فأجاب بأنّه “كل يوم مختلف عن الآخر ولا توجد ايام عاديّة في الموصل” وأضاف انه يركز على الجانب الانساني من القصة فهو يمضي أياماً كثيرة مع عائلات إمّا هربت من بيوتها أو تحاول العيش في وسط الحرب.

متابعاً “اختياري لمكان وزمان وزاوية التصوير يعتمد على اشتداد المعارك ومناطق الصراع فغالبًا ما تمنع قوات الأمن العراقية الصحافيين من عبور نقاط التفتيش، فنقضي ساعات في محاولة للوصول إلى مكان ما ونفشل في ذلك، فيتوجب علينا البحث عن خيارات وقصص أخرى”.
ليضيف “في الأيام الأكثر هدوءًا أحاول البحث عن قصص أخرى، عادةً عن السكان الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. فمنهم يقرر البقاء في بيوتهم آملين أنّها لن تدمر فوق رؤوسهم وآخرين يقررون الفرار”.
هذا وأشار فيليب دانا إلى أنّه يحاول فقط نقل الواقع، معلقاً “أعتقد أنّ معظم النّاس الذين يعيشون في المناطق الواقعة خارج الصراع لا يمكنهم فهم مدى صعوبة العيش بالنسبة للسكان هنا. هناك العديد من العائلات التي ليس لها أيّ علاقة بالنزاع وترغب فقط في البقاء على قيد الحياة. بالنسبة لي، من المهم جدا إظهار الواقع على الأرض، وكيف تكافح الأسر ولماذا يختار الكثيرون الفرار “.

وأردف موضحاً “لا استطيع التفكير في لحظة واحدة خالية من السوريالية، فهذه التجربة غيّرت نظرتي للعالم. في الكثير من الأحيان تجد نفسك وسط حي مهجور مدمر، وبعد قليل من الوقت يبدأ بعض النّاس بالظهور من الأبنية والبيوت المدمّرة يسألون عن الطعام والماء. أمّا في الأحياء المحرّرة فإنّك تجد المئات من السيّارات المحترقة والمتاريس والكثير من الجثث لمحاربي داعش في كل مكان”.

اقرأ أيضاً: في معركة تحرير الموصل، حمام الدماء أمر لا يمكن منعه

ليختم فيليب “في أحد الأيام جاء إلينا رجل مع ابنته التي تعرضت لصدمة جرّاء الاحداث الحاصلة. وقال والدها بأنها لا تستطيع النوم بسبب خوفها المستمر من أصوات القذائف والرصاص، فقد دمرت معظم المنازل في حيّهم بفعل الغارات الجويّة. جلست إلى جانبها، فلم تتفاعل لا معي ولا مع الكاميرا، بعد ذلك بدأت مروحية بإطلاق النار بالقرب منّا فأخذ جسم الطفلة يتفاعل برجفة صغيرة مع كل طلقة نار”.

لقراءة النص باللغة الإنكليزية اضغط هنا
السابق
ترشح أحمدي نجاد للرئاسة يضاعف الإنقسامات في إيران
التالي
تجمع لبنان المدني: السلطة وحدها من يتحمل مسؤولية الخيارات السيئة التي وصلنا اليها