القمة العربية اختتمت ولبنان نجا من قطوع احراج حزب الله

اختتمت في منطقة البحر الميت في الأردن أمس القمة العربية الـ 28 بدعوات الى وقف التدخلات الايرانية في البلدان العربية، وذلك دون ذكر لحزب الله في المقررات مما جنب لبنان احراجا دبلوماسيا كان منتظرا ان يكون له تداعيات سلبية داخلية.

دعت القمة إيران إلى الكف عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وأدانت التدخل الإيراني في الشؤون العربية.
كما جددت إدانة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث،” طنب الكبرى” و”طنب الصغرى” و”أبو موسى”، وأيدت كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
وفي الشأن السوري، أكدت القمة على وحدة وسيادة سوريا، وأن الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية، بما يلبي تطلعات الشعب السوري وفقا لما ورد في بيان جنيف (1) في 30 جوان عام 2012.

اقرأ أيضاً: بين حادثي سقوط عون وبن راشد.. اللبنانيون سقطوا أخلاقياً!

وبحسب صحيفة “النهار” اللبنانية فان “أفضل ما يمكن اختصاره من نتائج واقعية للمشاركة اللبنانية في القمة العربية التي انعقدت أمس في الاردن يتمثل في عودة لبنان الى هذا المنتدى للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات عبر بوابة ملء الشغور الرئاسي. أما في البعد السياسي والديبلوماسي، فان النتيجة الأخرى بدت استكمالا للاولى بمعنى ان حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يرافقه رئيس الوزراء سعد الحريري مكّن لبنان، بالاضافة الى عوامل عربية اخرى تتصل بمناخات القمة، من تمرير “قطوع ” خشي كثيرون قبيل انعقاد القمة احتمال حصوله. ولكن النتيجة جاءت لتجنّب الحكم والداخل السياسي اللبناني “مشروع” مأزق جديد في علاقات لبنان مع الدول العربية وتحديدا الخليجية من خلال تحييد العامل الساخن المتعلق بموضوع التنديد بالتدخل الايراني في الدول العربية الذي، وان لحظه البيان الختامي للقمة، صيغ بادبيات وفرت على لبنان الاحراج نظراً الى خلوه من اي ذكر لـ”حزب الله”.
وابرزت صحيفة الحياة اللندنية كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون ودعوته إلى “وقف «حمامات الدم» بين الإخوة في المنطقة العربية، وعرض دوراً لبنانياً «لإعادة مد الجسور» ولغة الحوار. وقال إن تخفيف بؤس النازحين السوريين وتجنيب لبنان تداعيات ازدياد أعدادهم لن يكونا إلا من خلال عودتهم الآمنة إلى ديارهم. وحذّر من خطورة المرحلة التي «تحتّم علينا أن نقرر اليوم وقف الحروب بين الإخوة بكل أشكالها العسكرية والمادية والإعلامية والديبلوماسية والجلوس إلى طاولة الحوار لتحديد المصالح الحيوية المشروعة لكل فريق واحترامها، وإلا ذهبنا جميعاً عمولة حل لم يعد بعيداً، سيُفرض علينا.
وكان اللافت في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط اعتباره أن «عالمنا العربي ليس مؤهلاً للدخول في ترتيبات طويلة الأمد تتعلق بنظام الأمن الإقليمي».
وربطت مصادر مطلعة بين إشارة أبو الغيط والدعوات الإيرانية المبطّنة إلى حوار في شأن تلك الترتيبات. وذكر الأمين العام أن «قوى توظّف المذهبية والطائفية»، و»تنهش في الجسد العربي». ولاحظ أن «المنظومة العربية ما زالت تعمل»، داعياً إلى «عدم التباكي على ما كان… وتحديد رؤيتنا للأولويات».


حزب الله مرتاح
شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار في حديث للمستقبل، على أن “تمثيل لبنان في القمة العربية من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، يمثّل صميم الوحدة الوطنية المطلوبة في هذه المرحلة في مواجهة التحديات والاخطار الخارجية والداخلية، ونوه عمار بالمشهد الذي يعتبر مقدمة للوحدة الداخلية والالتفات إلى معالجة القضايا العامة ومواجهة التحديات الداخلية في البلد”.
وكان النائب عمر هو نفسه قد قاد حملة شعواء ضذّ رسالة الرؤساء الخمسة السابقين الى القمة العربية ووصفهم ب”الخمسة عبيد صغار”! في حين لفتت أوساط سياسية قريبة من الرؤساء الخمسة عبر صيحفة “الراي” الكويتية إلى أن “رسالة الرؤساء الخمسة السابقين إلى القمة العربية وصلت، والأهمّ انها كانت على طريقة قل كلمتك وامشِ، فالرؤساء الخمسة ليسوا في صدد مساجلاتٍ داخلية، ولم يكن هدفهم إضعاف العهد أو إظهار لبنان منقسماً، بقدر ما أرادوا التعبير عن تَمسُّكهم بثوابت وطنية”.
وأشارت إلى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون لجأ الى الكونغرس الأميركي خلال فترة نفيه في باريس لإسماع صوته المُعارِض، وان حركة “14 آذار” غالباً ما خاطبتْ المجتمعيْن العربي والدولي عبر مذكّرات ورسائل لشرْح موقفها مما كان يجري في لبنان”.

اقرأ أيضاً: اللبنانيون يعلقون على حادثة الرئيس ميشال عون بـ #سقط_الرئيس

14 اذار: خطاب الرئيس بلا مفاعيل
لفت مصدر قيادي في 14 آذار لصحيفة “الجمهورية” الى إنّ خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون أمام القمة العربية “يبقى من دون مفاعيل سياسية. فالدولة التي تحتاج الى وسطاء للجمع بين مكوّناتها لا يمكن ان تؤدي دور الوسيط بين الدول”.
وأضاف: “انّ الدول العربية تعرف تماما أنّ لبنان ليس سيّد قراره، وانّ ايران تعتبره جزءاً من الدول التي لها فيها وعليها نفوذ كبير، وانّ قرار المؤسسات الدستورية فيه خاضع لتأثير سلاح “حزب الله”.
واعتبر المصدر “انّ المخرج الذي اعتمده رئيس الجمهورية بطرح “مبادرة حوارية” بين العرب للتفَلّت من اتخاذ موقف حاسم من طبيعة الصراع لا يُحاكي جوهر البحث، ذلك انّ الدول العربية تعتبر انّ المشكلة هي عربية – إيرانية في حين انّ عون قارَب المشكلة من زاوية خلافات عربية – عربية”.
وختم المصدر: “انّ الموقف اللبناني الرسمي، الذي يسوّق له أركان السلطة كإنجاز، هو بالمفهوم السياسي والديبلوماسي موقف إنشائي خارج عن الموضوع”.

السابق
اليمن بعد عامين: إيران وإدارة الفشل كأنه انتصار
التالي
إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي (26): لدور فعّال للنائب الأول لرئيس المجلس