هل تنتصر الثنائية المسيحية على النسبية الكاملة لحزب الله

أظهرت مجمل الحركة السياسية ان الهامش الزمني للتوصل الى إتفاق حول قانون انتخاب قبل فوات المهلة القانونية، قد ضاق جداً سيما مع التجاذبات السياسية القائمة وجديدها بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ.

إلى الآن لا اتفاق بين الأفرقاء السياسيين الاّ على بند عريض ألا وهو  قانون انتخابي يحظى بقبول الجميع، لكن حتى الآن لا وجود لأرضية  توافقية يمكن اعتمادها.
تقول الأوساط المطلعة على هذا الملف أن الصعوبة تمكن بين إيجاد ارضية تفاهم بين حزب الله وحليفة التيار الوطني الحر، حيث يشكل الثنائي الشيعي (حركة أمل – حزب الله) والثنائي المسيحي (التيار الوطني –القوات اللبنانية) معسكرين الأول يتمسك بالنسبية الكاملة فيما الآخر يتمسّك بالقانون المختلط ضد النسبية الكاملة في دائرة واحدة أو دوائر عدة.
وأمام هاجس الثنائي المسيحي من خسارة 18 مقعدا في حال استخدام النسبية بعد أن كان المختلط يوفّر 58 مقعداً، يعمل الثنائي على أن لا تبصر صيغة النسبية الكاملة النور على اساس لبنان دائرة واحدة  تحت اي ظرف.
هذه الأجواء توجه الأنظار نحو العلاقة بين العونيين وحزب الله والتجاذب القائم بين الطرفين حول قانون انتخابي حيث لا يزال الأول يراهن على مشروع مختلط  اطلقه رئيسه الوزير جبران باسيل، مقابل إصرار “حزب الله ” على النسبية الكاملة في أي مشروع اتفاق حول قانون انتخاب. وما يزيد الأمور تعقيدا بين الحليفين المقاربة السلبية للحزب تجاه قانون باسيل الذي عبر عنها كلام رئيس المجلس التنفيذيّ في الحزب السيد هاشم صفي الدين ترجم الرفض بقوله «عقلية مُتخلّفة على مستوى قانون الانتخاب». وقال: «إنّ بعض الاطراف يريدون قانونا انتخابيا بحسب مصالحهم».

 

 

فهذه اللهجة غير المسبوقة تجاه باسيل ومشروعه المدعوم حتى الآن فقط من “القوات اللبنانية” مع بعض التحفظات، يضع تفاهم “مار مخايل” وتفاهم “معراب” في إختبار للمرة الاولى سيما بعدما تمسكت “كتلة الوفاء للمقاومة” في بيانها أمس بالنسبية الكاملة مما اعتبر رسالة جازمة برفض أية صيغة أخرى .

إقرأ أيضاً: هل تنهي مواقف عون من سلاح حزب الله شهر العسل الحكومي؟

ونفى عضو “تكتل التغيير والإصلاح” النائب فادي الأعور لـ “جنوبية” أن “وجود أية خلافات بين حزب الله والتيار الوطني الحر حيال قانون الانتخاب”. مشيرا إلى أنه “لا يزال  قانون الانتخاب يدور في إطار المفاوضات بين الأقطاب”. كاشفا أنها “أخذت منحى بإتخاذ النسبية، إلا أنه لم يتم التوافق إلى الآن على نوع وشكل الدوائر ونوع النسبية “.

بدوره رأى الصحافي والمحلل السياسي المقرّب من “حزب الله” غسان جواد في حديثه لـ “جنوببة” أن “موقف الحزب المتعلق بقانون النسبية يتبلور تدريجيا وهو يبدي انفتاحاً على امكان البحث في اعتماد دوائر انتخابية موسعة شرط الاتفاق أولاً على مبدأ النسبية”. وأشار أن “الطروحات بين الحزب والتيار يتم مناقشتها بكل محبة ولا وجود لافتراق بالمواقف”. وأضاف “النقاش الدائر بين المكلفين في هذا الملف هو نقاش صداقة”.

إقرأ أيضاً: يوسف سعادة: الثنائية المسيحية لا تشبه الثنائية الشيعية

ولفت جواد إلى أن “الحزب لديه ثوابت أهمها وحدة المعايير وقانون وطني لا توجد فيه ملامح طائفية”. وتابع “جزب الله يهمه أيضا إيجاد قانون يخدم حلفاءه من الدروز والسنة والمسيحيين”. مشدّدا على أن “المطلوب قانون انتخابي ينصف أصحاب التمثيل بأحجامهم الحقيقية”.
وفي الختام رأى جواد أن “لا امكانية لاجراء الانتخابات النيابية في وقتها المحدد، بل سنكون أمام التمديد لمدة سنة من ضمنه الاتفاق على قانون انتخابي في ظل الضغوطات الحاصلة على البلد”.
ويبقى في النهاية وأمام تشبث حزب الله بالنسبية الكاملة  واصرار الثنائية المسيحية المارونية المؤلفة من التيار الوطني والقوات اللبنانية على صيغة مختلطة ترفعهما سويا في الانتخابات القادمة، فان ساعة الحقيقة دقت وافتراق الحلفاء بات وشيكا.

السابق
حين «يجن» النائب… على الوزير !
التالي
باسيل و الهروب من الفشل إلى ذريعة اللاجئين