لماذا تحول نظام الأسد الى هدف اميركي بعد مجزرة خان شيخون؟

سوريا
أكثر من 59 صاروخ توماهوك استهدف فجر الجمعة، مطار الشعيرات في حمص وذلك رداً من الإدارة الأمريكية الجديدة على جرائم النظام السوري.

أثبتت الإدارة الأمريكية الجديدة قطعاً أنّها ليست كما إدارة أوباما التي تعاملت بسياسة النأي بالنفس عن مجازر الأسد الكيماوية وغير الكيماوية، فترامب لم ينتظر قرار مجلس الأمن ولم يأبه بالفيتو الروسي، ليطلق “منفرداً” صواريخ التوماهوك، على مطار الشعيرات مستهدفاً المدارج والطائرات ونقاط التزود بالوقود.

اقرأ أيضاً: «التدخّل المنفرد» الأميركي ضدّ الاسد: تهديد أم تهويل؟

الموقف الأمريكي أثبت أنّ الدولة الأقوى هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأنّها لا تحتاج لتفويض للتدخل العسكري و وقف جرائم الأسد.

فماذا بعد هذه الغارات؟ وهل هي موجهة فقط ضد النظام السوري؟ وما الانعكاسات المتوقعة؟

في هذا السياق أكدّ “الكاتب والمحلل السياسي كمال ريشا لـ”جنوبية” أنّ “ما قبل هذه الضربات ليس كما بعدها، إذ عودتنا الإدارة الأمريكية السابقة على تهديدات بدون تنفيذ، بينما الإدارة الحالية أطلقت سلسلة تهديدات ونفذتها لأول مرة ليل أمس”.

مضيفاً “ما حصل يشبه إلى حد كبير ما حصل مع صدام حسين حينما قالت له أبريل غلاسبي أنّ هذا شأن عربي نحن لا نتعاطى فيه، قد قالوها للأسد ولكن فهمها الرئيس السوري بطريقة خاطئة فارتكب هذه مجزرة خان شيخون بهدف جس نبض المجتمع الدولي عامة والأمريكي تحديداً، إلا أنّه في هذه المرة قد جاءه الرد الفعلي”.

وأوضح ريشا أنّ “الضربة موجهة ضد النظام السوري لكونها منسقة مع الروس، إذ أبلغتهم الإدارة الأمريكية بالضربة لذلك انسحب الروس من المطار قبل تنفيذها فيما ظلّ في الموقع عناصر تابعة للنظام السوري”.

مضيفاً فيما يتعلق بالتداعيات “أبرز التداعيات هو أنّ الجميع أصبح يعلم أنّ ترامب يقول ويفعل على الأقل ليل أمس فعل، حالياً هناك معطى جديد وهو القصف ولم يستطع أيّ طرف الرد عليه لا الروسي استطاع إيقافه ولا اس 300 كما أنّهم لا يملكون منظومة الباتريوت لردع الصواريخ، هذا سوف يؤدي إلى جملة نتائج فالنظام السوري لن يكرر خطوة خان شيخون، أما الإيراني فقد أصبح أمام حسابات جديدة، إذ أنّ البهورة الإيرانية حول إنهاء اسرائيل وتحرير القدس ب 7 دقائق ونصف لم يعد لها مكان، ويوم أمس قد منحوهم الأمريكان الحجة ليذهبوا إذاً وليقصفوا وليحرروا”.

وأردف ريشا “بالنسبة للروسي فإنّه سوف يجلس مع الأمريكي ويتقاسم معه الشأن السوري، لم يعد بإمكانه أن يستفرد، فالأمريكان قد قصفوا وأخبروا الروس بنيتهم لتجنب استهدافهم”.

وتابع مؤكداً أنّ “العالم اليوم جديد لن يكون هناك خان شيخون بعد اليوم، قد تؤسس هذه الضربة لإسقاط النظام السوري الحالي، قد لا تتكرر، ولكن الطابة قد رماها يوم أمس ترامب عند بشار الأسد والإيراني والروسي، وبالتالي كل متورط بالشأن السوري سوف يعيد حساباته فالأمريكي تدخل وقصف، وأنصف جانباً من الشعب السوري وتحوّلت أمريكا لنصيرة المظلومين والأطفال الذين يقتلون بغاز السارين
وقد يقابل الموقف الأمريكي مناشدات من الشعب السوري وكما يبدو حالياً فالأمريكان لا ينتظرون لا مجلس أمن ولا أمم متحدة، فما قاموا به لم يسألوا به أحد كما قد سبقهم كل من الروسي والإيراني وحزب الله، ولكن الفرق أنّ أمريكا ترفع الظلم عن شعب يقتل بالغاز”.

من جهته مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أوضح في حديث لـ”جنوبية” أنّ “الضربة العسكرية تدل على تطور الموقف الأمريكي من سلبية أوباما تجاه الأزمات إلى قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تتدخل بالأزمات لتعالجها، فالكيماوي الذي استعمله النظاك السوري منذ 3 سنوات ونصف لم يلقَ ردة فعل من أوباما، بينما موقف ترامب اليوم اختلف إذ اعتبرها جريمة ضد الإنسانية ولا بد من ردّة فعل، وقد حاول الرئيس الأمريكي أن يصدّر قراراً في مجلس الأمن إلا أنّه اصطدم بالفيتو الروسي مما جعله يأخذ القرار على عاتقه”.
مضيفاً “إنسانياً لا يمكن ترك ديكتاتور يقتل شعبه بأسلحة محظورة والعالم يتفرج، لذا هذه الضربات تعتبر تطور في التصدي لهذه الأزمات لاسيما وانّها جرائم حرب”.

اقرأ أيضاً: الأسد سيستمر بحربه على المعارضة وأميركا تلوح بضربه

وأشار قاطيشا فيما يتعلق بتعارض الموقف الروسي والأمريكي إلى أنّ “الصدام السياسي موجود في مجلس الأمن في الإعلام وفي السياسة، ولكن أنا استبعد الصدام العسمري لكون الأمريكان وجهوا الضربات بصواريخ، وحتى لو استعملوا الطائرات لا أعتقد أنّهم سوف يصلون لصدام مع الإدارة الروسية، ربما هي عملية جراحية ضد الكيماوي وتحذير للأسد أنّ جرائم من هذا النوع لا يمكن السكوت عنها والضغط عليه للذهاب إلى حل للمسألة السورية ليس من فكر المنتصر فهو ليس بمنتصر ولكن من منطلق حل الأزمات”.

خاتماً “الموقف الأمريكي قد يؤدي إلى تسريع الحل السياسي، إذ أنّ الأمريكان كما يبدو لديهم تصميم على التصدي لجرائم بشار الأسد”.

السابق
حاصباني: وزارة الصحة ستغطي كلفة الاستشفاء النفسي
التالي
جولي تطلقت من براد بيت لأنّها تعشق أخيها!