جبهة عرسال النائمة إستيقظت فما الذي حصل ليل الثلثاء؟

تحركت جبهة عرسال النائمة من جديد. إشتباكات عنيفة سُجّلت ليل الثلثاء وعلى أكثر من محور سوري من المحاور المقابلة للبلدة اللبنانية الحدودية. فما الذي حصل تحديداً؟ كيف بدأ إطلاق النار والقذائف الصاروخية الثقيلة؟ وما الذي حاولت المجموعات الإرهابية تنفيذه؟

ففي المعلومات التي رشحت من جرود عرسال، رصدت عناصر اللواء التاسع فيالجيش اللبنانيتحركات مريبة وتجمعات بشريّة كبيرة لجبهة النصرةمن ناحية الملاهي ووادي ميرا وتحديداً في المرتفعات الشرقية لبلدة عرسال، وترافقت هذه التحركات مع رصد مكالمات عبر وسائل اتصال داخل صفوف المسلحين، فُهم منها أن التخطيط قائم لشنّ هجوم واسع النطاق بعد صلاة الفجر وذلك على محورين بهدف الإستيلاء على بلدة عرسال بالكامل ومتابعة التقدم وصولا حتى منطقة عين الشعب فساحة بلدة اللبوة التي تشكل المحور الأساس في الهجوم.

وفي رصد حركة إتصالات الإرهابيين، تبين إن الهجوم الثاني الذي تنوي جبهة النصرة تنفيذه، سيبدأ من معبر الزمراني باتجاه اطراف عرسال الشمالية وصولا حتى بلدة الزيتونة على الطريق العام بين الهرمل–الفاكهة.

إنطلاقاً من كل ما تقدم، قامت وحدات من الكتيبة 95 وفوج المدفعية بقصف تجمعات الإرهابيين بشكل مركّز موقعة في صفوفهم خسائر بشرية كبيرة.

إقرأ ايضًا: عرسال تستغيث ومخيمات نازحيها تغرق.. ولا من يجيب

وفيما تحدثت معلومات لـ”النشرة” أن الاشتباكات التي دارت على مدى ساعة في جرد عرسال وتحديداً في منطقتي الرهوة ووادي العويني، ناتجة عن هجوم لعناصر ارهابية من “جبهة النصرة” على مركز لـ”حزب الله” في الجرد العرسالي، كشف الإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله” أن “مقاتلي الحزب إستهدفوا بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مسلحين من “النصرة” بعد كشف محاولة تسلّل لهم في جرد فليطة في القلمون الغربي جنوب غرب وادي العويني شرق عرسال ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، بينهم مسؤول ميداني إرهابي”.

إذاً، أياً يكن موقع الإشتباك الإرهابي وشكله، مع الجيش اللبناني أو مع مقاتلي حزب الله، ومهما كان حجمه الميداني، لا شك أن إحتلال بلدة عرسال من قبل المجموعات الإرهابية هو بمثابة الإمتحان الأصعب بوجه العهد الرئاسي الجديد، كونه يتطلب قراراً سياسياً حاسماً، يحرر كل شبر محتلّ من البلدة الحدودية، ويمنع محاولات الإختراق التي يسجلها الإرهابيون بين الحين والآخر بهدف الدخول الى بلدات لبنانية أخرى. قرار، وفي حال تمّ إتخاذه، يفرض تنفيذه الإجابة على أكثر من سؤال قبل إطلاق الرصاصة الأولى، أولها، هل بإمكان القوى العسكرية اللبنانية بمفردها حسم هذه المعركة لمصلحتها بأقل حجم ممكن من الخسائر البشرية نظراً الى وعورة جبال السلسلة الشرقية التي يتمركز فيها الإرهابيون، أو أن معركةً كهذه تتطلب الإستعانة بقوّة حربيّة جويّة خارجيّة من بين تلك التي تحارب تنظيم “داعش” في الداخل السوري؟ وثاني هذه الأسئلة، هل بإمكان تيار المستقبل الذي دعم عرسال في بداية الحرب السوريّة أن يتحمل قراراً كهذا في عهد حكومة يرأسها رئيسه سعد الحريري؟

أسئلة تبقى كلها في خانة الفرضيات بما أن قرار تحرير عرسال لم يصدر بعد.

السابق
كيف علّق فنيش على خطاب عون في القمة العربية
التالي
عن تفاصيل مأساة سنة ونصف في صيدنايا