التهديدات بنقل معارك عين الحلوة الى صيدا يؤرق المسؤولين

لم تكن اشتباكات مخيم عين الحلوة، الراهنة كسابقاتها، فهي ما زالت مستمرة منذ 48 ساعة بشكل متواصل . الحسم اتخذ بوجه مجموعة الإسلامي المتشدّد بلال بدر على الرغم من عدم تحقيق أي هدف حتى الآن.

هذه المرة كان القرار من قبل حركة “فتح” وسائر الفصائل الفلسطية الحسم في وجه المجموعات المتشددة  لتفكيك الحالة الشاذة التي تحاول خطف مخيم عين الحلوة واستخدامه كـ “صندوق بريد” ينفّذ “أجندات” خارجية.
فكسرت “فتح” المحرمات وبدأت في مواجهة اعطتها طابع الحسم والتي لا تزال مستمرة منذ حوالي الأربعة أيام بعدما تجاوزت مجموعة الإسلامي، المتشدّد بلال بدر الخطوط الحمراء بإعتدائها على “القوّة الفلسطينية المشتركة” وكان ردّ حركة “فتح” و”قوّات الأمن الوطني الفلسطيني” وعدد من الفصائل، باتخاذ خيار الحسم العسكري، بعدما رفض بدر تسليم مطلقي النار على “القوّة المشتركة”.

اقرأ ايضًا: قشمر لـ«جنوبية»: لا يوجد قرار من فتح بالقضاء على بلال بدر

ويشهد مخيم عين الحلوة هذا الصباح حالة من الهدوء بعد ليل متوتر تواصلت فيه الإشتباكات بتقطع على محور جبل الحليب – حي الطيري في الشارع الفوقاني حيث كانت تسمع بين الحين والاخر رشقات نارية من كافة الأسلحة الرشاشة والقذائف صاروخية ما اوقع المزيد من الخسائر في املاك المدنيين .

ونتيجة للوضع الامني اقفلت المدارس الرسمية والخاصة اليوم في مدينة صيدا وجوارها، حيث وصلت المعارك بتشظياتها  خارج حدود المخيّم، وشلّت الحياة في مدينة صيدا والطريق من وإلى الجنوب. وأسفرت حتى الان الى سقوط 8 قتلى. وقد استُخدمت في الاشتباكات العنيفة، مختلف أنواع الأسلحة الرشّاشة والمتوسّطة وقذائف الـ”آر.بي.جي.” وقذائف الهاون والقنابل اليدوية، فضلاً عن القنص.

وتعقد قيادات المخيم السياسية اجتماعا اليوم للخروج بموقف موحد مما يجري، فيما أكّد أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات ان هدف انهاء ظاهرة بلال بدر ما زال قائما”.

وفي هذا السياق، أكّد قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، لـ “جنوبية أن “الاشتباكات مستمرة في المخيم في ظلّ إجتماعات سياسية تجرى بين الفصائل الفلسطينية. أما عسكريا فالمعارك مستمرى إلى الآن ولا تراجع”.
وفيما يتعلّق بكلام بكلام بدر وتهديده بنقل المعارك إلى خارج المخيم قال المقدح انه “كلام فاض ولا حتى يوضع بسياق التهديد قائلا أن هدف بدر الوحيد التوراي عن الأنظار”.
وقد علمت “جنوبية” ان “عصبة الأنصار” و”جند الشام” انسحبا من اجتماع القيادات السياسية، قبل ان تدورأعنف المعارك  في المخيم منذ أربعة أيام وحيث يشن هجوما من كل المحاور على معاقل جماعة بدر وهناك غزارة في النيران واستخدام للمدفعية الثقيلة. في وقت أكدت مصادر فلسطينية أن القرار اتخذ بتعيين ساعة الصفر لبدء الهجوم وانهاء حالة بدر والقضاء عليه في حي الطيرة المحاصر من جميع الاتجاهات.

وفي هذا السياق، أكد مصدر متابع لملف عين الحلوة لـ “جنوبية:  أن هناك حدثين متباعدين أولا: إصرار جمال بدر ومجموعته على تعطيل الخطة الأمنية في مخيم عين الحلوة، مقابل إصرار الفصائل الفسلطينية على حسم وضع بلال بدر”. ويتابع المصدر “أما في تفاصيل المعركة يبدو أن السيطرة العسكرية للقوة الأمنية المشتركة لا تتعدّى السيطرة على مداخل حيّ الطيرة بمجمله لكن من دون الدخول في تفاصيل الأحياء والزواريب التي يتحصن فيها بدر ومجموعته”.

ولفت “إلى عدم قدرة حركة فتح والقوة المشتركة حسم المعركة بسرعة ما يعود ليطرح مجدداً إمكانية الوصول إلى حلّ مؤقت ما بين الحدين السياسيين المقترحين في ما سبق، خصوصا أن المجموعات الإسلامية المتشددة الأخرى تعمل بشكل فعلي إلى موقف بلال بدر بغض النظر عن التصريحات المعلنة”.

اقرا ايضًا: استثمار خبيث بدم عين الحلوة
إلى ذلك أشار المصدر إلى أنه “لعلّ أخطر ما حصل يوم أمس هي تصريحات التي أدلى بها  أمير تنظيم “فتح الاسلام” في مخيم عين الحلوة الارهابي أسامة الشهابي وبلال بدر نفسه والتي تحوي التهديد بنقل المعركة إلى مدينة صيدا من خلال إفتعال حوادث أمنية وعسكرية بشوارع صيدا في محاولة لإستفزاز الجيش اللبناني والسلطات المعنية”.
وخلص المصدر أن “هذا الوضع يجعل من قضية بدر مشكلة عصيّة على الحلّ في اللحظة الراهنة، ومن يريد حلّها يحتاج إلى عملية جراحية في المخيم قد تؤدي إلى تدميره وتهجير أهله. وبالتالي إفساح المجال ايضًا أمام تخريب مدينة صيدا وهو ما يؤرق المسؤولين ويثير مخاوفهم، وهو هدف يسعى إليه ليس بدر فحسب بل جهات أخرى تظهر أنها ضدّ بدر وما يمثله. وهوما يعيد النظر كذلك إلى إمكانية حسم المعركة”.

السابق
في الذكرى الرابعة لتأسيس ائتلاف الشباب اللبناني: كلمتنا كلمة حق!
التالي
روسيا وإيران تهددان ترامب: سنرد بالقوة إن تجاوزت السيادة السورية