الحرب الاهلية اللبنانية بدأت قبل 42 عاماً ولم تنتهِ بعد!

كتب عن الحرب اللبنانية من الحروف والكلمات أكثر مما امتدت لحظات الحرب الاليمة. بعد يومين ستعود الذكرى، وتعود معها الاقلام لتتناول الحرب من باب الحرب السورية المحيطة بنا واللاجئين هذه المرة.

في الذكرى الـ42 على انطلاقة الحرب الأهلية اللبنانية التي تصادف في 13 نيسان من كل عام لا تزال الاختلافات التي اشعلت الحرب قائمة. وقد وُصفت بأنها “حرب الآخرين على أرض لبنان”، وانتهت بوضع ركائز النظام السياسي اللبناني الحالي، وبتسويات إقليمية، بحسب (موقع الجزيرة) الالكتروني.

اقرأ أيضاً: حارث سليمان: «الطائف» رفع الغبن عن المسلمين

ولا يزال اللبنانيون، خاصة انصار وجماعات المجتمع المدني، يحتفلون بذكراها كل عام، لكن كل على طريقته. ولا زال الوجود الفلسطيني محل خلاف واختلاف خاصة في هذه الايام التي تشتعل المعارك فيها في مخيم عين الحلوة.وقد اضيف اليه اللجوء السوري، الذي وللمرة الاولى يجتمع اللبنانيون على خطورته، نظرا للاعباء الكبيرة المعيشية والامنية التي خلفها خاصة على اللبنانيين.

فمنذ اعلان انتهاء الحرب الاهلية في العام 1990 بالمصادقة على اتفاق الطائف، عقدت الندوات ومؤتمرات فضّ النزاعات، ونشر ثقافة الحب والسلام، ووفدت الى بيروت الجمعيات الأوروبية التي تُعنى بالفرد، والحرية، والديموقراطية، والمساواة، وحقوق الانسان، والتسامح، والى ما هنالك من مفاهيم طال الوقت حتى تعوّد اللبناني وتأقلم معها.

فبشاعة حرب لبنان التي امتدت بين عامي (1975 ـ 1990) صورت في افلام ونقلتها مسرحيات واعمال فنية بارزة. اضافة الى اعترافات لمشاركين في هذه الحرب التي اتخذت صبغة طائفية ومذهبية حادة.

فقد انطلقت هذه الحرب تحت عنوان مجزرة باص يقلّ محازبين عبر شارع في عين الرمانة الملاصقة لمنطقة الشياح، قام بارتكابها مسلحون تابعون لحزب الكتائب المسيحي، وادت لمقتل 27 شخصا مسلما من الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية.

وفي دراسة لـ”العربي الجديد” ان “حرب لبنان كانت عبارة عن حروب عدة في حرب واحدة. لم تكن حرباً إسلامية ـ مسيحية فحسب، بل كانت حروب المسلمين مع المسلمين والمسيحيين مع المسيحيين. كانت حرباً انغمس فيها الجاران الفلسطيني والسوري والعدو الإسرائيلي، وانضمّ إليهم مسلّحون من مختلف بقاع الأرض. كانت دموية أرض الـ 10452 كيلومتراً مربعاً”.

وانتهت هذه الحرب رسمياً في 30 نيسان 1991، بعد تكاتف النظام السوري والادارة الاميركية والدول العربية على الاطاحة بالعماد ميشال عون، بُعيد اقرار اتفاق الطائف الذي رفضه عون. حيث هوجم القصر الرئاسي وانتهت المعركة بفراره الى فرنسا.

وفي دراسة أعدها الصحفي بيار عقيقي، لمجلة “نهضة لبنان”، يقول “سقط في حرب لبنان، حوالى 48000 ضحية، وحوالي 100 ألف جريح من مختلف الجنسيات”.

لكن من جهة ثانية، ظهرت أرقام شبه رسمية، تؤكد ان عدد القتلى بلغ 150ألف قتيل، و300 ألف جريح ومعوق، و17 ألف مفقود. وقد اشتهرت الناشطة في مجال البحث عن المفقودين وداد حلواني من خلال قضية زوجها الذي خطف اثناء الحرب ولا يزال جراء متابعتها لملف المفقودين والمخفيين قسرا. وقد سعت “لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين” هذه طويلا لدى السلطات اللبنانية منذ اعلان وقف الحرب للوصول الى نتائج في هذا الملف، لكن دون جدوى بحيث ان معظم الاهالي قد رحلوا عن هذه الدنيا قبل الكشف عنخفايا هذا الملف الانساني الخطير.

وتقول الارقام التي اوردها بيار عقيقي في دراسته أن “الحرب سببّت بتهجير أكثر من مليون شخص، ونزوح نحو 600 ألف شخص أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان. وقدرت الخسائر بنحو 25 مليار دولا أميركي”.

ومن ميزات اللبنانيين انهم أرشفوا الحرب، وتحدثوا عنها، وتناولوها في ادبهم وسيرهم الذاتية ودراساتهم الصحفيّة سواء المحلية او العربية او العالمية، ولم يبق شخص الا وتذكر الحرب ولو ببيتي شعر.

اقرأ أيضاً: نشأة الطائفية السياسية ومنشأ المطالبة بإلغائها

وقد نشرت جريدة الاخبار اللبنانية سلسلة حلقات أعدها أسعد ابو خليل عن ذكريات الحرب من خلال كتاب يحمل عنوان «ميادين التدخّل: السياسة الخارجيّة الأميركيّة وانهيار لبنان، ١٩٦٧ ــ ١٩٧٦»، يعتمد على الأرشيف الأميركي من سجلات وزارة الخارجية ودوائر استخبارية. اضافة الى مساهمات كل من صحفيتي السفير والنهار في هذا المجال.
واللافت انه بعد مرور اكثر من اربعة عقود على انطلاق الحرب يتخوّف اللبنانيون من عودة هذه الحرب نظرا لاستمرار نقاط الخلاف الرئيسية وانقسام اللبنانيين حول هذه النقاط، واهمها: الوجود الفلسطيني، الطائفية السياسية، الخلاف حول تحديد من هو العدو، العلاقة مع النظام السوري…

السابق
حشد: تحذر من خطورة الوضع الميداني على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة
التالي
بعدما عزف «الكفيف» أغنيتها.. شيرين تعلق