ضربة ترامب لنظام الأسد.. خطوة على طريق الحسم

هل تخفي الضربة االأميركية المفاجئة على سوريا تغيير ترامب لسياسة واشنطن في سوريا؟

مضت عدّة شهور على تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زمام السلطة، لكن لا يزال المسار الذي سيتبعه في سياسته الخارجية يشوبه الغموض. فبين العلاقات الودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقابل موقفه العدائي تجاه إيران، جاءت الغارات الأميركية على القاعدة الجوية السورية قبل أيام بأمر منه كردٍ على القصف الكيماوي على “خان شيخوي” لتزيد الأمور غموض سيما أن هذه الغارات سبقها بأيام معدودة إعلان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “نيكي هيلي”، أن إسقاط  بشار الأسد من سدة الحكم لم يعد من أولويات بلادها.

إقرأ ايضًا: أسباب غياب «أس 400» الروسي عن التصدّي لـ«التوماهوك» الأميركي

لكن ما بات واضحاً أنّ ما تميّزت به حملة دونالد ترامب الانتخابية من اندفاع لا يزال مستمرا بعد وصوله إلى البيت الأبيض. حيث قام  بهذا الهجوم  عامدا إلى كسر الجمود والتقاليد الدبلوماسية، التي كانت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وبحسب مقالة “فيليب غوردن” المنسق السابق للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط  في مجلة “فورين أفيرز”  فالرسالة الأساسية التي يحرص  ترامب على ايصالها في سياسته الخارجية أن أميركا لن تسمح بأن تستغل من قبل الأصدقاء أو الأعداء الخارجيين بعد الآن. فالرئيس الأميركي مُصّرا، بعد عقود من “الخسارة” أمام البلاد الأخرى، أن يعيد مجد أميركا لتكون “أميركا أولاً” ويبدأ بالانتصار مرة أخرى.

وقد تساءل يوسي ميلمان؛ خبير الشؤون الأمنية في صحيفة “معاريف” العبرية عن تغيير ترامب سياسة واشنطن في سوريا..

فبالرغم من الضربة الأميركية المفاجئة على سوريا، والضجة التي أحدثتها عالميا لا يزال من المبكر التكلّم عن تغيير استراتيجي في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا.

ولكن من جهة ثانية يرى أنه بعد مدة قصيرة من تسلمه السلطة إستطاع ترامب من إعادة مكانة أميركا إلى الصدارة، إذ بين بشكل واضح أنه لا يخاف بوتين، الذي كما يشاع في يده  مادة محرجة لترامب (فضائح جنسية)،  لذا فهو يقول للرئيس الروسي أنا لا أخشاك لا أُبتزّ”.

ولا يستبعد المحلل الإسرائيلي أن تخرّب هذه الضربة العلاقات بين موسكو – واشنطن وهو ما سينعكس بالتالي سلبا على إمكانية توصل الطرفان إلى التسوية لتقسيم المنطقة فيا بينهما”.

وبحسب ميلمان “دلّت الضربة الأمريكي على القاعدة الجوية التي شن منها الهجوم الكيمائي بأمر من الأسد وعدم تهاون الإدارة الأميركية الجديدة مع هذا الفعل، كم كان  أوباما، هزيلا وضعيفا إذ لم يهاجم الأسد، فيما أن الأخير قد سبق واستخدم السلاح الكيميائي قبل 4 سنوات في مجزرة الغوطة متجاوزا بذلك الخطوط الحمراء، إلا أننا لم نرَ تصدّ وهجوم مباشر من قبله، فحتى لو أن أوباما عمل على نزع معظم السلاح الكيميائي من سوريا، إلا أنه في المقابل سمح لروسيا بأن تكون رأس الحربة في سوريا”.

كما إعتقد أن الضربة ستساهم بتلميع صورة ترامب لدى الأميركيين، إلا أنه من جهة ثانية رأى أن الهجوم “سيكون عابرا في حال لم يظهر ترامب سياسة واضحة تجاه سوريا والشرق الأوسط.  إذ لا يمكن الجزم حتى الآن بأن هذا الهجوم مؤشر إلى تغيير في سياسة ترامب في سوريا، وبالتالي إنهاء بشار الأسد ومعه الحرب السورية.
وفي هذا السياق، ورد في وكالة “رويترز” تقريرا يظهر تباينا في داخل الإدارة الأميركية الجديدة بشأن الإستراتيجية الجديدة التي ستتبع في سوريا وذلك بعد الهجوم الأميركي على القاعدة الجوية. وهو الأمر الذي وضع علامات استفهام كبيرة حيال مصير الأسد وإن كانت إزاحته عن السلطة من أهداف ترامب في الوقت الحالي.
فقد أكد مسؤولون في إدارة ترامب إنهم على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر وذلك بعد إستخدام الأسد السلاح الكيميائي، خصوصا مع  تغيير السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة “نيكي هيلي” وجهة خطابها  من التأكيد عن أن مصير الأسد ليس من أولويات أميركا الآن إلى إن الولايات المتحدة لديها “خيارات عديدة” في سوريا وإن الاستقرار غير ممكن مع وجود الأسد في الرئاسة.

اقرا ايضًا: تصورات التصعيد العسكري الأمريكي

ومقابل كلام وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أكد فيه أن الهجوم الأميركي كان فقط ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الأسد، وهو بالتالي لا يعني حدوث تغيير في الموقف الأميركي في سوريا، مشيرا إلى أن أولوية أميركا أولا القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وبعد ذلك ستكون الوجهة الأميركية المساعدة في التوصل إلى “عملية سياسية” يمكن أن تحقق السلام في سوريا وبعدهاسيكون الشعب السوري قادرا على تقرير مصير الأسد”.
وهنا على ما يبدو، فإن لا قرارا واضحا من قبل الإدارة الاميركية بشأن الإستراتيجية المتبعة في سوريا وإن كان يشتبه انه هناك قرارا بالحسم واسقاط الأسد.

السابق
مداهمة منزل صهر شادي المولوي بطرابلس
التالي
في بلاد الخبز والجبن