نمير ونذير عنوانا الإجرام في السجون الأسدية

على ضفتي النهر توجد نفس التربة وإن اختلف لونها، وتتربع العدالة على أريكة الظلم عندما يتبناها ضعيفو الإيمان وحقراء البشرية، فيغدو الظلم أرحم من عدالتهم.

صورتان لشخصيتين تبينان مدى إعوجاج العدالة في منطق البعض، ويبقى المجرم حر طليق، وتعلم من خلال ذلك أنك في سورية.
الأول؛ هو أبو أكرم (نذير حموده) صفحة في الإجرام والتسلط على الناس، يخجل الشيطان من أفعاله ،كان محققا في فرع المخابرات الجوية في مدينة حلب، ينحدر من قرية جبالا في جبل الزاوية التابعة لإدلب.
يروي لنا أحد المعتقلين شيئا من سيرته، فيقول “كان تحت مستلم المفرزة هو وشخص آخر من حماة، وقد أقدما على تعذيب شيوخ وشباب وسب الله والدين”.
مضيفاً “قام بتبصيمنا على أوراق غصباً عنا، دون أن نعترف بشيء، ثم حولني إلى صيدنايا، حيث قلعت أظافيري كلها، وقد أريت أظافيري للقاضي وكان اسمه محمد كنجو فقال: والله المعاملة بحلب سيئة، لكن القاضي لا يعي إلا ما هو مكتوب أمامه على الورق وقد حكم علي بالإعدام”.

اقرأ أيضاً: هل تعجّل مجزرة خان شيخون برحيل الأسد؟

ويبين لنا المعتقل أن نذير حموده قد حقق مع أكثر من 30 معتقل يومياً وذك في الفترة المتراوحة بين الشهر الخامس من العام 2011 وحتى العام 2013.
وأكّد أيضاً أن أكثر الأحكام التي كان يطلقها المؤبد، فيما كان يختفي بعض المعتقلين ولا يعلم أحد بهم.

وعن قصص الإجرام التي مارسها هذا الشخص يقول المعتقل “إحدى النساء من جبالا من ضيعة أبو أكرم جاءت تسأل عن ابنها،فاعتقل المرأة ووضعها في الفرع بحجة أن أولادها مطلوبين،وأرسل إثنين من أولاد ضيعته لسجن تدمر ذلك الوقت”.
ليتابع “وقد قتل الشاب “س.س” من كفرنبل وشيخاً من إدلب والعديد من الضحايا”.

ثم يردف المعتقل “هذا المجرم قد انشق في العام 2013 ولكن ما هو مصير الناس الذين بصمهم على أشياء لم يرتكبوها، وما مصير العشرات وربما المئات ممن ما زالوا في السجون بسببه، وما هو مصير من اختفوا، ومن تم إعدامهم ظلماً وعدواناً بسببه أيضا، وأولئك الذين عذبهم وما لا يحصى من جرائمه.. ثم يقولون لك لقد انشق والتحق بالأحرار والناس التي حكمت إعدام بسببه، هو سبب حكم الإعدام فيني ؟!!! ما مصيرنا نحن ؟!!”.
ليتساءل “هل يُغفر لرجل أودى بحياة عشرات الشبان،ومازال حتى اليوم البعض يعاني مما كان هو سبب عذابه وخلوده في السجن، الجواب برسم المعارضين الأحرار”.

أما الثاني فهو نمير الأسد من أكبر مجرمي هذا العصر كما قريبه الطاغية بشار، نمير الأسد بن بديع ونبيهة، ولد عام 1982،محل القيد: القرداحة حي العيلة خ 65، من أهم جرائمه سلب وسرقة، وهناك مذكرة أخرى باسمه بجرم “اغتصاب وتهديد وتهويل بالسلاح”، ومذكرة ثالثة بجرم “تشكيل عصابة أشرار مسلحة والقتل قصدا”.
غريب طبعا أن يصدر النظام مثل هذه المذكرات ويعتقل نمير ابن أخ حافظ الأسد.

مجزرة خان شيخون
بعد البحث توصلنا الى أحد المعتقلين الذين سجنوا مع نمير، روى لنا بعض التفاصيل عنه، نمير الأسد محكوم بثلاث أحكام مؤبد (يعني 66سنة)وإعدامين، ولم يدان بجرائم الإرهاب، رغم كل الجرائم التي ارتكبها، في حين كان المواطن العادي الذي يتلفظ بكلمة حرية يدان بجريمة عمل إرهابي أودى بحياة إنسان يعرضه إلى عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد.
نمير الأسد يعتقد أنه معتقل قبل الثورة السورية وأنه أحد أسباب الاستعصاء في سجن صيدنايا بحسب الأخ المعتقل، وعند سؤالنا عن معاملة الضباط والمحققين له كونه ابن عم بشار الأسد أخبرنا الأخ أنّ “نمير الأسد كان يمتلك سلطة داخل السجن،و يتعامل مع جماعة المخدرات والحشيشة، كان كأنه لا يشبه السجناء يحتاح يوميا إلى مبالغ قد تزيد عن مائة ألف ليرة كمصروف شخصي، لم تكن قضية إعتقاله إلا بروبرغندا إعلامية،لإظهار أن النظام يحقق العدالة حتى وإن كان الأمر يخص أحد المقربين من النظام، وعلى غير العادة الضابط يأتي الى السجين ليحقق معه لكن ليس عندما يكون السجين نمير الأسد”.

مضيفاً “كان يمتلك في السجن هاتفاً نقالاً وطعاماً يستحيل أن يأكله سجين في معتقلات النظام،وكان نمير الأسد يتحاشى ويضمر الخوف من معتقلي الإرهاب بعد أن حصل بينه وبينهم الكثير من المشاكل، وصل الأمر في آخرها أن اجتمع عليه عدد من السجناء كادوا يقضون عليه ما اضطر الضباط لنقله إلى سجن عدرا حيث يمكث الآن هناك”.
ويبقى شيء من الغموض يلف قضية نمير الأسد المتهم بسرقات كثيرة وقتل أحد ابناء وعمومته وسرقته، فالنظام المجرم والذي أبقى على المجرمين الكبار من آل الأسد ومخلوف وشاليش أحرار طلقاء هل يعجز عن اخراج نمير بثواني من السجن؟!!!أم هل هي خلافات العائلات والسرقة والتقاسم؟!! أم أن نمير واجهة إعلامية لصفحة سوداء مخفية؟!!”.

اقرأ أيضاً: مجزرة كيماوي جديدة في سوريا: «خان شيخون» برسم الضمير العالمي

وختم قائلاً “في نهاية المطاف إن كنت تبحث عن العدل، والكرامة والحرية والمساواة والخ فإعلم أنك في سورية، وتبقى قضايا هذين المجرميين وغيرهما رهن العقل الأغبر الذي ما زال حتى اليوم يعتقد العدالة في نظام الأسد”.

السابق
الأمن العام يلقي القبض على مطلوب خطير في طرابلس
التالي
مكسيم خليل: في سوريا تقتل ملائكة الأرض بيد الشيطان