مشروع مار مخايل: تجديد على حساب تراث «معمل البيرة»

مار مخايل
أقدم معمل بيرة في الشرق الأوسط يهدم لصالح مشروع "مار مخايل" فيليج، وسط صمت من الدوائر المعنية إن لم نقل تواطؤ؟

استطاعت كل من صفحة “أنقذوا مار مخايل من المشاريع التهجيرية” إضافة إلى “بيروت مدينتي” إثارة ما تتعرض له منطقة مار مخايل من استهداف لهويتها ولطبيعة الحياة فيها، وبحسب الفيديوهات التي نشرتها صفحة “أنقذوا..”، فإنّ مشروع “مار مخايل فيليج” الذي يحتل مساحة خمسة آلاف مترا مربعا قد تمّت المباشرة به يوم السبت الماضي 25 آذار ودخل يوم أمس المرحة الرابعة من عملية الهدم، وهذا المشروع بحسب الصفحة يقام على أنقاض مصنع بيرة لذيذة التاريخي، ويؤثر على الأبنية السكنية المحيطة به والتي يناهز عددها الستين وسوف يشكل عاملاً اساسياً لتهجيرهم، كما سوف ينعكس سلباً على المؤسسات التجارية الصغيرة الموزعة في المنطقة.

اقرأ أيضاً: النبطية: «أم المدارس» التراثية.. إلى الهدم

وطالبت الصفحة بوقف عملية الهدم، وذلك لحماية سكان الحي والذين بمعظمهم تزيد أعمارهم عن الـ 40 عاماً مما سوف يواجهونه من هذا المشروع الذي اقتحم محيطهم دون استشارتهم ودون أيّ دراسة أو تخطيط.

بدورها “بيروت مدينتي” أصدرت بياناً، وصفت به هذا المشروع بالمثال الصارخ لنمط التجديد الذي بات مسيطراً على مدينة بيروت، واشارت في بيانها إلى أنّ هذا المشروع سوف يبدل طبيعة المنطقة بسبب الأسعار التي سترتفع مما سوف يؤدي بالتالي إلى استبدال السكان القدامى بمن لديهم القدرة على دفع الأموال الطائلة لاستئجار أو امتلاك شقة في ذلك المحيط.

وأدان البيان بشدة غياب الخطط الإنمائية مستنكراً فشل كل من بلدية بيروت ووزارة الثقافة، حيث أنّ الأولى لم تستخدم صلاحيتها في هذا الموضوع، فيما الثانية لم تقم بتقييم أهمية معمل “لذيذة”.
وكانت منى فواز من “بيروت مدينتي” قد اشارت في إطلالة لها عبر نشرة “الأخبار من عندك” التي تبثها قناة الـlbci إلى أنّ “معمل البيرة هذا هو أول في الشرق الأوسط ومن هنا أهميته التراثية، وقد تقدم ملف للمحافظة عليه لمديرية الآثار، كما أنّه يشكل جزءً من الصورة النمطية للمنطقة”.
موضحة أنّ “تقييم الأثر البيئي سوف يؤثر على 60 مبنى حوله، فالأثر البيئي لا يتعلق فقط بالشجر والهواء وإنما أيضاً بالسكن بالحي”.

وبالعودة إلى الانعكاسات السلبية على المباني والسكا، فإنّ هناك مبنى سكني مهدد مباشرة بسبب عملية الهدم، وقد عرضت المؤسسة اللبنانية للإرسال يوم أمس تقريراً عن هذا الملف، أوضحت به أنّ معمل البيرة يعود إلى عام 1930 أي عمره 87 عاماً.
مشيرة إلى الخطر الذي يترصد بالأبنية المجاورة، لا سيما بسكان البيت الأبيض المهدد مباشرة بشكل مباشر والذين تحدثوا للإعلام عن معاناتهم وعن حالة الرعب والتهديد التي يخضعون لها، متساءلين من سوف يتحمل المسؤولية. والجدير ذكره أنّ سكان هذا البيت هم: مستأجرون قدامى في الطابق الثاني والثالث، أمّا الطابق الأرضي فهو مكتب المختار.

السابق
الجيش الإسرائيلي يتدرب على الحرب ضد حزب الله بـ«الألعاب الحربية»
التالي
معتقل سوري سابق: سأجر بشار الأسد إلى المحكمة