أسباب غياب «أس 400» الروسي عن التصدّي لـ«التوماهوك» الأميركي

أثارعدم تصدي منظومة الدفاع الجوي الروسي للقصف الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية التي نشرت فيها أصولاً عسكرية إستغراب لدى خبراء عسكريين روس وغربيين. فما سبب عدم تفعيل منظومة الـ " S400"؟ وهل سيكون لروسيا إجراءً عسكرياً إزاء ذلك؟

رسمت الضربات الأميركية على القاعدة الجوية السوري في مطار الشعيرات فجر أمس  بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب علامات استفهام كثيرة في الأجواء حول الحجم الحقيقي لهذه الضربة وأبعادها وأهدافها، كما الرسالة الأميركية في هذا التوقيت بالذات ولِمن؟ إضافة إلى إنعكاساتها على أرض المعركة وعلى موازين القوى.

 

إلا أن السؤال الأهم  أين كانت صواريخ الـS400 الروسية حينما أُطلِق 59 صاروخا أمريكيا من طراز توما هوك على مطار الشعيرات في سوريا؟  حيث إكتفت روسيا بالتعبيرعن غضبها كردّ فعل على الضربات الأميركية، فنددت بهذا العمل وأعلنت تعليق العمل بمذكرة اتفاق السلامة الجوية مع اميركا.

إقرأ ايضًا: صفعة أميركية لم يتوقعها بوتين في الشعيرات
كما تعهدت بتعزيز الدفاعات السورية المضادة للطائرات، في وقت لم تصدّ روسيا عبر منظومات دفاعها الجوي المنشورة في حميميم وطرطوس قبل ستة أشهر  هذا الهجوم،  وهو ما يطرح الكثير من علامات الإستفهام..
وهي الثغرة التي شغلت بال مؤيدي الأسد وكذلك الخبراء، وقد تنّبهت صحيفة “إيزفيستيا الروسية” لهذه الإشكالية نفسها وطرحتها على خبراء عسكريين روس، اللذين برروا عدم تحرّك منظومات الدفاع، تجنبا لاحتمال وقوع صراع نووي بين موسكو وواشنطن.

وقاد أشار  العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية بروسيا سيرغي سوداكوف أنه لو أسقط العسكريين الروس الصواريخ الأميركية لكان إندلع “نزاعا نوويا”، بين دولتين نوويتين على أراضي دولة ثالثة”. لافتا إلى أن “نأي روسيا عن نفسها كان قرار سياسي”.

وبحسب خبير عسكري آخر، وفق الصحيفة، أن مهمة المنظومة الصاروخية الدفاعية حماية القواعد والمصالح الروسية فقط في سوريا، وليس الدفاع عن الأراضي والأهداف العسكرية السورية.

أما موقع “إذاعة أوروبا الحرة”، فرأى أنه في الوقت الذي تفاخر فيه روسيا بنشر نظام “إس 300” للدفاع الجوي وبطاريات “إس 400إلا أنها لم تحرّك ساكنا للتصدي لصواريخ “التوماهوك” الأمريكية، وهو ما جعل العديد من العسكريين المتقاعدين الروس للتساؤل عن مدى فعالية أنظمة الدفاع الجوي فى سوريا.

وبحسب التقرير، فإن عددا من العسكريين الروس والغربيين أشاروا إلى أن مطار الشعيرات يقع في نقطة بعيدة عن نطاق أنظمة الدفاع الجوية، عدا عن أن صواريخ توماهوك تمتاز بسرعة عالية تتجاوز سرعة الصوت. لذا وبحسب بافل فليجنيجر، محلل عسكري مختص بالشأن الروسي، البطاريات التى نشرتها روسيا غير قادرة على التصدي لها لبعدها عن أهداف القصف الأمريكي. أما تفاخر روسيا بأنظمة دفاعها الجوي ههو بهدف زيادة مبيعات السلاح التى استعرضتها موسكو فى سوريا.

 

ويشير التقرير أن صواريخ الـS400 الروسية موجودة  بمطار اللاذقية وفى ميناء طرطوس، أما القاعدة الجوية الشعيرات تقع على بعد 75 كلم من طرطوس و120 كلم من مطار اللاذقية، إلا أن  نظام الدفاع الجوي الروسي يعمل فى محيط 40 كلم فقط.

 

أما، المحلل العسكري، أليكساندر جولتس، يرى أن تبليغ أميركا روسيا مسبقا عن الضربات الجوية التي استهدفت قاعد الشعيرات حال دون إستخدام المنظومة الروسية للتصدي للصواريخ الأميركية بموجب اتفاق سلامة المجال الجوي.

اقرأ ايضًا: مطار الشعيرات: إلغاء الوكالة الأميركية لروسيا..خاتمة الأسد

من جهة ثانية ووفقا لتحليل، مراسل الدفاع والشؤون الدبلوماسية في بي بي سي جوناثون ماركوس، أنه بداية سوريا لم تستطع صدّ الهجوم الأميركي بسبب ضعف نظام دفاعها الجوي الذي كان فعالا للغاية يعتمد على رادارات وصواريخ من الحقبة السوفيتية السابقة، لكنه ضعف بشكل كبير بسبب الحرب الأهلية إذ خسرت السلطات السورية أراض لصالح المعارضة المسلحة. وهو ما يترجم بالتالي ضرب إسرائيل لعدة أهداف ومواقع لحزب الله في سوريا.

أما روسيا فتمتلك في سوريا أحدث الأنظمة الصاروخية أرض جو، ورادارات بعيدة المدى، إلا أنها  لم تردع الضربات الإسرائيلية السابقة والأميركية أمس لأسباب مجهولة.

إلا أن ماركوس أشار إلى أن بسبب وجود روسيا في سوريا لا تستطيع واشنطن شن هجمات جوية بطائرات أمريكية مأهولة، لذا فالمؤكّد ان أميركا ستكتفي باستخدام صواريخ توماهوك.

وكانت روسيا نشرت في 26 تشرين الثاني في قاعدة حميم بريف اللاذقية غرب سوريا منظومة الصواريخ المتطورة “إس-400” للدفاع الجوي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومة  “إس-400” للدفاع الجوي دخلت حيّز التنفيذ.

السابق
عودة الإشتباكات في تلة مار إلياس في عين الحلوة
التالي
إيفانكا: إذا كان التواطؤ لأجل الخير فأنا متواطئة