العام الدراسي معلّق وطلاب الجامعة اللبنانية يدفعون ثمن سمسرات «التلزيمات»

مرة جديدة، يجد موظفو تشغيل وصيانة مجمع الحدث الجامعي مصيرهم مجهولا ضائعا بين السلطات المعنية وشركة "دنش لافارجيت" التي رست عليها المناقصة العمومية لتلزيم المجمع بعد إعتماد شرطا ظالما بالإستغناء عن 50% من الموظفين.

تحرّك موظفو تشغيل وصيانة مجمع الحدث الجامعي وأضربوا للدفاع عن حقهم بإستمرار عمل نحو 600 موظّف كانوا يعملون لدى شركة الخرافي ناشيونال، الملتزمة السابقة لعقد المجمع، قبل تلزيم القد لشركة “دنش لارفاجيت”.

هذه الأزمة التي أصبح عمرها ثلاثة أشهر إنفجرت اليوم بعد شهور من التحذير والمطالبات، حيث إنقطعت المياه والكهرباء عن مجمع الحدث وعن مساكن الطلاب، في حين لا يزال الموظفون ينتظرون البت في مصيرهم ليدفع حوالي 600 موظفا و22000 طالبا ثمن المماطلة والخلافات على بنود التلزيم بين مجلس الانماء والإعمار التابع سياسيا لتيار المستقبل، وبين شركة “دنش” المقرب صاحبها من احد المرجعيات السياسية الكبيرة في البلد.

اما إدارة الجامعة فلم تجد سبيلا لمواجهة هذه الأزمة الطارئة سوى تعليق الدروس في مجمع الحدث يومي الخميس والجمعة في 30 و31 آذار وذلك بسبب الظروف المستجدة الضاغطة التي تربك العملية الاكاديمية في داخل الكليات نتيجة لنقص الخدمات بحسب ما أعلنت.

وفيما يواجه يواجه نصف الموظفين على الأقل خطر الصرف من العمل، ينعكس هذا الوضع سلبا على الطلاب الذين باتوا اليوم “كبش محرقة” في هذه المعمعة الحاصلة إذ لا تزال الدروس معلّقة منذ يوم الثلثاء الفائت.
وقد إستنكرت أحد الطالبات في الجامعة وتدعى “دينا” لـ”جنوبية” الوضع القائم سيما أن الامتحانات أقر موعدها الخميس المقبل حيث تم وضع البرنامج أمس، في حين ان الدروس معطلة ومعظم الاساتذة لم يستطيعوا انجاز باقي المواد المطلوبة للامتحانات”.

أما رنا فأكدت لـ”جنوبية” أن الكهرباء والمياه مقطوعة منذ اسبوع على مجمع الحدث الجامعي ومساكن الطلاب”. مشيرة إلى أنه “بعض الأساتذة إعتمدوا إنارة الهواتف من أجل شرح الدروس لإقتراب مواعيد الامتحانات”.

من جهة ثانية، صرّح الدكتور يوسف زلغوط الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانية لـ”جنوبية”  ان “رئاسة الجامعة صاغت بيانا وأرسلته إلى مجلس الوزراء لضرورة حل هذه الأزمة”. مشيرا إلى “الأزمة واقعة بين الشركة الجديدة ومجلس الإنماء والإعمار”.

 

 

وبحسب أحد أعضاء لجنة متابعة موظفي تشغيل وصيانة مجمع الحدث الجامعي محمد هيدوس فإن “الموظفين من البداية تقدموا بشكوى إلى مجلس شورى الدولة عند معرفتهم يإمكانية إعتماد الشرط الظالم القاضي بإستغناء الشركة الجديدة “دنشش لافارجيت” عن 50% من الموظفين وتم رد الطعن بعد 15 يوم. وقد استندت الشكوى إلى المادة 60 من قانون العمل اللبناني التي تقضي باستمرارية عقود العمل الجارية عندما يطرأ أي تغيير في الشركة”.  إذ يطالب الموظفون “بالاحتفاظ  بجميع العاملين الذين كانوا يعملون لمصلحة الشركة السابقة (خرافي)”.

إقرأ أيضاً: طالب بالجامعة اللبنانية: الأساتذة ضعيفون أكاديميا وأخلاقيا

ويتأسف هيدوس في حديثه لـ”جنوبية” استمرار المماطلة وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل المعنيين في هذا الملف الذي يقع ضحيته 22000 طالباً و600 موظفا إذ حوّل “مجلس الإنماء والإعمار شكوى موظفي شركة الخرافي إلى ‘مجلس شورى الدولة’ الذي جمّد نتائج المناقصة، بمجرد صدورها وإلى الأن لا يزال هذا الملف في الدرج”. مشيرا إلى أنه “كان هناك وعود منذ شهرين بتحريك الملف وقد قام الموظفون بعدة تحركات تحذيرية لكن أمام الوعود الكاذبة تم التصعيد، والاعتصام على الرغم من أن الموظفين حذروا منذ شهر من أعطال تؤدي إلى قطع المياه والكهرباء”.

إلى ذلك أشار إلى أن الأعطال هي” بسبب إغلاق المستودعات وعدم إستلام الشركة الجديدة مهامها سوى على الورق نتيجة للخلافات بين الشركة والسلطات المعنية”.  وأضاف “مع ذلك تعهد الموظفون بإصلاح الأعطال في مساكن الطلاب لان لا ذنب لهم بما يحصل”.
وعبّر هيدوس عن أسفه الشديد “لجهة عدم تحريك ساكن من قبل المسؤولين خصوصا أن بعد 10 ايام تنتهي مدة إستفادة الموظفين من الضمان الإجتماعي ويبقى مصير 600 موظفا وحوالي2200 طالبا عالقا في أكبر مجمع في الشرق الأوسط”.

إقرأ أيضاً: جامعة الفقراء..تضاعف رسوم التسجيل

وقد علم من مصادر اعلامية ان “مجلس الإنماء والإعمار” ومن اجل حلّ الازمة تقدم بـ3 إقتراحات: الاول الزام شركة “دنش لافارجيت” بأخذ كل الموظفين بعد إدخال تعديلات على العقد، الأمر الذي سيرتب إضافة على قيمته بحولي 8.9 مليون دولار، الثاني فسخ العقد مع الشركة مع ما قد يرتب ذلك من إمكانية مطالبتها بتعويضات نتيجة الفسخ، اما الخيار الثالث فهو الطلب من الأجهزة الأمنية تأمين الأرضية والمناخ الملائم لقيام الملتزم الجديد بتنفيذ التزامه المحدد في العقد.
إلا أنه إلى الآن لا تزال الأزمة مفتوحة على كل الإحتمالات مع عدم تحريك المسؤولين ساكنا من اجل البت فيها في ظل توازن القوى السياسية السائد في تلك الازمة.

السابق
بالصور: الانفجار الذي ضرب عرسال.. وما حقيقة تورط داعش؟
التالي
أعجب تداعيات رسالة «الرؤساء الخمسة»: توقيع فؤاد السنيورة ورد سعد الحريري ونهاد المشنوق