اساطير دينية ايرانية تغذّي حروبها الطائفية

ليس جديدا على السطات الإيرانية استغلال الحس الطائفي والحساسية الطائفية في خطابلتها لتحريض الشعب وتجييش العقائد للإستمرار في أجندتها التوسعية واحكام السيطرة عسكريا وعقائديا في الشرق الأوسط لتحقيق ما يسمّى بـ " لمد الإيراني ". عبر إختلاق روايات خرافية من شأنها منح القدسية والشرعية للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي من جهة ومحوره من ضمنه حزب الله من جهة ثانية.

يروّج  النظام الإيراني أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يمثل الإمام المهدي (الإمام الإثنى عشري) على الأرض في ظل غيابه، وهو بذلك أي الخامنئي يقود الأمــــة الإسلامية بالنيابة عن الإمام المنتظر حتى نهاية فترة غيابه، وبحسب روايتهم فإن المهدي يتخذ من سرداب الضريح الشيعي في مدينة سامراء العراقية وسرداب مسجد «جمكران» في قُم محلين لإقامته ولقاءاته مع كبار الحوزات الشيعية.
وجديد هذه الأساطير تصريح ممثل الولي الفقيه لإدارة شؤون مسجد «جمكران» في قم، والرئيس السابق لمنظمة الشهيد الإيراني، محمد حسن رحيميان، عن انه كان شاهداً على لقاءات سرية كانت تعقد بين خامنئي، والإمام المهدي، في مدينة قُم في سرداب مسجد «جمكران» على أن عدد اللقاءات كان 13 مرّة وذلك بحسب وكالة «رسا» للأنباء التابعة لحوزة قُم.
وليس هذا فقط إنما شدد رحيميان أن هذه اللقاءات كان لها دور كبير من أن يستقي خامنئي حكمته وافكراه وبصيرته من لقاءاته مع الإمام المنتظر.

إقرا ايضًا: ممثل الولي الفقيه: الخامنئي التقى بالمهدي 13 مرة
كما وكشف رحيميان أن هذه اللقاءات كانت كفيلة بإنتصار حزب الله في حرب تموز 2006 على إسرائيل حيث طلب خامنئي من المهدي حين التقاه في سرداب المسجد، أن ينصر الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله وهو ما حدث بالفعل بحسب قوله.

وهو ليس أول تصريح من هذا النوع، بل تشكل الخرافات الإيرانية ورواياتهم جوهر الحكم الإيراني الذي يستمد منها شرعيته وسلطتهـ وبالعودة لتصريح قديم للمرجع الديني المقرب من السلطة الإيرانية ، قال آية الله ناصر مكارم شيرازي في مؤتمر أقيم في مدينة قم أن تواصل الخامنئي الدائم والمتواصل مع الإمام المهدي سبب نجاحه.
ومسجد “جمكران” الذي يتحدث عنه المرجعان الإيرانيان رحيميان ومكاري، هو مسجد في مدينة قم بني على أساس رؤيا أحد الأشخاص، وأعطت إيران اهتمام كبير بالمسجد  لدرجة تقديسه مع الترويج أن المهدي هو من طلب بنائه ليكون مقرا للقاءاته حتى أصبح اليوم مقرا يقصده الملايين من عشاق الإمام المنتظر”.

 

وكما ورد آنفا يعطي النظام الإيراني المرشد صفة “نائب المهدي المنتظر” على الارض لذا فطاعة المرشد الاعلى “واجبة”، وهو ما بدوره موجود في الدستور الإیراني، أن “ولاية المرشد مطلقة”.

اقرا ايضًا: رجل دين إيراني: المهدي رفض الظهور بسبب انحراف الشيعة

وليس هذا فقط بل يربط الإيرانيون بين ظهور المهدي بالأحداث السورية، حيث   نشر موقع “فارهنك نيوز” الإيراني تقريرا تحت عنوان “هل سيظهر المهدي بعد مقتل 100 ألف سوري في دمشق؟!”.

حيث تم الحرص في هذا التقرير التحدث عن أهمية الحرب السورية بإعطائها طابع طائفي ديني بارتباطها بمستقبل الشيعة وظهور المهدي، بإعتبار تدمير جامع الأمويين في دمشق من علامات الظهور.

كما يعطي التقرير معارضو النظام السوري والثوار صفة أعداء المهدي اللذين يريدون الإنقلاب على بشار الأسد. ولإضفاء المزيد من الشرعية للحري وتبرير سفك الدماء في سوريا يرتكز هؤلاء على رواية أخرى يزعمون فيها أن الوقت الذي سيظهر فيه امام الزمان العام عندما يخرج الانقلابيون من ريف مدينة درعا في جنوب سوريا بقيادة السفياني ضد حاكم دمشق، وبعد الانقلاب سيدخل أصحاب الرايات الصفر (حزب الله) إلى سوريا ويغيرون معادلة الحرب وفي السنة نفسها ستشهد دمشق مقتل 100 ألف سوري وهو ما يمهد تمهيدا لظهور المهدي”.

ويضيف التقرير أن تدخل حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا مذكور في روايات الإمام علي، حيث قال في رواياته بأنه “ستدخل قوات عسكرية من لبنان تحمل رايات صفر مجهزة بقذائف ومدججة بالأسلحة إلى سوريا ينتظرون انقلاب السفياني.”

السابق
اجتماع طارئ للقيادة السياسية العليا للفصائل الوطنية والإسلامية
التالي
انفجار في مدينة ديار بكر التركية ووقوع ضحايا