«فيديو» فتنويّ: الشيعي الفاسق يدخل الجنة والسنيّ المؤمن لا يشتّم رائحتها

مازال رجال الدين يثيرون الضجة بفيديوهاتهم والتي تبث وتنتشر كالنار في الهشيم غير آبهين بالفتنة التي تنتج عنها. فماذا قال العلامة باقر الأيراوني؟

في فيديو، غير معروف تاريخ التسجيل، لكنه وكما أكد البعض انه مصوّر في قم خلال مجلس عاشورائي يضم عددا كبيرا من المستمعين، وهنا خطورة الامر. حيث نسمع الشيخ العراقي محمد باقر الأيراوني، وهو يلقيّ محاضرة له من على أحد المنابر، فيقول عندما يوجّه له أحد الحضور سؤالا محددا “ما رأيكم فيما يقال ان الشيعي الفاسق الظالم هو أفضل من السنيّ العادل ذي الاخلاق، وان مصير الأول الى الجنة والثاني الى النار؟”.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة في مواجهة تعصّب دعاة شيعة !

https://www.youtube.com/watch?v=GDNb78baxqo&feature=youtu.be

يرّد الشيخ الأيراوني بالقول “إيه بلي.. هذا ماب شي، صحيح ان الاول اي الشيعي الفاسق نعم هو ما عنده شي من ناحية، لكن عنده شي حلو من جهة ثانية، وهي حبّه لأهل البيت، الولاية أكو عنده، أكو عنده شي، تنجيه يوم القيامة، ويساعده، وصحيح يحصّلو كم عصاية من هون وهون على تقصيره بالصلاة، لكن مصيره الجنة. بس الثاني ما عنده شي لا صلاة مقبولة، وخليه يصوم كل الدهر، خليه يصلي،.. فلو ان رجلا، في رواية للامام الباقر بنيّ الاسلام على خمس: الصلاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نُودي بالوَلاية، فلو ان رجلالالالا صام نهارهههههه وقام ليلههههه طيلة الدهر.. لم يُقبل منه شيء كله هباء منثورا، طبيعي حينئذ ان الشيعي الفاسق أفضل منه عنده شيء مقبول، هو ما عنده شي…هيشششش هيشششش”.

مع الاشارة الى الشيخ محمد باقر الأيرواني عالم عراقي، وأستاذ من أساتذة حوزتي النجف وقم، يدّرس في الحوزة، وله مؤلفات في مجال الدراسة الدينية في الحوزات العلمية، منها «دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي». ويُعد من الدعاة المجددين في المذهب الشيعي، من هنا يبدو موقفه مستغربا، والذي يتناقض مع توّجهه المعروف عنه.

وفي ردة فعل الجمهور على ما نُشر يقول MUSA FARHOUD: “ما يثير الاستغراب أنّ المتحدّث هو واحد من أبرز أساتذة الحوزات العلمية في الفقه والأصول، ويعتبر من المجددين في المناهج الدراسية، وهو كذلك، ولكن الذي في المقطع غيره، انها لحظات الانفصام الشخصي فتنّبه.!

إقرأ أيضا: السلفية الشيعية الجهاديّة تظهر من جديد‎

في حين يقول رحيم منصور “والله العلي العظيم لم يشوه مذهب امير المومنين الا العجم لقد جاءونا بتخريفات واوهم ما انزل الله بها من سلطان شوهت الصورة الانسانية لسيره الامام واهل البيت واظهرتهم مجرد اناس طائفيين يسوغون لاتباعهم كل الاخطاء كيف يكون ما يقوله هذا الرجل صحيحا وهناك حديث للامام على بن الحسين يقول(ليس من العصبية ان يحب المرء قومه، ولكن العصبية ان يرى شرار قومه خير من خيار غيرهم).. تعسا للتشيع الصفوي الخرافي الطائفي اللانساني”.

في فيديو ثاني مماثل يفضح هذا النهج للشيخ ياسر الحبيب، حول مجمع بحار الانوار للعلامة المجلسيّ يشرح فيه ان موسوعة البحار سبّبت بمقتل الكثير من الشيعة في مختلف الدول الاسلامية، رغم ان العلامة المجلسي عارف وعالم ان هذا يؤذي، كونه سمىّ بالاسم كل من أبي بكر وعمر، فكان ان دفع الشيعة في افغانستان الثمن الكبير، بحسب احد علمائها محسن آصفي.

ويلوم ياسر الحبيب آصفي على توجيهه اللوم للعلامة المجلسيّ الذي هو برأيه “إمام زمانه”.  وبرأي الحبيب ان الضحايا الشيعة نتيجة العنف المذهبي في افغانستان، سيشكرون العلامة المجلسيّ ويقبّلون يديه في الجنة لانهم ماتوا شهداءا رغم انهم ملأى بالذنوب!!!”.

