توظيفات «القوى المهيمنة» تمدّد أزمة الجامعة اللبنانية وتهدّد مستقبل الطلاب

وعود فارغة بحلٍّ قريب لأزمة مجمع الحدث الجامعي في الجامعة اللبنانية، أُعلن على أساسها إستئناف الدروس فيما لا تزال الظروف غير مناسبة لإستكمال الطلاب المحاضرات.

أعلنت رئاسة الجامعة اللبنانية، في بيان، استئناف الدروس في مجمع الحدت الجامعي، ابتداء من صباح اليوم (الإثنين). شاكرة وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة “على الجهود التي بذلها لوضع الأمور على السكة السليمة لإنهاء الإشكالية الحاصلة بين الشركة الجديدة التي رست عليها المناقصة التشغيلية لمجمع الحدت وعمال الشركة “خرافي” المشغلة السابقة”.

اقرأ أيضاً: الميلشيات تجهز على الجامعة اللبنانية

وعلى رغم من هذا الاعلان، فان موظفي الصيانة والتشغيل اعلنوا بالمقابل ان نهار اليوم (الاثنين) هو يوم اضراب عام مفتوح على كامل الاحتمالات حتى يتم بت مصير كل العاملين في هذا الصرح الجامعي.

وبدورهم أعلن الطلاب عن إعتصام تحت عنوان “صرخة طالب” يوم غد (الثلثاء) إحتجاجا على الأوضاع الرديئة في المجمع حيث لا أعمال صيانة، ولا كهرباء ولا مياه في كليات المجمع، وفي السكن الجامعي أيضاً. وتحت هذه الظروف إستؤنفت الدروس الجامعية، فيما تم تأجيل الإمتحانات إلى أجل غير مسمى بعدما كانت مقررة هذا الاسبوع.

وبهذا يكون الطلاب وحدهم يدفعون ثمن صراع المصالح بين الأقطاب السياسيين النافذة في الجامعة وبالتالي ثمن تقصير جهات أخرى في حل الأزمة..
يصرّ موظفو التشغيل والصيانة على رفع السقف عاليا بوجه مجلس الإنماء والإعمار والمطالبة بإستمرار عمل الـ 600 موظّفا الذين كانوا يعملون لدى شركة “الخرافي ناشيونال”، الملتزمة السابقة لعقد المجمع، قبل تلزيم شركة “دنش لارفاجيت” التي التزمت بتشغيل 50% منهم أي300 موظف في عقد التلزيم.
وفي هذا السياق، تقول مصادر متابعة، أن الأزمة الحاصلة ليست أزمة عمالية بل هي أزمة مصالح بين متنفذين داخل الشركة الجديدة “دنش لارفاجيت” التابعة لحركة حزبية معروفة، وبين مجلس الإنماء والإعمار التابع سياسيا لتيار المستقبل. وتشير المصادر إلى أن هناك 300 موظفا يعملون فعليا على الأرض منذ فترة تولي “الخرافي”، أما النصف الآخر منهم، فهم عبارة عن “خوّة” مفروضة من قبل هذه الحركة الحزبية المهيمنة على الجامعة اللبنانية.

وتتابع المصادر أنه “على الرغم من إتفاق الشركة الجديدة مع مجلس الانماء والإعمار بشرط توظيف 300 موظفا فقط والتخلي عن النصف الآخر يجري الآن تحريك القضية وتمارس الضغوطات بشكل غير مباشر لتحميل خزينة الدولة عبء 300 موظف إضافيين. أي أن الشركة الجديدة تكون قد رفعت عن عاتقها عبء 300 موظفا لا لزوم لهم لترميه على عاتق الدولة، ومجلس الانماء والاعمار تحديدا الذي يرفض تلقي هذه “الهدية” الثقيلة.
وأمام هذه الدوامة وحده الطالب من يدفع الثمن بالتأخير في عامه الدراسي وتحمل الظروف ومشاكل الصيانة في الحرم الجماعي.
وفي هذا السياق شرح رئيس مجلس الطلاب في كلية الصحة العامة مهدي الزين لـ “جنوبية” معاناة الطلاب والمأساة التي يعيشونها في كل يوم دراسي وقال إن “خطوة التصعيد باعلان الإضراب غدا جاءت بعد الكثير من التروي حيث تم الحرص على أن تكون اعتماد وسائل سلمية لمصلحة الجميع طيلة الفترة السابقة”. وتابع “إلا أنه رأينا الأمور تتجه إلى المزيد من التأزم انعكس بشكل سلبي على مصلحة الطلاب وعلى العام الجامعي فكان لا بد من التحرك”.
وعن معاناة الطلاب وصف الزين “الوضع بأنه مأساوي فلا كهرباء ولا مياه حيث يضطر الطلاب الدخول الى المرحاض على ضوء الهاتف، عدا عن أن معظم القاعات لا يدخل إليها نور الشمس حتى لأنها تحت الأرض وبالتالي هناك إستحالة بمتابعة المحاضرات التي تعطى على الـ “LCD” في ظل انقطاع الكهرباء، هذا عدا عن كليات أخرى كالطب والعلوم التي تحتاج إلى الكهرباء في المختبرات وغيرها لاستكمال المحاضرات”.
مشيرا إلى أنه “مع إعلان إستئناف الدروس لا تزال الجامعة حتى الآن دون مياه وكهرباء حيث تم متابعة المحاضرات على ضوء الشمس في كليات معينة وليس بشكل كلي”.
وخلص الزين على التأكيد أن “إعتصام الغد هو مطلبي بحت لجميع الطلاب مشيرا إلى أن كل الأحزاب مشاركة “، وتأمل أن ” أن يسمع صوت الطلاب وأن يكون لهذا التحرّك فائدة”.

من جهة ثانية كان لـ “جنوبية” حديث مع أحد موظفي الصيانة والتشغيل في مجمع الحدث الجامعي محمد هيدوس تحدث فيه عن الإضراب المفتوح قائلا إنه “رئاسة الجامعة أصدرت بيانا أشارت فيه أن الأمور قيد الحلحلة فيما أن فعليا لا شيء على أرض الواقع ولا حلحلة لقضيتنا على الرغم من أن هناك مساعٍ من وزير التربية ورئيس الجامعة اللبنانية، إلا أن القضية لدى مجلس الوزراء بإنتظار أن يبت فيها”.

اقرأ أيضاً: الجامعة اللبنانية تخضع لـ«حزب الله»: المجالس الحسينية مباحة و «فيروز» ممنوعة

وأضاف هيدوس “أن وضع المسألة على طاولة مجلس الوزراء لا يعني اننا اتجهنا نحو الحلحلة”.
مشيرا إلى أنه “تم اللجوء أإلى التصعد مع إستئناف الدروس وكأن الأزمة حلت، لافتا إلى أن “كل ما يريده عمال الصيانة هو حقوقهم لا أكثر وان تحركهم ليس موجها ضد أي طرف”.
وخلص إلى أن “5 أشهر ووضع الجامعة على هذا الحال والإضراب مستمر دون أي إهتمام يذكر من قبل المسؤولين ما يصاحب ذلك من تعتيم إعلامي”. مشيرا إلى أنهم “سيستمرون في معركة الدفاع عن حقوقهم وانه في حال إستمرت المماطلة سيتوجهون إلى تصعيد أقوى”.

السابق
تغطية الرأس عند اليهود وطقوس أخرى…
التالي
ماذا تستطيع قمة بروكسل ان تخفف عن النازحين في لبنان؟