الموازنة أُقرّت وامتحان القمة العربية يشغل اللبنانيين

أقر مجلس الوزراء مشروع الموازنة العامة، في الوقت الذي يستعد لبنان لحضور امتحان القمة العربية، وسط مخاوف من احراج دبلوماسي في حال إقرار إدانة إيران في البيان الختامي.

علم ان وزير المالية علي حسن خليل سيزور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الخميس المقبل بعد عودته ورئيس الجمهورية ميشال عون من القمة العربية، على ان يعقد مؤتمرا صحافيا لعرض كل التفاصيل والارقام وعجز الموازنة وخفيض العجز وارقام الموازنة العامة والايرادات والواردات وارقام النفقات.
وستعقد الحكومة عند العاشرة من صباح غد جلسة في بعبدا برئاسة الرئيس عون لبحث خطة الكهرباء.

اقرأ أيضاً: توقّع اقرار الموازنة وترقّب لكلمة عون في القمة العربية

وعلمت الـLBCI ان الحريري انسحب من الجلسة على اثر نقاش في أرقام الموازنة وفي ما حققته الهندسة المالية لمصرف لبنان من أرباح للمصارف بلغت 5 مليار دولار.
وكان الحريري قد أعلن في مستهل الجلسة عن توجهه مع وزراء التربية والشؤون الإجتماعية وشؤون النازحين إلى مؤتمر بروكسيل الأسبوع المقبل، لعرض خطة لبنان لمواجهة أعباء النزوح السوري، وطلب الدعم الدولي لها.
وقال:”نحن ذاهبون بتصور موحد لكيفية التعاطي مع هذه الازمة”.
واضاف: “إن حالة لبنان فريدة من نوعها إذ بات أكثر من ثلث قاطنيه من النازحين السوريين. وإذ نرحب باستمرار المساعدات الإنسانية العربية والدولية لإخواننا النازحين ريثما يتمكنوا من العودة الآمنة إلى بلدهم، علينا أن نشرح أن البنى التحتية والخدمات العامة وموازنة الدولة في بلدنا لم تعد تتحمل مثل هذا الضغط”.
ولفت الى انه تم اعداد خطة للنهوض بالبنى التحتية والخدمات العامة تفيد المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين على حد سواء، وهي خطة من شأنها أن تزيد النمو.

القانون الانتخابي
الانفراج في اقرار الموازنة سيتبعه بنظر المراقبين انفراج على صعيد القانون الانتخابي، وقد برز امس تصريح وزير الداخلية الاسبق مروان شربل لصحيفة الانباء الذي قال أنه “في نهاية المطاف سيعود الجميع الى القانون النسبي (13 دائرة) والمعرّف عنه بـ قانون حكومة نجيب ميقاتي وذلك لأنه القانون الوحيد الذي يعدل بين جميع الفرقاء في لعبة الربح والخسارة وعلى قاعدة “من سوّاك بنفسه ما ظلمك”، بدليل تحول كل من “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” من رافض بالمطلق للنسبية وحدها الى مستعد لمناقشتها، مشيرا الى ان “تقدير رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن شهر نيسان المقبل سيحمل بشارة التوافق على قانون انتخاب قد يكون صائبا فيما لو سلمت النوايا وترفّعت النفوس عن الحسابات الحزبية والخاصة”.

القمة العربية والتضامن مع لبنان
شددت أوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية، على ان “لبنان يحتاج، أكثر من أي وقتٍ الى انتزاع إجماعٍ على بند “التضامن مع لبنان” الذي كان لقي تحفظات عنه ابان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين قبل نحو 3 أسابيع، ولا سيما ان النفَس التهديدي الاسرائيلي الذي كان تُرجم بأكثر من غارة أخيراً داخل الأراضي السورية حملتْ رسائل مباشرة الى نظام الرئيس بشار الاسد و”حزب الله”، يكتسب دلالات خطرة للغاية معطوفاً على “التفوّق الدولي” الكبير للدولة العبرية في ضوء دخول دونالد ترامب البيت الأبيض وسياسته المتشددة حيال ايران “الراعية الأولى للإرهاب”.
وترى الأوساط السياسية في ظلّ ملامح التشدُّد الخليجي حيال طهران وأذرعها في المنطقة، ان المرحلة الراهنة تحمل أوجه شبه مع العام 2006 حين تعاطتْ دول خليجية بارزة مع عملية خطْف “حزب الله” لجندييْن اسرائيليين وما أعقبها من حرب اسرائيلية على لبنان استمرت 33 يوماً على أنها “مغامرة”، لافتة الى “ان ثمة دولاً عربية حالياً تعتبر ان لبنان “مخطوف” من ايران وان مغامرات حزب الله العسكرية في أكثر من ساحة مشتعلة ولا سيما سوريا واليمن يمكن ان تضع “بلاد الأرز” في “فم أخطار” كبيرة”.

اقرأ أيضاً: الناشطون في لبنان مطاردون منذ انتخاب الرئيس عون

ومن هنا، تعتبر الأوساط نفسها، ان القمة العربية، التي سيحضرها مبعوث عن ترامب وتأتي في ظل المخاوف من عقوبات مالية أميركية جديدة على لبنان في سياق التضييق أكثر على “حزب الله”، تشكّل فرصة لبيروت تنتظرها بلدان الخليج خصوصاً لإبراز لبنان سلوكاً يعكس فصل سياسته الرسمية عن روزنامة “حزب الله” ومشاريعه، خلافاً لما حصل حين أطلق عون على هامش زيارته مصر مواقف وفّر فيها غطاء شرعياً من أعلى مرجعية دستورية لسلاح “حزب الله”، ما شكّل “نقزة” لدى دولٍ خليجية عدة وأحدث ما يشبه “الازمة الصامتة” معها، وخصوصاً أن نصر الله استخدم “غطاء” الرئيس اللبناني ليجدد الهجوم على السعودية ويوسّعه ليطول الامارات العربية المتحدة بالاسم.
في حين توقعت صحيفة الانباء الكويتية عودة الرئيس عون امام القمة الى حدود خطاب القسم، الذي لا ذكر فيه لمقاومة خارج إطار الدولة، وتوقعت المصادر “قرارا قمميا بإدانة التدخل الايراني بالشؤون العربية، وربما هذا ما قد يشكل ذروة الاحراج للوفد اللبناني”.

السابق
تهديد إسرائيلي جديد: سنعيد لبنان مئة عام إلى الوراء
التالي
يافطة في الأوزاعي: جاي مهجر مش تهجرنا!