حزب الله: لا يوجد رؤية واضحة حول مصير النظام السوري

مصدر غير رسمي في حزب الله يقول لموقع جنوبية ان "أميركا لن توسع عملياتها العسكرية على النظام في سوريا خوفاً من إنعكاسها السلبي على معاركها ضد داعش في العراق".

“أميركا ستدخل في مأزق أسوأ بأضعاف من الذي واجهته بعد حرب العراق”، هذا ما قاله قيادي في حزب الله لموقع “جنوبية” اثناء الحديث معه عن رؤية حزب الله للتطورات السياسية وكذلك العسكرية وأبرزها الضربة الأميركية على قاعدة “الشعيرات” في حمص، وعن حديث أميركا عن إقتراب نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

ينفي المصدر العسكري أن تكون الضربة الأميركية قد ادت إلى قتل عناصر من الحزب، لأن الأخير كان قد وضع ثقله العسكري في المناطق الحدودية السورية اللبنانية، وليس في حمص. ويؤكد أنه لا يمكن لأحد توقع تصرفات الإدارة الأميركية في تعاطيها مع الملف السوري، و”لكننا نبحث كل التحولات العسكرية المفاجئة، ومن ضمنها إستمرار تنفيذ اميركا ضربات عسكرية على سوريا.”

وبحسب القيادي الميداني فإن اميركا “لن تشن هجوماً عسكرياً على المراكز الإيرانية، بل ستكتفي في حال إستمرت في تنفيذ عملياتها العسكرية، على ضرب البنية العسكرية للنظام السوري، أي المطارات والقواعد وعدد من النقاط الإستراتيجية. وتساءل القيادي “هل تريد أميركا تكرار سيناريو العراق؟ عندما قامت بضرب الجيش العراقي، عمت الفوضى في العراق، وإنتشر تنظيم القاعدة وبقي العراق لسنوات طويلة خالٍ من القوى العسكري الحكومية، لذلك إذا قررت أميركا ضرب عدد من النقاط الإستراتيجية والبنية التحتية للجيش السوري، تحت شعار “تحذيره”، فإن ذلك سيغرقها في مأزق أسوأ بأضعاف من نتائج حرب العراق.”

إقرأ ايضاً: الحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل

ويضيف “سيكون هنالك نتائج وخيمة على علاقتها مع روسيا من جهة، ومن جهة اخرى على معركة الموصل ضد تنظيم داعش في العراق، لذلك فإن القيادة الأميركية ستفكر ملياً بنتائج تنفيذ أي هجوم عسكري عشوائي في سوريا”، ويضيف المصدر، “إن تداخل الصراعات يضعف فرضية إقدام اميركا على شن حرب شاملة على النظام السوري لثلاث أسباب.

السبب الأول، أن الإجهاز على النظام سيكون له تداعيات سلبية على مصير المعارك ضد داعش في العراق والتي يخوض أغلبها الحشد الشعبي المدعوم عسكرياً من إيران.

والسبب الثاني والذي يظهر على الرغم من إنعدام اي رؤية واضحة لمصير النظام السوري، فإن الحرب في سوريا تقترب أكثر من الخاتمة، بعد أن أصبحت خارطة النفوذ بين القوى العسكرية الدولية والإقليمية واضحة جداً.

اما السبب الثالث، فإن أميركا مهتمة بالمكاسب العسكرية التي ستحصدها من معركة الرقة والتي سيكون لها وزن إستراتيجي أهم بكثير من ضرب النظام السوري، لأن الرقة ستضاعف الوجود البري الاميركي في سوريا.”

إقرأ ايضاً: حزب الله فاز في حرب سوريا

إستطاع الحزب عبر المصالحات والإتفاقيات أن يصل إلى إتفاق الزبداني ومضايا، وتنص الإتفاقات على إخراج المسلحين وعوائلهم من المدن السورية الحدودية مع لبنان، ويقول المصدر “سنستثمر الإنجاز الذي نراه أهم من سقوط حلب الشرقية، وسيكون للهدوء العسكري فيهما أهمية إستراتيجية ستتكشف نتائجها في المستقبل”.

وعن تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بإستهداف مواقع حزب الله العسكرية، يؤكد المصدر “أن للحزب رؤية إستراتيجية خاصة جداً ركيزتها جنوب لبنان المجهز لأي معركة طارئة، ولا يمكن خلط الاوراق مع اي صراع عسكري يحصل حالياً على الأراضي السورية”.

وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة “ذا صَن” البريطانية عن سماع دوي إنفجارات ضخمة في دمشق فجر امس الاربعاء، يرجح أن تكون غارات إسرائيلية إستهدفت مواقع لحزب الله في مدينة فليطة في القلمون السوري، وكان موقع “المصدر” قد ذكر بأنه حصل على معلومات من الجيش السوري تنفى بأن تكون الغارات قد إستهدفته، لأن الجيش السوري ليس متواجداً في فليطة.”

كذلك ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “أكي” في تقرير لها صدر نهاية الأسبوع الماضي أن حزب الله تعرض لغارات إسرائيلية بالتزامن مع الضربة الأميركية على قاعدة “الشعيرات”، ومن المرجح أن إنذار الولايات المتحدة الاميركية له صباح اليوم (الخميس) بأن على حزب الله أن يغادر سوريا فوراً، يندرج ضمن توزيع المهمات العسكرية بين أميركا وإسرائيل في عملية تقليص دور نظام الأسد وحلفائه الايرانيين في سوريا.

 

السابق
تجمع لبنان المدني: السلطة وحدها من يتحمل مسؤولية الخيارات السيئة التي وصلنا اليها
التالي
القبض على سوري في عاليه اغتصب أطفال