إقرأ أيضا: مشاهدات ايرانية(1): إيران.. التي تخدّر الشيعة في لبنان!

https://www.youtube.com/watch?v=LsedjVBegD8&feature=youtu.be

ويعلق MUSA FARHOUD على صفحته  حول هذا الكلام فيسأل “بِرَقبَةِ مَن دماؤنا المهدورة؟! ومن المسؤول عن هتك حرمتها عبر الزمن؟! ولماذا نحن مشاريع للموت المجّاني دائماً وأبداً؟ وهل يُعقل أن تبقى آلة الموت تجزّ منّا الوريد تلو الوريد، وتغتال منّا الحي، أفراداً وجماعات، مسلّمين للذبح رقابنا، ومقدّمين للموت كل أعمارنا، لكي نبقى ندفع فاتورة حساب(فقيه عصره ومرجع زمانه) قبل 4 قرون؟ وهل أصبح صاحبه معصوماً من المعصومين حتى نضطر إلى التعبّد برأيه، والتصنّم على أعتاب فكره وقناعاته؟! هكذا ببساطة يُراد لك أن تتنازل عن حياتك وعرضك ومالك من أجل رأيٍ أقلّ ما قد يقال فيه أنه خارجٌ عن سياقات العقل العملي والحكمة والرُشد. مخطئٌ من يعتقد أن نموذج ياسر الحبيب هو صنيعة المخابرات الدولية دائماً، فلدينا ألف ياسر وياسر على إمتداد الزمن، لا زلنا ندفع ضرائب مواقفهم وتوجهاتهم وأفكارهم. هل من عاقلٍ يحتاط في دماء الناس؟ ويوقف مسلسل الموت الطائفي الملعون؟ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.

إقرأ ايضا: عقائد الإمامية بين الأصيل والدخيل

وفي اتصال مع الباحث الاسلامي محمد حسين ترحيني، تعليقا على هذه الفيديوهات التي لا تتوقف عن التتابع، والتي تحفر في بئر الفتنة الشيعية – السنية، بحيث لا يمكننا بعدها السؤال من أين أتت الفتنة؟. قال “لا أعرف متى قال الشيخ الأيراوني هذا القول، ولكني نشرته على صفحتي حيث ألتقطته أنا ومجموعة من الشباب. وأنا اجمع هذه الفيديوهات باسم سلسلة (نهضة الامة)، اضافة الى مشروع (حكّم عقلك)، عبر الفايسبوك. ويتابع ترحيني بالقول “حسبما اعرف ان الشيخ الأيرواني من المُجددين، والمستغرب ان يقع الشيخ الإيرواني في هذه الهفوة، وهذا مرّده الى ان العلماء لا يتخلّون عن الموروث الديني الشيعي مهما حدث”.

والغلطة هنا بألف كما يقال. ويرى ترحيني انه “هناك عقيدة عند العلماء الشيعة، وهي انهم يعمدون الى نشر هذه الاحاديث والروايات ويتركون القرآن ويخالفون قوله”. ويتابع ترحيني “ليس العلماء السنّة بأبرياء من إثارة الفتنة المذهبية أيضا، حيث تنتشر بعض الفيديوهات التي تثير الضغائن من جهة أخرى، ولكني أفضّل عدم نشرها على صفحتي”.

وردا على سؤال، يؤكد ترحيني ان “السنّة اجروا تحقيقا حول كتبهم التراثيّة، كصحيح البخاري وصحيح مسلم، وغيرها من الكتب، وان كانت لا تزال تتضمن بعض الاشياء، ولكن علماء الشيعة، وللاسف ومنذ 1400 سنة لم يعمدوا الى التحقيق بكتبهم التراثيّة”.

ومن المتعارف عليه، انه في كتاب “بحار الأنوار” للعلامة المجلسي تشهد على مقولات الشيعة في لعنهم للمسلمين السنّة، مما دفع بعدد كبير من العلماء الشيعة، وعلى رأسهم الامام الخميني، والسيد محمد حسين فضل الله الى منع اعادة طباعة ونشر بعض الاجزاء المحظورة من هذا الكتاب التراثي الضخم والتي تبلغ ثلاثة.

إقرأ ايضا: السلفي «الشيعيّ والسنيّ» لا يرى في المؤمن إلا كائنا جنسيّا عنيفا

كما لا ننسى مواقف كل من السيد محمد باقر الصدر، والشهيد مرتضى مطهري، والعلامة الطباطبائي، والمجتهد الاكبر السيد محسن الأمين، والعلامة محمد جواد مغنية، والشيخ احمد الوائلي، في اطار منع الفتنة. ولكن يبدو ان قطار الفتنة لا يرغب بالتوقف على أية محطة.

 

السابق
هل يختلف ترامب عن أوباما
التالي
مواطن في البابلية يطلق النار على والده المقعد.. وشقيقه ينتحر