إتحاد الشباب الديمقراطي.. نبض الجامعة اللبنانية

بعد اجتياح الاحزاب الطائفية وهيمنتها على مجالس طلاب الجامعة اللبنانية، التي غيّبت المطالب التربوية والحياة الثقافية لصالح الرضوخ لنظام المحاصصة والاستقواء به، لم يجد هؤلاء الطلاب في مجمع الحدث التربوي بعد ان وصلت الحال المزرية فيه حدّ تهديد العام الدراسي بالإلغاء، الا ان يهبوا بقيادة اتحاد الشباب الديموقراطي اليساري، هذا الاتحاد العريق الذي انبثق عن الحزب الشيوعي اللبناني منذ عام 1970 ليكون خير معبر عن مطالب هؤلاء الطلاب ومعاناتهم.

نجحت إعتصامات طلاب الجامعة اللبنانية  التي قادها “اتحاد الشباب الديموقراطي” اليساري، بإعادة الكهرباء والمياه إلى أقسام مجمع الحدث الجامعي بعد تضافر إرادات الطلاب لتنفيذ إعتصامات، حملت دلالات تشير إلى ان روحا جديدة في الجامعة حلّت، رغم الضغوطات المعنوية من زمرة قوى الامر الواقع التي انبثقت من المحاصصة السياسية على مجالس الطلاب التي اورثت المحسوبيات والمذهبية.

الحاجة إلى إخراج الجامعة من مستنقعات الفساد ظهرت واضحة في الشعارات التي حملها الطلاب الذين نفذوا إعتصاماً ضخماً أدت إلى تسوية أزمة الكهرباء والمياه والصيانة في المجمع عبر مجلس الإنماء والإعماء.

وخلال الإعتصامات التي جرت نهار الأثنين الماضي، برز إسم إتحاد الشباب الديمقراطي ككيان يواكب الحاجات المطلبية في الجامعة، وفي جولة على مواقع التواصل الإجتماعي تبدو صفحات الإتحاد فاعلة بين طلاب الجامعة اللبنانية نتيجة مواكبته للاحداث.

يقول مسؤول الطلاب في إتحاد الشباب الديمقراطي بشار بحسون في حديثه لموقع “جنوبية” أن الحركة المطلبية التي تعج أوساط الطلاب لن تتوقف، وما يطمحون إليه في الوقت الراهن هو إنقاذ الجامعة وإعادتها إلى السكة الصحيحة، وإجراء إنتخابات الطلابية وفق القانون النسبي.

إقرأ أيضاً: الجامعة اللبنانية تخضع لـ«حزب الله»: المجالس الحسينية مباحة و «فيروز» ممنوعة

وعن الإنتخابات الطلابية التي تأجلت عدة مرات بذرائع متعددة تتضمن خلفيات سياسية، ويقول بحسون أن من بين تلك الذرائع تخوف بعض الجهات من المنافسة نتيجة معرفتها المسبقة عن إمكانية خسارة مكانتها في الجامعة. ويتحدث بحسون عن الإنجازات التي تحققت ببث روح مختلفة كلياً إلى السلوك الجامعي المنهك من هيمنة السلوك الحزبي التقليدي.

إقرأ أيضاً: العام الدراسي معلّق وطلاب الجامعة اللبنانية يدفعون ثمن سمسرات «التلزيمات»

لذلك يرى بحسون أن اتحاد الشباب الديمقراطي والاندية والمستقلون سيضغطون من أجل تحديد موعد للإنتخابات الطلابية. ويعلق بحسون أماله على الطلاب الذين اثبتوا قدرتهم على الضغط لتسوية ازمة المياه والكهرباء والإنترنت وهو ما يؤكد ان الإعتراض ورفع الصوت يدفعان المسؤولين للشعور بمسؤولياتهم.

وقد حقق طلاب “اللبنانية” تقدماً ملحوظاً على صعيد إنشاء أندية طلابية، وتعد تجربتهم رائدة، لذلك فإن هوية الجامعة اللبنانية التي إعتاد الرأي العام اللبناني عليها في السنوات القريبة الماضية ستتبدل إلى الأفضل.

ويشرح بحسون دور الأندية في الجامعة في تركيب وبلورة هوية الطالب ودمجه مع الحاضر وتطوير رؤيته نحو مستقبله ومستقبل مجتمعه، ومن بين تلك النوادي الناشطة في مجمع الحدث “نادي سما” ونادي نبض الشباب” اللذان خلقا ثورة ثقافية من خلال الندوات والحفلات التي يطلقها.

 

السابق
عناصر مديرية أمن الدولة في بعلبك تقفل معملاً للالبان والأجبان في دورس
التالي
هوية الطيّار الذي استهدف خان شيخون بغاز السارين