قمة بروكسل اليوم: هل سينّفذ المانحون وعودهم؟

الأمم المتحدة ترعى مؤتمر المانحين للاجئين السوريين الى دول الجوار للمرة الثانية، حيث ستتحمّل الدول الاوروبية أعباء اللجوء السوري الى دول الجوار لتخفّف عن نفسها نتائج هذا اللجوء الى اراضيها، ابتعادا عن أية تبعات أمنيّة وديموغرافيّة قد تطالها على المدى البعيد، خاصة ان اوروبا باتت القارة التي لا تنُجب.

تشكّل سورية محور اجتماع تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، الذي دُعي إليه أكثر من 70 بلد ومنظمة دوليّة، لعرض وعودهم بالمساعدات التي قطعتها الأسرة الدولية في شباط 2016  خلال المؤتمر السابق في العاصمة البريطانية لندن. علما ان هذا المؤتمر يُعقد في ظل غياب عدد من الدول المنخرطة في الصراع في سوريا كتركيا وروسيا.

إقرأ ايضا: ماذا تستطيع قمة بروكسل ان تخفف عن النازحين في لبنان؟

وتقدّر الأمم المتحدة، التي تنظّم المؤتمر بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، حاجاتها للعام 2017 بثمانية مليارات دولار، من بينها حوالي خمسة مليارات للاجئين السوريين والدول المضيفة كلبنان وتركيا والأردن والعراق. وذلك بحسب (وكالة الصحافة الفرنسية).

وكان المؤتمرالسابق بحسب (موقع العربية الالكتروني) قد اختتم أعماله على وعود اقرّها بجمع أكثر من عشرة مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين. وكانت التبرعات في المؤتمر السابق قد تخطت المتوقع فوزعت على الشكل التالي: ستة مليارات تدفع في العام 2016، وخمسة مليارات حتى العام 2020 .

وقد ضَمِن اللاجئون، بُعيد تصريح دايفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، حينها، ومع نهاية المؤتمر الحصول على ستة مليارات دولار لعام 2016 وحده، إضافة الى خمسة مليارات دولار حتى عام 2020، لكن ملايين اللاجئين بدأوا يشعرون بحجم التخفيضات التي كانت تصلهم على شكل مساعدات عينية وصحية وتربوية، في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق التي تعهدت حكومات هذه الدول بفتح المدارس للأطفال السوريين، حتى لا نصل الى مجتمع سوري أميّ بعد سنوات الحرب التي تمتد أكثر مما كان متوقعا لها.

وكانت كل من بريطانيا والنروج قد تعهدتا بتقديم حوالي ثلاثة مليارات إضافية، مع حلول عام 2020، وتسعى الأمم المتحدة الى جمع حوالي سبعة مليارات دولار هذا العام ايضا.

أما ألمانيا فقد تعهدت في مؤتمر لندن العام الماضي، بتقديم حوالي ثلاثة مليارات يورو  كمعونات لسوريا بحلول 2018 وذلك بحسب ما نقل موقع (بي. بي. سي. عربي). وبحسب الدول الأوروبية ان مساعدة السوريين في دول الجوار لسوريا يعود لتقليل اندفاع هؤلاء اللاجئين نحو القارة الاوروبية.

وفي مؤتمر المانحين لهذا العام، والذي انطلق اليوم، من المتوقع ان يتعّهد مانحون دوليون بتقديم مليارات الدولارات للاجئين السوريين، والذي سيستمر على مدى يومين في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقد ناشدت الأمم المتحدة توفير ثمانية مليارات دولار لهذا العام لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع موجة نزوح للملايين، اما الى الداخل السوري او نحو دول الجوار العربي، حيث سببّوا أزمة خانقة للبنان، الذي يبلغ تعداد سكانه حوالي اربعة ملايين فقط في بلد يعاني من عجز كبير في الخزينة. لدرجة ان رئيس الحكومة سعد الحريري قد استبق انعقاد المؤتمر ليعلن من فرنسا أن لبنان بات “مخيما كبيرا”. اضافة الى تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي قال ان من “يهتم لأمور اللاجئين فليأخذهم لعنده”، في اشارة الى الدول الاوروبية.

وكانت الحكومات الاوروبية، تحت ضغط الوعود، تعهدت بجمع 11 مليار دولار على مدى اربع سنوات، لمن يعيش داخل سوريا وهم حوالي 14 مليون شخص، ونزوح حوالي خمسة ملايين سوري إلى كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ودول الاتحاد الأوروبي.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وفي كلمة له باسم لبنان، خلال مشاركته في المؤتمر في مجلس الاتحاد الاوروبي اليوم، والتي نقلتها (الوكالة الوطنية للاعلام)، شرح وبصورة مفصلّة للمجتمعين الوضع في لبنان بعد اللجوء، فقال “… أربعة ملايين لبناني، استضافوا مليون ونصف مليون نازح سوري، إضافة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني موجودين اساسا في لبنان. ان ذلك اشبه بأن يستيقظ 500 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي فجأة، ويرون انه حصلت زيادة 250 مليون شخص بين ليلة وضحاها! وانه على الأوروبيين انفسهم مساعدتهم فيما هم بالكاد قادرون على مساعدة أنفسهم”.

وتابع “فقد انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في لبنان من نسبة ثمانية في المئة قبل الأزمة إلى ما يزيد قليلا على واحد في المئة في السنوات اللاحقة. كذلك فان الخسارة التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي منذ بداية النزاع بلغت 18 مليار دولار في 2015. فمعدل الفقر وصل الى الـ30 في المائة، وتضاعف معدل البطالة إلى 20%، في حين ان البطالة بين الشباب اللبناني هي 30%. كذلك فان الخدمات العامة تعمل فوق طاقتها والبنى التحتية مستنفذة، وغنيّ عن القول ان نسبة ديون عجز الموازنة قد زادت. وعلاوة على ذلك، فان التقديرات تشير إلى أن أكثر من 500,000 شاب بين سوري ولبناني يواجهون خطر زيادة سوء الاوضاع الاجتماعية. و90% من الشباب اللبناني يشعرون بأنهم مهددون من قبل النازحين السوريين، والتوترات بين هذين المجتمعين وصلت الى مستويات خطيرة”.

إقرأ أيضا: اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

وسينتظر المراقبون حجم التقديمات مع نهاية المؤتمر يوم غدا الخميس حيث ستكون هذه المساعدات نوعا من مساندة لانقاذ اقتصاديات دول الجوار، اضافة الى دعم اللاجئين، وستكون ايضا محرّكا للجمعيات الأهلية لاعادة العمل في سلسلة برامج تنموية، كانت قد توقفت منذ فترة طويلة.

السابق
البابا فرنسيس يندد بمجزرة خان شيخون
التالي
بالفيديو: الفنانة رغدة تهين الحضور بحركات لا أخلاقية.. فهل كانت ثملة؟