البروفسور عجاقة: العقوبات على حزب الله تطال مسيحيين وتجدد لـ«رياض سلامة»!

عقوبات الاميركية
مشروع عقوبات جديدة يستهدف حزب الله وكيانات مقربة منه، فكيف ستتعامل المصارف مع هذه العقوبات، وما هي التداعيات؟

ضجّت وسائل الإعلام مؤخراً بمشروع عقوبات أمريكية جديدة سوف يفرض على حزب الله ويمتد إلى حركة أمل وكيانات قريبة منها، فيما أكّد وزير الدولة السابق مروان خير الدين للمؤسسة اللبنانية للإرسال أنّ هذه الورقة التي تمّ تداولها في بعض الوسائل الإعلامية لم تصل إلى مصرف لبنان بشكل رسمي ولكن يجب أن تتعاطى الدولة معها بجدية، كما يجب عليها أن تنسق في هذا الملف مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

اقرأ أيضاً: قواعد الصراع مع ايران واسباب المواجهة مع حزب الله

في هذا السياق أكّد الخبير الإقتصادي البروفيسور “جاسم عجاقة” لـ”جنوبية” أنّ “باعتقادي حركة أمل بالتحديد ليست مستهدفة المستهدف الأوّل بالعقوبات يبقى حزب الله وليست الحركة، ولكن هذا لا يمنع أنّه ثمة أسماء لمناصري حزب الله من الطائفة الشيعية ومن الطائفة المسيحية إذ سوف يتم توسيع مروحة العقوبات لتضم أسماء جديدة”.

وقال عجاقة: “ما من تداعيات اقتصادية على لبنان، حيث أنّ هدف هذه العقوبات التي توصف بالذكية أن لا تطال البلد وإنما الأشخاص المعنيين لتعطيل أعمالهم”.


وتابع عجاقة “على الصعيد المصرفي هناك خوف من وجود أسماء لبعض المصارف في هذه القائمة، وهذا يخلق بلبلة، ولكن نظراً لكون القطاع المصرفي تحت تأثير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فهو ملتزم التزاماً كاملاً بالطلبات الأمريكية أشك بوجود مصارف تقليدية على قائمة العقوبات أيّ المصارف التي تعنى بالـ(مفرق)، لذا أعتقد أنّ لدينا أسماء مستهدفة فيها “.
واستدرك عجاقة بالقول “لكن هذا لا يمنع من ورود أسماء لشركات مالية معينة ولكن ليس لها أيّ تأثير، إذ أنّ رياض سلامة بطريقته في إدارة القطاع المصرفي لديه ثلاثة حلقات، الحلقة الاولى مصارف التجزئة التي يحميها بشكل كبير والتي عليها قيود كبيرة وصارمة، الحلقة الثانية المؤسسات المالية التي تدور في فلك المصارف والشركات المالية، الحلقة الثالث شركات الوساطة المالية”.
ولفت عجاقة إلى أنّ “الأساس في الأصول الموجودة في المصارف لذلك هناك حماية شديدة لها والجميع يصرح ويطبق، أما فيما يخص الشركات “العادية” التي قد تطالها العقوبات، فالقوانين الجديدة التي سوف تصدر من الكونغرس الاميركي، سوف تفرض عليها عقوبات وبالتالي سوف تتوقف”.

وأوضح عجاقة أنّ “لمواجهة هذه القرارات هناك دور للطبقة السياسية بأن تتدارك التداعيات وتذهب للتباحث مع المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية كي لا يتم استهداف الدولة كدولة، وأعتقد أنّه ما من نيّة أمريكية لاستهدافها، والهدف الأساسي من العقوبات هو سياسي”.

ولفت عجاقة إلى أنّ “هناك دور أساسي لحاكم مصرف لبنان إذ هناك ثقة من الأمريكيين بشخصه وهذه الثقة تمنحه دور المفاوض الذي لديه مصداقية بالنسبة للأمريكيين، وأعتقد أنّ ذلك قد ضمن له التجديد، والذي انحسم ومسألته أيام وأسابيع، حيث أنّه أثبت سابقاً أنّه يملك القدرة على التخطي وقد وجد حلولاً داخلية بالنسبة للعقوبات التي طالت بعض وزراء الحزب ونوابه، ودائماً لديه حلول لكي يتفادى أيّ تصادم سياسي بين الدولة اللبنانية وبين الجهات الخارجية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتابع مشدداً أنّه “لا يمكن أن نقبل بأن يصنف الحزب بالإرهابي وأن نذهب لنفاوض، ولا يمكن أيضاً أن نعتبر أنّه ما من شيء وأن نذهب لنفاوض، علينا أن نفاوض على خلفية معرفة عميقة وتفصيلية للملف، إذ هناك دول تصنف مكون لبناني على أنّه إرهابي ويجب أن نفاوضهم لتأخذ العقوبات منحى ذكياً تطال به المعنيين وليس كل لبنان”.

وفيما يتعلق بالضغوطات السابقة على حاكم مصرف لبنان، أوضح أنّه “من الممكن أن تتكرر هذه الضغوطات وعدّة مرات وليس فقط من قبل فريق معين بل يمكن أن تكون من عدة أفرقاء، ولكن هذا لن يغير شيئاً من الواقع، إذ أنّ رياض سلامة قال بالصوت العالي أنّه خاضع للقوانين الدولية ولتطبيق هذه القوانين الدولية وبالتالي لن يخضع لأيّ ضغط مهما كانت الجهة، لأن الخضوع أو عدم تطبيق العقوبات الأمريكية التي سوف تتضمنها اللائحة يعني ذلك نهاية القطاع المصرفي وبالتالي نهاية لبنان، إذ أنّ لبنان اليوم لا يملك حتى ماكينة اقتصادية”.
متابعاً “في العقوبات على القطاع المصرفي استطاعت أميركا تحجيم دور روسيا التي هي دولة عظمى واستطاعت أيضاً فرض عقوبات على إيران، وبسبب هذه العقوبات على القطاع المصرفي نحن لا نستطيع اليوم حتى التعامل مع المصرف المركزي الإيراني”.
وأكّد عجاقة أنّ “خضوع رياض سلامة هو تطيير للقطاع المصرفي، ومنصبه له حساسية كبيرة.

اقرأ أيضاً: التمديد للمجلس قادم والعقوبات الاميركية ضد حزب الله ستشمل حركة أمل

وعن العقوبات على شخصيات مسيحية لفت إلى أنّ “النظر إلى المكون المسيحي لا يختلف عن النظر إلى المكون الشيعي بالنسبة للعقوبات الأمريكية، حيث أنّ كل شخص تعتبره السلطات الأمريكية داعم لحزب الله سوف يدخل ضمن هذه اللائحة سواء أكان مسيحياً أم سنياً أم شيعياً، وهناك توقعات بأن تضم هذه اللائحة عدداً من الأسماء المسيحية ولن يكون هناك أيّ اختلاف في التعاطي معها كما لن يستطيعوا أن يتخطوا هذه العقوبات”.

السابق
اللينو: كل ما يشاع عن وقف لاطلاق النار هو غير صحيح
التالي
التجاذبات السياسية أجلت الحكم القضائي في قضية الكوستا برافا