استبعاد الإخوان المسلمين عن لائحة الإرهاب الاميركية يثير تساؤلات

كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية عن أن الرئيس دونالد ترامب أرجأ مبدئيا مرسوما أصدره سابقا بحق جماعة الإخوان المسلمين يصنفها كإرهابية. فما هو السر في ذلك برأي الخبير بالحركات الاسلامية الدكتور عبدالغني عماد؟

في  سياق المواجهة الني اعلنها دونالد ترامب ضد التنظيمات الاسلامية منذ انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الاميركية، أوردت صحيفة “واشنطن تايمز” أن “إرجاء اصدار مرسوم بحق الإخوان المسلمين تمّ بعد إصدار مذكرة داخلية من وزارة الخارجية الأميركية تنصح بالتراجع عن هذا القرار، على اعتبار أن هيئة جماعة الاخوان مشتتة، فضلا عن أن علاقتها السياسية في الدول الشرق الأوسطية متباينة”.

إقرأ أيضا: «هيومن رايتس ووتش» ضد تصنيف «الإخوان المسلمين» بالإرهاب

وأوضحت أنه “رغم وجود شبهات بارتباط الجماعة بمجموعات تصنف إرهابية كحركة حماس، إلا أن ممارستها السياسية شرعية، وهو أمر يُعقد موضوع تصنيفها”. وقالت إن جماعة “الإخوان” لديها أحزاب وحركات سياسية متفاعلة مع الأنظمة الديموقراطية في الأردن والمغرب وتونس.

وعلى الرغم من أن العديد من دول الخليج ترى في الإخوان تهديدا سياسيا، إلا أن بلدانا أخرى تنظر إلى أحزاب هذه الحركة على أنها جزء من المشهد الديمقراطي مثل تركيا.

وفي اتصال مع الدكتور عبد الغني عماد، الخبير في الحركات الاسلامية، للوقوف على خلفية عدم ايراد حركة الاخوان المسلمين على لائحة الارهاب الاميركية رغم موقفها من حركة حماس الاخوانية، أوضح لـ”جنوبية”: “تردّدَ هذا الخبر عبر وسائل الاعلام، لكننا لم نسمع عن أي تأكيد رسمي لهذا القرار”.

وأضاف “حتى الكلام عن ايراد حزب الله على لائحة الارهاب ليس بالقرار الرسمي. وما يجري ضد حزب الله من تضييقات ليس سوى مجرد ضغط، كون مؤسساته مصنفة منذ العام 2000، وبالتحديد المؤسسات المالية ذات التوجه العسكري”.

ويتابع الدكتور عماد بالقول: “في الاساس لم يكن مطروحا هذا بالنسبة للاخوان، لان لهم فروعا منتشرة في كل مكان، اضافة الى مؤسساتهم”. لكن “ثمة جهات عربية رسمية وغير عربية، تعمل لتصنيفهم منذ أربع سنوات تقريبا كإرهابيين”.

وردا على سؤال، اعتبر الدكتور عبد الغني عماد، أن: “الموضوع أبعد من حركة حماس، بل له علاقة بما جرى في مصر، من تداعيات في موضوع الرئيس محمد مرسي والانتخابات”. و”المسألة على العكس، هناك حوار بين الادارة الاميركية والاخوان المسلمين، لذا تم استبعاد الاخوان من لائحة الارهاب، وهو أمر منطقي”.

وتابع “لا علاقة أبدا بين “داعش” والقاعدة، وبين الأخوان المسلمين، اذ لا يمكن الربط بينهما، وان قرار سجن القيادات الاخوانية في مصر طابعه كيدي، وسببه خلاف الرئيس السيسي مع الاخوان المسلمين في مصر. وهنا النقطة الاساسية التي تدفع الخارجية المصرية الى العمل ضد الاخوان، والدس والتضييق عليهم في جميع انحاء العالم من لندن وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية”.

وبرأيه انه “في مرحلة الملك سلمان السعودي الحاليّة لم تعد السياسة السعودية تسير بالاتجاه العدائي نفسه نحو الاخوان، والمسألة الاساس هي الصراع مع النظام المصري الحالي، فالخارجية المصرية تجعل الملف الاساس لها في الخارج هو محاربة الاخوان، وملاحقة فلولهم، والحد من نشاطاتهم الخارجية التي تشكل تحد اساسي لها”.

ولكن السؤال الاساس: هل المجموعات التي تتحرك في سيناء هي اخوانية ام داعشية؟ ولماذا الدولة المصرية تضع الجهتين في سلة واحدة؟ يعتبر الخبير بالحركات الاسلامية ان هذا كله: “بهدف ضرب المعارضة المصرية؟”.

وكيف يفسر تسريب مضمون وثيقة حماس لجريدة الشرق الاوسط منذ فترة قريبة، حيث أنها تتبرأ في الوثيقة المزعومة من علاقتها بالاخوان المسلمين؟ اعتبر الدكتور عبد الغني عماد: “أن الضغوط التي تمارس على الشعب الفلسطيني وخاصة مسألة المعابر، قد تجعلنا نشهد بعض البراغماتية الفلسطينية، وهذا مفهوم”.

إقرأ أيضا: حماس: بين طهران والإخوان

ويستدرك عماد في النهاية قائلا “لكن بكل الحالات حركة حماس لا يمكنها ان تتنكر لأصولها السياسية والدينية مهما حاول المصريون، وحماس تفتح علاقاتها مع مصر، لكن لا يمكن ان تخرج من الاصول الاخوانية التي انطلقت منها”. “والموقف الذي تقولينه قد يكون من الاشياء التي أتت لحفظ المصالح ومصلحة الشعب الفلسطيني”.

السابق
مقتل 3 سوريين من تنظيم «داعش» في عرسال
التالي
بالصور: الانفجار الذي ضرب عرسال.. وما حقيقة تورط داعش؟