«روجافا» الفيدرالية الكردية.. قادمة في سوريا!

اكراد سوريا
يتراوح عدد اكراد سوريا ما بين مليون ومليوني نسمة، وفي العراق حوالي خمسة ملايين نسمة، وفي تركيا ما بين 20 الى 25 مليون نسمة. اما في ايران فيصل عددهم الى ستة ملايين. فهل سنشهد اقامة دولة "روجافا" الموعودة؟

(روجافا) كلمة كردية معناها غرب كردستان، وهي تعني المنطقة المقتطعة من كل من تركيا، وايران، وسوريا، والعراق.

اقرأ أيضاً: الفيدرالية الكردية وريثة داعش

ولكن احتراما للعرب تنازل اكراد سوريا عن الاسم، واطلقوا اسم (شمال سوريا الفيدرالية) على مناطقهم التي حرروها، والتي ستضم حكما مناطق الرقة ودير الزور. اما بخصوص هذه الفيدرالية فهم منذ اكثر منذ من سنة يتولون ادراتها وهي ادارة ناضجة جدا”. هكذا بدأ الخبير بالشأن الكردي عباس الحسيني كلامه عن المسألة الكردية في سوريا.

وتابع الحسيني بالقول لموقع “جنوبية”: “اولا: تحرروا من “الاستبداد العروبي”، الذي يرتدي طابع العلمنة، ويرتدي طابع العروإسلامي، وهم لم يكونوا مع الاعلام المضاد للثورة، ولم يكونوا يوما عنصريين، وهم كأكراد محاربون من الجميع، علما ان مناطق كثيرة في سوريا اليوم تشهد مشاكل حتى تلك الواقعة تحت سيطرة النظام السوري”.

عباس الحسيني

وبرأي الحسيني “بينما مناطق الكرد تضمّ كل المكونات الشرق أوسطية، لذا هم تخلوا عن فكرة “روجافا”، واطلق عليها اسم شمال سوريا، وهي الان خارج اطار “روجافا””.

ويرى الحسيني ان كرد سوريا تعرضوا للظلم كثيرا حيث انهم “اذا تأخروا عن الدخول في معركة الرقة كانوا يُتهمون بأنهم يدافعون عن مناطقهم فقط. واذا تدخلوا في معارك الرقة كان اعلام الآخر يقول انهم يتدخلون ليسيطروا على مناطق ليست لهم”. فهذه ليست سوى اصوات شوفينية تواجهها”روجافا”.

أما موضوع الادارة الذاتية بحسب الباحث والروائي عباس الحسيني فيرى انها “تسير كما يشتهيها الاكراد، والمناطق السورية هي اما الى التقسيم او الى الفدرلة كما هو حال الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الاميركية، وهو نظام يحمي المكونات الإثنية في الشرق، هذا الشرق الذي بات عبارة عن مكونات عربية كبيرة”.
وهذا برأيه ليس تعصبّا بل “كوننا شاهدنا ماذا حلّ بالايزيديين والشبك الشيعة من إبادة، ووحده حزب العمال الكردستاني هو الذي دافع عنهم واستقبلهم، وحمى مهجريّ تلعفر الشيعية. والمشكلة بالنسبة للكرد ان العروبة باتت وجها للاسلام فان نكون عربا يعني اننا اسلام، فمشكلة العروبة انها اندمجت مع الاسلام”.

وحول نية كردستان العراق اجراء استفتاء حول الانفصال الكليّ عن العراق، يرى الحسيني أن “الوضع في كردستان العراق لا علاقة له بأكراد سوريا”. ويعتقد الحسيني أن “البارزاني رفع علم اقليم كردستان في كركوك بموافقة ضمنية من ايران”.

وهنا نتساءل هل ان ايران تشجّع تقسيم العراق؟ باعتقاد الحسيني ان “الانقسام الحاصل بين كردستان العراق وفيدرالية شمال سوريا يعني ان هناك فرقا  وانقساما داخل القومية الكردية الواحدة، لانه هناك خلاف فكري عقائدي بين كل من أوجلان والبارزاني. مع ان هذا الخلاف لا يمنع التلاقي بين الإخوة”.

فـ”أوجلان يطرح فكرة تحرير الشرق الاوسط كله من الهيمنة، واوجلان يتعاطى برومانسية ومثالية مع الفكرة القومية الكردية على العكس من البارزاني البراغماتي”.

علما ان أمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس قد زار البارزاني مؤخرا في العراق الذي اطلعه على نيته اجراء استفتاء حول الانفصال الكلي عن النظام السباسي في بغدادوقد لاقى الطرح رفضا داخل البرلمان العراقي اليوم حسبما نقلت وسائل الاعلام العالمية.

وفي تعليق هو الاخطر، يقول الحسيني “أظن ان الكرد في أسوأ الاحتمالات ان لم يكن هناك تقسيم او فدرلة رسمية ومعترف بها، فان وضعهم سيكون على نسق حزب الله في لبنان، وسيكون لهم دور رئيسي في سوريا الجديدة، ان لم يحصلوا على الاستقلال الذاتي”.

ولكن من يقف وراءهم من الدول المحيطة والمجاورة حتى يصلوا لأن يقرروا مصيرهم السياسي قبل الوصول الى حلّ في سوريا؟

برأي الحسيني انه “ليس هناك دعما كليّا من أي جهة، بل هناك تقاطع مصالح بينهم وبين روسيا من جهة، وبينهم وبين أميركا من جهة أخرى. لان الاميركيين يريدون تطويعهم، وهم لا يريدون ان يكونوا في سلة واحدة مع أحد”.

ويتابع: هم يتعاونون مع الجميع لانهم “وبنتيجة الظلم المستفحل يريدون الاستحصال على حقهم في الاستقلال. وهم قد يتفقون مع النظام حيث ان مطار القامشلو لا زال الى اليوم بيد النظام البعثي”.

وردا على سؤال حول علاقتهم بواشنطن، قال عباس الحسيني “لنفترض ان اميركا فرضت عليهم تعاونا مع اسرائيل فهل سيقبلون؟ علما ان الموساد الاسرائيلي هو الذي أدخل اوجلان الى السجن”.

و”الايرانيون هم من ساعدنا على تحرير الجنوب، ونحن قاتلنا كوننا ابناء جبل عامل، ولا دخل للعروبة بذلك. انا اعتقد ان حزب الله هو العربي الوحيد الذي يستحق لقب العروبة، فأية عروبة سنحترم في ظل الاتفاقات التي اعلنت المصالحة التاريخية مع اسرائيل؟”. يشرح الحسيني.

اقرأ أيضاً: دومينو التقسيم.. سوريا تسبق العراق

وعن سرّ تحرك القوميات الإثنية في سوريا الان، قال الحسيني “النظام السوري منع الاكراد من التحدث بلغتهم، ومنعهم من الاحتفال بأعيادهم القومية، ومنعهم من تسمية ابنائهم بالاسماء الكردية، فمن الطبيعي ان يثوروا ضده”.

وختم الحسيني، ردا على سؤال، بالقول “ان المرجع السيد محسن الحكيم. قد أفتى بعدم جواز قتل الاكراد في العام 1961 خلال المواجهات بين الاكراد والنظام العراقي، اضافة الى ان صدام حسين أبادهم في حلبجة بحجة انهم عملاء لاسرائيل؟ مع العلم ان الكردي لا يخون ولا يخدع”.

السابق
كلام باسيل ضدّ السوريين يتفاعل والناشطون يصفونه بالعنصرية
التالي
حزب الله يواجه عقوبات مالية جديدة